بمناسبة الإعلان عن انعقاد دورته الجديدة (الدورة 20) من 19 إلى 22 يوليوز الجاري ، ندعو لجنة دعم تنظيم المهرجانات السينمائية إلى قراءة هذه الورقة بتمعن للتمييز بين المهرجانات الحقيقية والمهرجانات المزيفة أو شبه المهرجانات :
لم يفلح منظم مهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير بإفران (كليا) وأزرو (جزئيا) ، لحد الآن ، رغم بلوغ مهرجانه سن العشرين (1998 – 2018) ، في جعله تظاهرة سنوية محترمة شكلا ومحتوى . فطيلة عشرين سنة ظل السي عبد العزيز بالغالي يجرب ويغير في أسماء تظاهرته من ” مهرجان أزرو الصيفي للفيلم المغربي القصير ” إلى ” مهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير بأزرو وإفران ، مرورا ب” مهرجان العالم العربي للفيلم القصير ” و ” مهرجان سينما أعالي الجبال للفيلم الأمازيغي ” والبقية آتية ربما …
ورغم هذه الأسماء كلها ظل يدور في دائرة ضيقة وظل ثابتا في مكانه رغم تغير الوجوه المحيطة به (كديكور لا غير) ، سنة بعد أخرى ، في ” إدارة مهرجانه ” ، بسبب تحكمه المرضي المفرط في كل صغيرة وكبيرة.
يرجع هذا الجمود والتحجر الملحوظين من طرف الجميع لسبب بسيط هو أن صاحبنا لا يملك تصورا واضحا لمهرجان قابل للتطور من دورة لأخرى . لقد راكم طيلة هذين العقدين من الزمان تجربة معتبرة من الأخطاء أصبحت حديث كل المنتديات المرتبطة بالسينما وثقافتها ، فمن رؤساء لجن التحكيم الذين تغيبوا عن المهرجان قبل انطلاقه أو غادروه احتجاجا على طابعه الإرتجالي لحظة افتتاحه أو مباشرة بعد انتهاء حفل الإفتتاح نذكر على سبيل المثال المخرج حسن بنجلون والممثل رشيد فكاك والمخرج ومدير التصوير عبد الكريم الدرقاوي .. ناهيك عن العدد الكبير من النقاد والممثلين والمخرجين والإعلاميين الذين وافقوا مبدئيا على المشاركة في إحدى فقراته (تكريم ، ندوة ، ورشة تكوينية ، لجنة تحكيم ، توقيع كتاب …) لكنهم تراجعوا في آخر لحظة وقاطعوا المهرجان بعد أن علموا ممن سبق له حضور إحدى دوراته السالفة بخوائه الفني والثقافي وعدم احترافية تنظيمه وتحكم مديره أو رئيسه الأبدي في ” الشاذة والفاذة ” بعلم وبدونه . ورغم نصائح وإقتراحات ثلة من الأصدقاء وخصوصا المساهمين في تأسيس التظاهرة سنة 1998 من أجل التطوير فضل رئيس الجمعية المنظمة (جمعية نادي الشاشة للطفولة والشباب بأزرو) والمدير الأبدي للمهرجان أن يظل متشبثا باختياراته اللافنية واللاثقافية في الغالب .
لقد أصبح مهرجان عبد العزيز بالغالي معروفا عند السينفيليين بمهرجان السياحة والإستجمام ، فكثير من ضيوفه المغاربة والعرب وغيرهم لا تغريهم لحضور بعض دوراته إلا فضاءات مدينة إفران الجميلة والخلابة وطقسها البارد أو المعتدل في فصل الصيف ، أما ما عدا ذلك فخواء في خواء . ومن النكت التي أصبح يتندر بها المتتبعون القلائل لهذا المهرجان أن مديره يقيس نجاح كل دورة ، ليس بعدد المستفيدين من ساكنة المدينة وضيوفها مما يتم تنفيذه من فقرات ثقافية وفنية وعروض سينمائية وغير ذلك ، وإنما بمجرد حضور السيد عامل الإقليم والوفد المرافق له . فكل دورة جديدة للمهرجان تعتبر ناجحة ، بالنسبة لمديره ، كلما حضرها السيد العامل ومن يرافقه ومكثوا بعض الوقت في قاعة المناظرات للإستماع إلى كلمات حفل الإفتتاح ، فهل المهرجان ينظم للسيد العامل ومن معه (يحضرون غالبا حفل الإفتتاح فقط) أم لتنشيط المدينة ثقافيا وفنيا في عز الصيف وتوافد السياح المغاربة والأجانب عليها بكثافة ؟؟؟ وهنا نتساءل مرة أخرى : ما هي حصيلة مهرجان بالغالي طيلة عشرين سنة من التواجد ؟ ما هي الكتب والمجلات والكاتالوغات التي أصدرها على سبيل المثال مقارنة مع مهرجانات أخرى من حجمه كمهرجان سينما الشعوب بإيموزار كندر (14 دورة فقط) ومهرجان الرشيدية السينمائي (9 دورات فقط) وغيرهما ؟؟؟ وعلى ذكر الكاتالوغات فتكفي إطلالة سريعة على محتوياتها للوقوف على هشاشتها وأخطائها اللغوية والمطبعية والمعرفية العديدة … وما هي الأطر التي كونها لتضطلع بمهام التنشيط والتنظيم وتسيير الندوات وتأطير الورشات وغير ذلك من المهام ؟؟؟ فما يلاحظ هو أن أغلب مؤطري الورشات وأعضاء لجن التحكيم والمشاركين في الندوات وغيرها من الفقرات يتم استيرادهم من خارج مدينة إفران ، التي تحتضن كل الأنشطة ، باستثناء عرض يتيم في الهواء الطلق وأنشطة طفيفة تستفيذ منها مدينة أزرو ، التي يوجد بها مقر الجمعية المنظمة للمهرجان .
نترك الإجابة عن هذه التساؤلات لأعضاء التشكيلة الجديدة للجنة دعم تنظيم المهرجانات والتظاهرات السينمائية ومن بينهم من اكتوى بنار الفوضى غير الخلاقة لهذا المهرجان ، الذي أساء لسمعة مدينة تعتبر من بين أجمل مدن المغرب ، كما نترك الإجابة عنها أيضا لباقي مدعمي هذه التظاهرة السينمائية السنوية محليا وإقليميا ، فإفران في حاجة إلى مهرجان حقيقي في مستوى قيمتها وجمالها وعدد زوارها …
إشارة : لمعرفة المزيد عن الطابع الإرتجالي للمهرجان (دورة 2011 نموذجا) ترجى زيارة الموقع الإلكتروني التالي : https://www.hespress.com/art-et-culture/35706.html
مهرجان للاصطياف على حساب السينما في آزرو
أحمد سيجلماسي