يشكل فيلم “أنيماليا” لصوفيا علوي الذي عرض أمس مساء كعرض أول مغربي ضمن العروض الخاصة خارج المسابقة الرسمية بحضور مخرجته وطاقمها، استمرارية للفيلم القصير الجميل “لايهم إن نفقت الكلاب”، بحيث تحضر فيه نفس التيمات لكن بشكل مختلف، وكما كانت هنالك نقط الالتقاء بين الفيلمين فهنالك أيضا نقط اختلاف بين الفيلمين خصوصا أنهما ينتميان لجينسين سينمائيين مختلفين. الأول يشكل فيه الفضاء نقطة قوة أساسية غابت في الثاني كعنصر هام،والأول أيضا نجد به مرجعيات سينمائية ك”الويسترن” وعناصر سينما الخيال العلمي والتشويق حاضرة بقوة فيما غابت أغلب هذه العناصر في الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج المغربية الواعدة، وحضرت بالمقابل شعرية الصورة وفاطازيتها.
في بعض الأحيان تكون انتظاراتنا أعلى بكثير مما كان يجب أن ننتظره من فيلم ما وفي هذه الحالة يكون المشكل فينا أكثر مما يكون في العمل الإبداعي، وهذا ما وقع لي اليوم مع فيلم “أنيماليا” الذي كنت قد تحمست كثيرا للفيلم القصير الأول لمخرجته صوفيا علوي ” لايهم إن نفقت البهائم”. وهكذا انتظرت فيلما كبيرا خصوصا أنه نال جائزة مهمة في مهرجان مهم هو مهرجان ساندانس المتخصص في اكتشاف المواهب السينمائية في العالم. لكن حساسيتي السينمائية المغربية “البئبيسة” أبت إلا أن تفسد علي فرجتي، فرغم أن هنالك لحظات جميلة في هذا الفيلم فقد أصرَّت تلك الحساسية التي لم تستطع أن تخضع كليا وبشكل تام للجماليات الأوروبية إلا توسوس لي أن بالفيلم نقصا من ناحية الحبكة وأن لحظاته يعوزها بعض النسج مع بعضها البعض لكي تكون نسيجا كاملا منسجما مع بعضه، وهذا يحدث في مرحلة الكتابة أكثر مما يكون ناتجا عن مرحلة التصوير.
لكن لا يفوتني أن أنوه باللحظات الشعرية والشاعرية التي كانت وحدات وفلتات داخل الفيلم لا يمكن لأي سينفيلي سوى أن يستمتع بها، وهكذا تعلمنا أن نستمتع حتى لو من مشاهد منفصلة من فيلم ما.
عبد الكريم واكريم-مراكش