الرئيسيةمتابعات سينمائيةطلبة صناعة السينما بالمغرب: حاضر معتل و مستقبل أجوف

طلبة صناعة السينما بالمغرب: حاضر معتل و مستقبل أجوف

يحتل تخصص دراسة السينما مكانة مهمة في سوق صناعة السينما، وهو يعني تكوين و إعداد جيل من صناع سينما المستقبل، ويرتبط هذا القضية بمسألة الإنتاج وعلى مدى الاهتمام الذي يحظى به من قبل المركز السينمائي المغربي، ووزارة الاتصال، و باقي الجهات المسؤولة عن هذا التخصص، و التي تحمل هم مستقبل السينما عامة و مستقبل صناعها على وجه الخصوص.
تندرج هذه القضية ضمن علاقة المتدربين من الطلبة بالمهنيين من أساتذة جامعيين، ومكونين، وسوق الشغل السينمائي. الشيء الذي يجعلنا نطرح الأسئلة التالية:
ما واقع طلبة السينما بالمغرب؟ هل يحظون بتدريب جيد أم لا؟ و بأي معنى يمكن الحديث عن تكوين جيد للطلبة المتدربين؟ وإلى أي حد يمكن الحديث عن مستقبلهم كصناع سينما؟
من خلال عملية تحليل بسيطة لمقالات وكتب وندوات ومحاضرات المهتمين بالسينما التي تنظم داخل المهرجانات واللقاءات السينمائية بالمغرب، اتضح أن في الآونة الأخيرة تم تسليط الضوء على مناقشة فلسفة السينما، ضمن إمكانية العلاقة بين السينما و الفلسفة، فأينما قرأت مقالا أو حضرت نقاشا، أو شاركت في لقاء، إلا وصادفت الأغلبية تتحدث عن جيل دولو، وجاك أومون، ورودولف آرنهايم، وأندريه بازان، وسيرغاي آيزنشتين… وهناك من يكتب عن الشعر عند تاركوفسكي، والمقدس عند البازوليني، وفلسفة الصورة، وأفلام إنغمار بيرغمان، والتشويق عند هتشكوك، وتقنيات ستانلي كوبريك، وكراسات السينما مع جون لوك غوودار.
إن هؤلاء الذين ينشرون مثل كذا مقالات، سواء إن كانوا من جمعية نقاد السينما المغربية، أوأتباعهم ممن يكتبون في مجلة السينما المغربية، أو مجلة سينيفيليا، أغلبيتهم من السينيفيليين ذوي تخصص الفلسفة أو علم الاجتماع أو السيميائيات، لم يتساءلوا يوما عن مستقبل الطلبة؟… ألم يتساءل أحد ما هناك عن إمكانية إنشاء معهد خاص بالمهن السينمائية على سبيل المثال؟

إذا كنا سنتحدث عن فلسفة السينما، فإن الفلسفة تعني محبة الحكمة، وإذا تم جمعها بالسينما فسنخلص إلى محبة السينما و إذا كنا نحب السينما فسنناقش قضايا و نطرح إشكالات تهم مستقبل صناعة السينما، فالحديث عن جماليات الصورة، أو معناها، أو جمالية الفيلم، أو نظرية السينما، أو الحديث عن مخرجين عالميين أو دراسة أفلامهم، أو مناقشة أفكارهم، كل هذه الأشياء بسيطة عندما يتعلق الأمر بمستقبل طلبة صناع السينما في المغرب.
فهل يمكن الحديث عن مستقبل صناعة السينما و عن جماليات السينما بدون معاهد كبرى متخصصة وبدون تأطير ولا اهتمام ولا أبسط الإمكانيات للطلبة المتخصصين في هذا الميدان ؟

 

 عبد الرحيم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *