الرئيسيةأعمدةعبد الإله الجوهري: حسن الشاوي و مغامرة الإنتاج السينمائي بالمغرب.

عبد الإله الجوهري: حسن الشاوي و مغامرة الإنتاج السينمائي بالمغرب.

السينما و الإنتاج السينمائي بالمغرب، مغامرة غير محسوبة العواقب، خاصة مع تلاشي ثقافة الفرجة بتراجع الجمهور عن ارتياد فضاءات العروض، و ما يتبع ذلك من إغلاق للقاعات السينمائية التجارية، الشيء الذي لا يعمل على تشجيع أرباب المال و الأعمال من الاستثمار في الإنتاج الفني عامة والسينمائي خاصة، و بالتالي نفور القطاع الخاص من لعب دوره المفروض في دعم الممارسات الفنية بالمغرب، اللهم محاولات قليلة لأناس معدودين على رؤوس الأصابع، أناس يركبون صهوة المغامرة مدفوعين بالنخوة الوطنية من جهة أولى، و الخلفية الثقافية و الفنية التي يتوفر عليها كل واحد من جهة ثانية، من بين هؤلاء، و أكثرهم شهرة، المنتج حسن الشاوي، أو المغامر الذي جاء على حين غرة ليعيد الأمل و يثبت أن الرأسمال الوطني يحمل بين طياته الكثير من الوطنيين، فهو مغامر أثبت خلال السنوات الماضية القليلة، عن رؤية إبداعية جد عميقة، و حب حقيقي للفن والوطن ، من خلال الاستثمار في القطاع السينمائي الخاص، و هو قطاع، كما قلنا و أكدنا و أكد غيرنا، غير مربح تماما، أي انه استثمار غير مضمون النتائج و العواقب..
حسن الشاوي، المنتج الفاسي / المراكشي، أظهر منذ أول فيلم قام بإنتاجه تحت عنوان ” الفروج ” للمخرج والممثل عبد الله فركوس ، أنه يراهن و يعرف على ماذا و كيف يراهن، حيث حقق الشريط نجاحا تجاريا منقطع النظير في القاعات السينمائية، مثلما تهافت التلفزيون على شراء حقوق بثه، نظرا لمطالبة الجمهور بضرورة بثه وإعادة بثه، بث حقق نسبة مشاهدة جد محترمة، مشاهدة لم يسبق لفيلم مغربي أن حققه سواء على الشاشة الكبرى أو الصغرى.
“الفروج” كان محاولة أولى ناجحة بكل المقاييس، نجاح جعل الأنظار تلتفت لحسن الشاوي، مما دفع به إلى رفع راية الإنتاج عاليا و يضخ أموالا أكثر في عمليات تصوير أفلام سينمائية و سلسلات ومسلسلات تلفزية، من خلال شركته الإنتاجية “الشاوي برود”، أعمال بدأها أولا بسلسلة ” ميستر سانسور ” من إخراج المخرج محمد عهد بنسودة، ثم شريط سينمائي طويل ثان تحت عنوان ” مسعود و سعيدة وسعدان” للمخرج إبراهيم الشكيري، شريط ولاشك، سيحقق نجاحا مؤكدا بالنظر للإمكانيات التي رصدت له، و للائحة الفنية المشاركة في العمل، و أيضا لسمعة المخرج الإبداعية الطيبة. فيلم تم تصويره بين مدينتي الداخلة ومراكش.
إلى جانب هذه المشاريع التي حققها عن حب و اقتناع، ركب الشاوي مغامرة إنتاج مشروع سينمائي جديد بعنوان “هلا مدريد فيسكا بارصا”، مشروع تم إنجازه بمدينة مراكش و النواحي، رفقة طاقمين فني و تقني جد محترمين، فيلم يراهن على الجماهيرية و التقنية العالية التي تتلاءم و الخطابات السينمائية الجادة الفاعلة، الخطابات التي تتموقع في دائرة ما يسمى بسينما المؤلف.

 

في نفس الإتجاه و وفاء للمشاريع الجادة المثيرة، بدأ الشاوي رفقة زوجته المنتجة إبتهاج المرغادي في تحقيق مشروع سينمائي روائي طويل تحت عنوان “أبواب السماء” عن سيناريو و إخراج مراد الخوضي، مشروع يقارب واقع السجن و السجناء من وجهة نظر نسائية، حيث تتشابك قصص إنسانية مقتطعة من واقع الألم و الأمل و الحب و العنف.
إضافة لما تحقق و يتحقق فحسن الشاوي، سطر مشاريع سينمائية مستقبلية، ستنجز خلال السنة الجارية، مع مخرجين سينمائيين مختلفين، وفق جدول مضبوط، كل ذلك دون التفكير و لو للحظة واحدة في منطق الربح، بل تفكيره منصب فقط على ضرورة إغناء تجاربنا السينمائية، و تشجيع أصحاب رؤوس الأموال المغاربة، على تتبع خطاه و استثمار أموالهم في مجالات الخلق و الإبداع.
من أجل السينما المغربية و حبها الحق العميق، وجب التنويه بحسن الشاوي و أمثاله من المستثمرين الوطنيين الغيورين على المصالح الفنية للمغرب.
شكرا سي حسن على ما قدمت لحد الساعة و ما ستقدم مستقبلا للسينما المغربية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *