صرح الدكتور عزالدين شلح مؤسس ورئيس مهرجان القدس السينمائي الدولي بأن إدارة المهرجان بالتعاون مع جمعية رؤية شبابية قررت إهداء الدورة السابعة لروح المخرج الفرنسي السويسري جان لوك غودار أحد أبرز أعضاء حركة الموجة الجديدة السينمائية، وذلك وفاء من فلسطين للمخرج الذي دافع من خلال سينماه عن القضية الفلسطينية وعن الشعوب المقهورة والمناطق التي يسود فيها الظلم بالعالم.
كما أنه اعترافاً وتقديراً لموقفه المؤيد لحقوق الفلسطينيين في وطن ودولة، ولمساهمته بإخراج فيلمين عن فلسطين، حيث جاء غودار بالتنسيق مع منظمة التحرير الفلسطينية من فرنسا عام 1979 لإخراج فيلم كان عنوانه الأصلي ” حتى النصر” ومن ثم اختار له عنوان: ” من هنا وهناك”. ورغم أن الفيلم كان ممولا من منظمة التحرير الفلسطينية، لكن غودار تعامل معه كمهمة نضالية وليس عملا عادياً، أما الفيلم الثاني فكان بعنوان: ” موسيقانا” عام 2004 وهو يتناول قضايا حروب ونزاعات متفرقة في العالم من ضمنها فلسطين.
بدأ اهتمام غودار بالقضية الفلسطينية مع نكسة عام 1967 وبعد عامين أي عام 1969 ذهب الى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا والأردن ولبنان، ليقدم بفلسفته السينمائية التي جمع فيها بين الواقع والخيال القضية الفلسطينية للمجتمع الدولي عبر أسالة عميقة، تعبر عن كينونة الخطاب الثوري الفلسطيني ورموزه، حيث يتمثل جمال فلسطين في تاريخ تفاصيله الرمزية: الكوفية، الحجر، البندقية، والخيمة.
جان لوك غودار ظل داعماً للقضية الفلسطينية ففي عام 2018 دعا إلى مقاطعة السينما الإسرائيلية التي عرضت في تظاهرة “موسم فرنسا- إسرائيل” موقّعًا على بيان المقاطعة، ويعتبر هذا موقفا رائعاً متحدياً للفكر المتطرف المعادي للفلسطينيين في فرنسا، وخاصة أنه أحد أبرز أعضاء حركة الموجة الجديدة السينمائية.
غودار سينمائي أكثر موضوعات أفلامه ذات أبعاد فلسفية عميقة تطرح سؤالا ورؤية جديدة بالفكر السينمائي وبصناعة الأفلام، ممارسته النقدية مستندة إلى قراءاته الفلسفية، وعلاقته الوثيقة مع الفلاسفة والكتاب الفرنسيين.
في عام 2018 منحته هوليوود أوسكارًا شرفيًّا عن مجمل أعماله “Life achievment ” وحاز غودار بتاريخه السينمائي على جوائز في أكبر المهرجانات الدولية منها: الأسد الذهبي في البندقية مرتين والدب الذهبي في برلين ثم الفضي و”سيزار الشرف” الفرنسي لمرتين وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان كان السينمائي.
ولد غودار في باريس في عام 3 ديسمبر 1930 وتوفي في 13 سبتمبر 2022، وسوف يظل شعبنا وفياً له ولكل من يخدم ويساند نضال شعبنا الفلسطيني، رحل تاركاً تراثا سينمائيا لاكثر من سبعين فيلماً تعد من كلاسيكيات السينما، منها ” أن تعيشي حياتك” عام 1962، ” الازدراء” 1963، ” بييرو المجنون” 1965، ” هنا وهناك” 1976، ” أنقذ ما استطعت إنقاذه: الحياة” 1980، و” موسيقانا” 2004 بالإضافة من سلسلة ” تاريخ السينما” التي أنجزها عام 1998، عن تاريخ السينما وعلاقتها بالقرن العشرين.
سينفيليا