انطلقت يوم أمس الإثنين ندوات وجلسات نقاش أفلام المسابقة الرسمية بمناقشة فيلمين عرضا يوم الأحد الماضي، وهما فيلما “سفر المنسيين” من البينين و”العاصفة الرملية” من مالي.
وقد استهل مخرج فيلم “سفر المنسيين” البينيني سينامي كيبتي هوغبي الجلسة بكون فيلمه كان عبارة عن بحث بخصوص المُنَقَّبات الآتيات من شمال نيجيريا، وعن أسباب مجيئهن للبينين، ليتطور الأمر لإخراج فيلم روائي طويل عن نفس الموضوع.
وبخصوص المسألة الدينية في الفيلم صرح المخرج أنها لاتهمه بل كل انشغاله كان حول الوضعية الإنسانية لهؤلاء النسوة، اللواتي كما قال كان يمكن لواحدة منهن أن تكون أمه أو واحدة من قريباته، مضيفا أن مدينة كوطونو ممتلئة بمثل هاته النسوة اللتواتي يجد الناس أنفسهم مضطرين للتعامل معهن بشكل من الأشكال.
وجوابا على أسئلة الحضور أوضح المخرج البينيني أنه تعمد أن يجعل زوج المرأة المنقبة يأخذ المصحف بشكل مقلوب وكأنه يقرأه، وذلك في سياق كونه لم يعد في حالته الطبيعية نتيجة غياب زوجته الطويل في البينين، وفي نفس هذا السياق حينما أخذ تعامله يتغير مع ابنته وأيضا حينما أخذ كل الأرز الموجود بالمنزل وتبادله بالكحول الذي أصبح يحتسيه بشراهة. ويسترسل سينامي كيبتي أن نفس الأمر تقريبا يقع للزوجة البينينية إيرين المسيحية مُشغلة “ناوو” حينما تذهب للقس لكي يبارك لها إنجيلها وللشرطة نتيجة هوسها وخوفها المفرط من “ناوو” ومن الأجانب عموما.
وجوابا على سؤال حول حول الجانب السيء ل”ناوو” المهاجرة المسلمة للبينين يقول مخرج فيلم “سفر المنسيين” أن كل شخص لديه جانب خَيِّر وآخر سَيِّء في شخصيته، وبما أن هذه المرأة أتت من محيط اجتماعي متعود على العنف فإنها رغم طيبوبتها فقد كانت مؤهلة في أية لحظة لممارسة العنف الذي اعتادت على مشاهدته والعيش داخل فضاءاته، ورغم ذلك يظل الجانب الخيِّر والإيجابي حاضرا باستمرار وبشكل جلي في كثير من حالاتها يضيف المخرج، وما ذلك المشهد الذي تأتي فيه للزوجين البنينيين بتمثال عوض ذلك الذي تسببت في كسره سوى نموذج عن هذه الطيبة.
وفي جوابه عن سؤال حول كون الحكي الفيلمي ب”سفر المنسيين ” يسوده خلل درامي وكونه غير متوازن فقد اعترف المخرج أن ذلك قد يكون صحيحا، وأنه كان يريد لفيلمه أن يكون أفضل لكنه جاء كما شاهده الجمهور، خاتما كلامه أن فيلمه ليس دون عيوب لكنه حاول أن يعالج قضية إنسانية بنوع من الصدق الفني.
عبد الكريم واكريم-خريبكة