“أبناء الدنمارك” إنذار بالقادم الأسوء
يتناول فيلم “أبناء الدنمارك” للمخرج الدنماركي ذو الأصول العراقية علاوي سليم ، الذي عرض يوم أمس ضمن آخر عروض الدورة 41 لمهرجان القاهرة السينمائي، تيمة العنصرية والتطرف ضد الأجانب في الدنمارك، والذي يولد تطرفا وعنفا مضادين.
فمن خلال قصة خيالية تنبني على ما تعرفه أوروبا حاليا من صعود مضطرد لليمين المتطرف الذي يجعل من طرد الأجانب القادمين من دول العالم الثالث أساس برنامجه كي ينجح في الانتخابات، نتابع قصة شرطي دنماركي ذو أصول عربية يتسلل بدأ داخل حركة عربية متشددة تطمح لاغتيال زعيم يميني متطرف ويستطيع إفشال مخططها هذا في آخر لحظة، فيما الشاب زكريا الذي كان مرشحا لقتل هذا القيادي يُزَجُّ به في السجن. وبعد مدة يستطيع الزعيم اليميني النجاح في الانتخابات ويستعد لتشكيل حكومة يمينية متطرفة، في حين يزداد العداء للأجانب شراسة وتتشكل ميليشيات للتطهير العرقي بمباركة “الزعيم”، لتتغير نظرة الشرطي بالتدريج خصوصا حينما يرى أن أسرته أصبحت مهددة ، وحينما يُقتل ابنه ويتم تشويه وجه زوجته يقرر القيام بما كان قد أفشله في السابق ويغتال الزعيم اليميني المتطرف وهو في نشوة انتصاره الانتخابي وأمام أعين مناصريه.
من خلال هذه الحكاية يرسل المخرج رسائل واضحة محذرا من الآتي الذي سيكون أسوأ من الحاضر ومُذَكِّرا أن العنف لن يأتي سوى بعنف مضاد.
فيلم “أبناء الدانمارك” قاس وصادم ولا نجد به الحلول الوسط بل يذهب بنا مخرجه وبشكل تدريجي وتصاعدي للهاوية المُنتظرة من خلال شخصية الشرطي المعتدل الذي يتحول شيئا فشيئا لتصبح بحكم المحيط وتحولاته لقاتل لأن القتل أصبح هو “الحل” في نظره ولم تعد له حلول أخرى بعد أن جرب كل الإمكانيات ولم يُفلح.
“ليتوانيا الجديدة” فترة من تاريخ بلد صغير
يتناول المخرج كاروليس كوبنيس في فيلمه الروائي الطويل الأول “ليتوانيا الجديد” الذي عرض يوم أمس كآخر عروض المسابقة الرسمية فترة تاريخية من ليتوانيا وهي فترة الثلاثينيات من القرن الماضي وذلك قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية حيث كان هذا البلد الصغير هدفا لأطماع الدول الكبرى خصوصا ألمانيا ومن بعدها الاتحاد السوفياتي فَمَا تكاد تتقي بطش الواحدة حتى تجد لها الأخرى بالمرصاد، حتى وإن جاء الأمر على شكل حماية صديق ودود، وخلال هذه الظروف الصعبة يقترح مدرس لمادة الجغرافيا أن تكون هنالك “ليتوانيا جديدة” تُشكل ملجأ يذهب إليه نخبة البلد وعصارته وتستقطب اللتوانيين الذي هاجروا لأمريكا على الخصوص وتغريهم بالعودة ، وفي نفس الوقت تصير عبارة عن دولة احتياطية في حالة تعرض ليتوانيا لخطر أو اجتياح من دولة أخرى.
“الإمبراطور الحافي” كوميديا فنتازية سياسية
نتابع في فيلم “الإمبراطور الحافي القدمين” للمخرجين البلجيكيين بيتر بروسنز وجيسيكا وودوورث والذي عرض ضمن عروض البانوراما الدولية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وبأسلوب كوميدي كيف سيصبح آخر ملوك بلجيكا “نيكولا الثالث” أول إمبراطور لأوروبا. ونجد بالفيلم نقدا لاذعا لما تعيشه أوروبا من مشاكل سياسية واقتصادية وذلك من خلال أسلوب مفارق للواقع ويمكن إدخاله ضمن نوع الفنتازيا السياسية. الفيلم الذي يشكل الجزء الثاني من فيلم آخر للمخرجين بعنوان “ملك بلجيكا” يلجأ للسخرية ليمرر خطابات سياسية وينذر بالآتي السيء.
عبد الكريم واكريم -القاهرة