الرئيسيةمتابعات سينمائيةتوالي عروض مهرجان الجونة بسينما نسوية تنتصر للمرأة وقضايا الأسرة : “ذات مرة في تروبشفك” دراما قروية أسرية و”محطمة النظام” طفلة تبحث عن الحنان الأسري ولا تجده

توالي عروض مهرجان الجونة بسينما نسوية تنتصر للمرأة وقضايا الأسرة : “ذات مرة في تروبشفك” دراما قروية أسرية و”محطمة النظام” طفلة تبحث عن الحنان الأسري ولا تجده

لليوم الثاني على التوالي تواصلت عروض الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائي بأفلام داخل المسابقة الرسمية وأخرى خارجها، ومن أفلام يوم أمس السبت 21 شتنبر 2019 فيلما “ذات مرة في تروبشفسك” للمخرجة الروسية لاريسا سادريلوفا، و”محطمة النظام” للمخرجة الألمانية نورا فايشت.

“ذات مرة في تروبشفك” دراما قروية أسرية
“ذات مرة في تروبشفسك” للمخرجة الروسية لاريسا سادريلوفا عبارة عن دراما قروية تتناول حياة ثنائي من الأزواج وعلاقة “خيانة زوجية” بين طرف من كل جانب من هذا الثائي . وقد حاولت المخرجة أخذ جانب الرؤية الموضوعية الخارجية دون الميل أو التعاطف أو التبرير لأي من شخوصها.
تتصاعد أحداث الفيلم من علاقة غرامية سرية بين رجل وامرأة متزويجين وجارين وتسير الأمور بدون مشاكل حتى تكتشف زوجة الرجل “خيانة ” زوجها لتلمح لزوج عشيقة زوجها لتفتضح الأمور.
لا تصدر المخرجة الروسية أحكام قيمة على شخوصها ف”الخيانة” لاتحمل تماما المفهوم الأخلاقي الحاد خصوصا أن زوجي العشيقين يظلان متشبثين بهما رغم علمهما بالعلاقة ، هي فقط اختيارات عاطفية يتحمل كل من يختارها عاقبتها وهنا في هذا الفيلم تكون العاقبة خيرا ويعود العشيقان إلى أسرتيهما دون أدنى عواقب وخيمة بحيث تنتصر المخرجة لِلَمِّ الشَّمل الأسري عوض الذهاب بعيدا مع العاطفة الجارفة والمدمرة والمشتتة للشمل.

“محطمة النظام” طفلة تبحث عن الحنان الأسري ولا تجده
نتابع في فيلم “محطمة النظام” للمخرجة الألمانية نورا فايشت الطفلة “بيني” ذات العشر سنوات والتي تنتج طاقة شعورية غير طبيعية إذ تنتابها باستمرار حالات هستيرية تُكَسِّر خلالها كل ما تجده أمامها وتدخل في تشنجات وصراخ حاد رافضة كل محاولات من حولها لتهدئتها، ونظرا لكون أمها المطلقة غير مستعدة للتكلف بها ومراعاتها والاعتناء بحالتها فإن فريقا من المختصين الاجتماعيين والنفسيين يحاولون أن يتكلفوا بحالة الطفلة التي لاتكاد تتحسن حتى تعود إلى ماكانت عليه أو تسوء أكثر.
“محطمة النظام” فيلم صادم لايدعنا كمشاهدين نظل محايدين اتجاه مانشاهده على الشاشة، إذ تجعلنا المخرجة نتعاطف مع الطفلة “بيني” في كل حالاتها حتى وهي تمارس عنفها ضد الآخرين. وفي مشهد مؤثر حين تقرر الأم التخلي عن طفلتها بعد أن تكون قد وعدتها بالعودة إلى البيت مبررة للمتخصصة الاجتماعية أنها تخاف على طفليها الآخرين من عنف “بيني” ومن كونهما سيتأثران بها، لتطلب منها الأخيرة أن تخبرها بنفسها بهذا القرار لكن الأم تتملص وتهرب لتعود المتخصصة الاجتماعية إلى “بيني” والدموع في عينيها وتدخل في حالة من البكاء لتنقلب الأدوار في هذه اللحظة لتصبح “بيني” هي من تخفف عن المرأة المصدومة من جحود الأم.

من خلال أحداث الفيلم وما استطاعت شخصية الطفلة أن تظهره من صدق وبأداء جيد للممثلة الصغيرة التي أدت دورها يبدو أن المخرجة نورا فايشت قد أجرت بحثا ميدانيا متأنيا قبل أن تشرع في كتابة وتصوير فيلمها هذا لأن إلتصاق الفيلم بالواقع وبحالة ميدانية ظاهر للعيان على الشاشة.

 

عبد الكريم واكريم-الجونة-مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *