الرئيسيةمتابعات سينمائيةالذكرى العاشرة لرحيل إبراهيم السايح.. رائد دبلجة الأفلام بالمغرب

الذكرى العاشرة لرحيل إبراهيم السايح.. رائد دبلجة الأفلام بالمغرب

حلت يوم الأحد 29 غشت 2021 الذكرى العاشرة لرحيل رائد دبلجة الأفلام السينمائية بالمغرب المخرج والمنتج وكاتب الحوارات الأستاذ إبراهيم السايح. وبهذه المناسبة أذكر الأجيال الحالية بعطاءات هذا الفنان المثقف، الذي ساهم بقسط وافر في وضع اللبنات الأولى لتجربتنا السينمائية منذ أربعينيات القرن الماضي ورسخ تعاطي شرائع واسعة من المغاربة مع المنتوجات السينمائية الهندية عبر دبلجاته للعشرات من عناوينها، وذلك من خلال هذه الورقة التي خصصتها له في “قاموس المخرجين السينمائيين المغاربة الأوائل”، الذي أشتغل حاليا على إعداده للنشر:

إبراهيم السايح (1925- 2011):

إبراهيم السايح، المزداد بالرباط يوم 30 دجنبر 1925 والمتوفى بها يوم 29 غشت 2011، من الرواد الأوائل الذين كان لهم حضور بارز في مرحلة البدايات الأولى للتجربة السينمائية المغربية على مستويات الدبلجة والإنتاج والإخراج وكتابة الحوارات. أخرج وأنتج سنة 1955 فيلمه الوثائقي الطويل “محمد الخامس” (فيلم مونطاج) وشارك في نفس السنة في إخراج الفيلم القصير “أسرار المغرب” مع الفرنسي جان ماسون، وهو من إنتاج المركز السينمائي المغربي والشركة الفرنسية للأفلام. بعد ذلك أنتج وأخرج فيلمين وثائقيين طويلين آخرين على شاكلة فيلمه الأول هما: “طريق الحرية” (1956) و”الأمم الإسلامية المستقلة” (1957)، وشارك إلى جانب أحمد الطيب العلج في كتابة حوارات فيلم “إبراهيم” أو “بداية وأمل” (1957) لجان فليشي.

قبل ذلك راودته فكرة دبلجة الأفلام الأجنبية إلى العربية (الفصحى والدارجة) منذ الأربعينيات، حيث سجل إسمه سنة 1948 في مهنة دبلجة وإنتاج الأفلام السينمائية بالسجل التجاري، وفي سنة 1952 بباريس انطلقت معه التجربة المغربية الأولى في دبلجة الأفلام الأجنبية بفيلم “الأحدب” للمخرج الفرنسي جان دولانوا بمشاركة أصوات عربية على رأسها صوت الممثل المصري جميل راتب، وقد اختار “إنتصار الحق” كعنوان لهذه النسخة من الفيلم المدبلجة إلى العربية الفصحى.

استمرت بالرباط والدار البيضاء، تجربة إبراهيم السايح، رائد دبلجة الأفلام بالمغرب، إلى عقد التسعينات، حيث قام بدبلجة العشرات من الأفلام الهندية والفرنسية والأمريكية وغيرها. من الأفلام المغربية التي أشرف على دبلجتها إلى العربية نذكر العناوين التالية: ” أبناء الشمس” (1961) لجاك سيفيراك، “حلاق درب الفقراء” (1982) لمحمد ركاب، “بامو” (1983) لإدريس المريني، “الزفت” (1984) للطيب الصديقي، “الورطة” (1984) لمصطفى الخياط، “غراميات” (1986) للطيف لحلو، “ظل فرعون” (1996) لسهيل بنبركة… وبالنسبة للتلفزة المغربية أشرف السايح أواخر السبعينات على إدارة إنتاج مجموعة من الأعمال الوثائقية تحت عنوان “خبايا المدن” من إخراج شكيب بنعمر. كما دبلج سنتي 1983 و1984 مسلسلين فرنسيين من عدة حلقات الأول بعنوان “فرسان الطيران” والثاني بعنوان “صديقي الفرس”.

تجدر الإشارة إلى أن الفنان إبراهيم السايح سبق له، قبل استقلال المغرب عن الحماية الفرنسية، أن اشتغل منذ عقد الأربعينات موظفا بالمكتبة والأرشيفات العامة بالرباط ومترجما من الفرنسية إلى العربية ومحررا للأخبار بجريدة “السعادة” وإذاعة “راديو ماروك” ومديرا للبرامج بشركة “تيلما”، أول تلفزة خصوصية شهدها المغرب في مطلع خمسينات القرن العشرين بالدار البيضاء. ومما ساعده على ممارسة هذه المهام وإصدار مجموعة من المنشورات المدرسية إضافة إلى كتاب حول كرة القدم المغربية ومجلة “صوت الشباب المغربي”، وهي مجلة أطفال مصورة أصدر منها عشرة أعداد سنة 1947، كونه نشأ في وسط رباطي عريق مطبوع بمحبة العلم، فوالده الذي كان كتبيا ساهم في تكوينه إلى جانب دراسته الابتدائية بالمدارس الحرة والثانوية بكوليج مولاي يوسف وتخصصه في الترجمة بمعهد الدراسات العليا المغربية بالرباط.

أحمد سيجلماسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *