الرئيسيةمتابعات سينمائيةرحيل فهد السينما السورية: أديب قدورة ومسيرة فنية من الصدق والالتزام

رحيل فهد السينما السورية: أديب قدورة ومسيرة فنية من الصدق والالتزام

وفاة الفنان السوري أديب قدورة عن عمر ناهز 82 عامًا، تاركًا إرثًا فنيًا خالداً في السينما والمسرح والدراما العربية.

في مساء الأربعاء 14 مايو 2025، غيّب الموت الفنان السوري الفلسطيني أديب قدورة عن عمر ناهز 76 عامًا، بعد صراع مع المرض. أعلنت نقابة الفنانين السوريين في دمشق نبأ وفاته، مشيدة بمسيرته الفنية الحافلة التي امتدت لأكثر من خمسة عقود في السينما والمسرح والتلفزيون.

النشأة والبدايات

وُلد أديب قدورة عام 1948 في بلدة ترشيحا بفلسطين، لعائلة فلسطينية استقرت لاحقًا في مدينة حلب السورية. بدأ حياته المهنية كمدرس للفنون التشكيلية في مدارس حلب، ثم انتقل إلى العمل في مجال الديكور المسرحي وتصميم الأزياء والإضاءة، مما أتاح له الاطلاع العميق على تفاصيل الإنتاج المسرحي.

الانطلاقة الفنية

كانت نقطة التحول في مسيرته عندما اكتشفه المخرج نبيل المالح، وقدّمه في فيلم “الفهد” عام 1972، حيث جسد شخصية “أبو علي شاهين”. حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، واعتُبر محطة مفصلية في تاريخ السينما السورية، مما أكسب قدورة لقب “فهد السينما السورية”.

مسيرة فنية غنية

شارك قدورة في أكثر من 37 فيلمًا سينمائيًا، منها:

  • “بقايا صور” (1973)

  • “رحلة عذاب” (1972)

  • “الحسناء وقاهر الفضاء”

  • “وجه آخر للحب”

  • “غوار جيمس بوند”

  • “العالم سنة 2000”

  • “عشاق على الطريق”

  • “امرأة من نار”

  • “بنات للحب”

  • “ليل الرجال”

كما شارك في أفلام إيطالية، مثل “E di Saul e dei sicari sulle vie di Damasco” للمخرج جياني توتي عام 1973.

في التلفزيون، ظهر في أكثر من 60 عملاً دراميًا، من أبرزها:

  • “عز الدين القسام”

  • “الحب والشتاء”

  • “سفر”

  • “امرأة لا تعرف اليأس”

  • “أعيدوا صباحي”

  • “خط النهاية”

  • “سحر الشرق”

  • “عمر الخيام”

وعلى خشبة المسرح، شارك في أعمال لافتة مثل:

  • “الأيام التي ننساها”

  • “مأساة جيفارا”

  • “هبط الملاك في بابل”

  • “سمك عسير الهضم”

  • “السيد بونتيلا وتابعه ماتي”

  • “وثلاثية لتشيخوف”

إرث فني خالد

تميّز أديب قدورة بأدائه الهادئ والصادق، وقدرته على تجسيد الشخصيات الشعبية والوطنية بعمق وإحساس عالٍ. لقّبه النقاد بـ”أنطوني كوين العرب”، نظرًا لتنوع أدواره وقوّة حضوره على الشاشة.

رغم ابتعاده عن الأضواء في السنوات الأخيرة، يظل أديب قدورة رمزًا من رموز الفن السوري والعربي، وواحدًا من أبرز الممثلين الذين ساهموا في نهضة السينما والمسرح في المنطقة.

الوداع الأخير

شيّع جثمان الراحل من مستشفى “يافا” بالمزة، حيث صُلي عليه عقب صلاة عصر يوم الخميس 15 مايو 2025 في جامع الأكرم بالمزة، ثم وُري الثرى في مقبرة الشيخ خالد بركن الدين.

نعى العديد من الفنانين والمثقفين السوريين والعرب الراحل، مشيدين بمسيرته الفنية الحافلة وتأثيره الكبير في الدراما والسينما العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *