منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي و” جمعية أصدقاء السينما بتطوان ” تناضل في خدمة السينما المتوسطية وثقافتها من خلال دورات مهرجانها العتيد ” مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط ” ، الذي بلغ هذه السنة دورته الرابعة والعشرين .
فعلى امتداد 33 سنة (1985 – 2018) من العمر المديد لهذا المهرجان الكبير ، تمت استضافة أهم الشخصيات السينمائية المنتمية لضفتي البحر الأبيض المتوسط في مختلف فقرات برنامجه العام ، كما تمت برمجة عروض متنوعة لمختلف الأفلام المتوسطية وخاصة ما يشكل منها علامات بارزة في تاريخ هذه السينما الحيوية . هذا بالإضافة إلى تنظيم العديد من اللقاءات والندوات والمحاضرات والتكريمات وجلسات المناقشة والورشات التكوينية والدروس السينمائية وغيرها ، وإصدار مجموعة من المنشورات (نشرات يومية ، كتب ، كاتالوغات …) تأتي على رأسها مجلة ” وشمة ” الرصينة .
إن ما قامت به ” مؤسسة مهرجان تطوان ” و ” جمعية أصدقاء السينما بتطوان ” طيلة هذه السنوات والعقود ، بدعم مادي ومعنوي من جهات مختلفة ، وبتشجيع من السينمائيين والنقاد والسينفيليين ومجموعة من الإعلاميين والمثقفين والجمعويين وغيرهم ، عجزت عن القيام به مهرجانات سبقت مهرجان تطوان في الوجود كمهرجان…
إن المحرك الأساسي لأصدقاء السينما بتطوان هو عشقهم للسينما أولا ، وانفتاحهم بدون خلفيات على المشتغلين في حقولها المختلفة من مخرجين وممثلين وتقنيين وكتاب سيناريو وباحثين ونقاد وإعلاميين وجمعويين وغيرهم ، ثانيا ، ورغبتهم في التطور من دورة لأخرى ثالثا . وما المستوى من الإحترافية في البرمجة والمهنية في التنظيم الذي بلغوه إلا دليل على ذلك . فتحية احترام وتقدير لكل الأصدقاء الذين ساهموا من قريب أو بعيد في بناء هذا الصرح السينمائي والثقافي المتوسطي الكبير ، عبر محطاته التاريخية المختلفة ، وشكرا لكل الفاعلين السينمائيين الأجانب الذين لم يبخلوا على أصدقاء السينما بتطوان بدعمهم وحضورهم وأفكارهم وأعمالهم وخبرتهم وكل ما قدموه من خدمات لضمان استمرارية المهرجان وتطوره .
أحمد سيجلماسي