انطلقت مساء أمس، الإثنين، فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الدولي للسينما والتاريخ بتارودانت، (فيشطا}، الذي ينظم من طرف “جمعية الأطلسين للثقافة والفكر والفنون” إلى غاية 21 أبريل الجاري، وذلك بمشاركة نخبة من أبرز الممثلين والمنتجين والمخرجين والنقاد السينمائيين المغاربة والأجانب.
وتميزت انطلاقة هذه التظاهرة بالاستعراض الفني الفولكلوري الذي انطلق من مكان تجمع الفنانين وضيوف المهرجان، ليتجه صوب قاعة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي احتضنت حفل الافتتاح، حيث اصطف حشد كبير من الجمهور الروداني على جنبات الطريق لتتبع اللوحات الفنية لمجموعة “كناوة” و”رقصة هوارة” وفن “تاسكوين”، وكذا للتعبير عن الترحاب بضيوف المهرجان.
كما تميز حفل افتتاح المهرجان بتكريم المخرج المغربي المعروف حكيم بلعباس الذي سلم له درع المهرجان من طرف والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان، السيد احمد حجي، كما سلمت للمكرم هدية من طرف عامل إقليم تارودانت السيد الحسين أمزال.
وأشار الأستاذ عبد العزيز بن الضو، مدير الدورة الأولى للمهرجان الدولي للسينما والتاريخ بتارودانت إلى أن هذا الملتقى الفني يشكل لبنة إضافية ونوعية في المشهد السينمائي المغربي بالنظر لبرمجته المتنوعة التي جمعت بين عرض الأفلام، وعقد لقاءات حوارية مفتوحة، وتنظيم ندوات ثقافية وفكرية، إضافة إلى انفتاح المهرجان على جمهور التلامذة والطلبة الجامعيين، فضلا عن بث أفلام لفائدة الساكنة القروية في إطار قافلة سينمائية متنقلة.
وأضاف الأستاذ بن الضو أن المهرجان، الذي اتخذ كتيمة له خلال دورته الأولى “سينما المقاومة”، سيعطي للدينامية الثقافية والفنية التي يشهدها إقليم ومدينة تارودانت وهجا وإشعاعا وطنيا ودوليا، اعتبارا للأفلام المبرمجة في المسابقة الرسمية لهذه التظاهرة والتي تنتمي لثمان دول من القارات الأفريقية والأوربية والآسيوية، وبالنظر كذلك للحضور النوعي لنخبة من الفاعلين البارزين في مجال الفن السابع سواء في المغرب أو فرنسا أو لبنان أوغينيا.
وقد استهل المهرجان بث سلسلة الأفلام المبرمجة في إطار هذه التظاهرة بعرض شريط “بامو” للمخرج المغربي إدريس المريني، في صيغته المدبلجة للغة االأمازيغية، وهو واحد من أبرز الأشرطة السينمائية في الفيلموغرافيا المغربية التي تناولت في قالب سينمائي متميز موضوع المقاومة المغربية ضد المستعمر الفرنسي، حيث تم بث هذا الشريط خارج المسابقة الرسمية.
وستتواصل اليوم، الثلاثاء، فعاليات المهرجان ببث أول الأفلام المبرمجة ضمن المسابقة الرسمية وهو شريط “أدور” للمخرج المغربي، أحمد بايدو الذي سيبث في فترة ما بعد الظهير، فيما سيبث الشريط الثاني المبرمج ضمن المسابقة الرسمية خلال الفترة المسائية وهو الفيلم الإيطالي “ترتيب الأمور” وهو من توقيع أندرا سوكري.
وموازاة مع عرض الأفلام، تنطلق اليوم الورشة التكوينية الخاصة بكتابة وإنجاز الشريط الوثائقي التي سيؤطرها المخرج والمنتج المغربي عبد الله دراي لفائدة الكلية متعددة التخصصات بتارودانت (جامعة ابن زهر)، الذين سيجمعهم في اليوم نفسه لقاء خاص مع المخرج حكيم بلعباس.
وضمن برنامج اليوم الثاني للمهرجان أيضا، سيتم عرض بعض الأفلام الوثائقية لفائدة تلامذة ثانوية ابن سليمان الروداني التأهيلية، يعقبها لقاء مفتوح مع الناقد عبد اللطيف الركاني. كما سيستفيد تلامذة هذه المؤسسة من ورشة تكوينية في فن التصوير الفوتوغرافي يشرف على تأطيرها المصور الإيراني المحترف حميد فارجال.
للتذكير فإن لجنة تحكيم المهرجان الدولي للسينما والتاريخ بتارودانت يرأسها المخرج المغربي المعروف، عبد القادر لقطع، وتضم في عضويتها كلا من وزيرة الثقافة السابقة، الفنانة المقتدرة ثريا جبران، والدكتور عمر حلي رئيس جامعة ابن زهر، والمنتجة والمخرجة اللبنانية ندى غانم، إضافة إلى السينمائي بيار هينري دولو، مدير مهرجان الفيلم التاريخي بمدينة بوساك الفرنسية.
وينظم المهرجان بتعاون مع مجموع من الشركاء العموميين وشبه العموميين والخواص في مقدمتهم عمالة إقليم تارودانت، ومجلس جهة سوس ماسة، والمركز السينمائي المغربي، والجماعة الحضرية لتارودانت، والمجلس الإقليمي، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبعض المنعشين الاقتصاديين الخواص.
و.م.ع