سؤال يطرح نفسه الآن بحدة في المشهد السينمائي المغربي:”متى ستنظم الدورة القادمة للمهرجان الوطني للفيلم؟”
فرغم أن الحياة قد عادت لمسارها الطبيعي أو كادت وأن بعض المهرجانات السينمائية المغربية أخذت تستعيد إيقاعها العادي وتنظم حضوريا فإن أهم مهرجان سينمائي كان يُعرض فيه نتاج العام السينمائي مغربيا ويقيم من طرف المتتبعين وتفوز فيه الأفلام المتميزة وتتوج بجوائز لم ينظم منذ عامين وعدة أشهر والسبب للآن وبعد عودة الإيقاع العادي غير معروف.
كلما تم تأخير تنظيم الدورة المقبلة للمهرجان الوطني للفيلم ستكون هناك مشكلة كبيرة في اختيار الأفلام المشاركة ضمن مسابقته الرسمية، لأنه كما يعلم الكل، ومنذ عدة دورات أصبحت المشاركة في هذا المهرجان غير متاحة لأي فيلم ينتج خلال السنة المنصرمة لكن هنالك لجنة تشاهد ما أنتج وتختار حوالي 15 فيلما مما أنتج والذي كان يتراوح مابين بين 20 و25 فيلما روائيا طويلا وربما فاق ال30 بإضافة الأفلام الوثائقية الطويلة. لكن المشكل الآن أن عدد الأفلام المنتجة خلال السنتين الماضيتين تراكم وسيصل لِكَم يصعب معه اختيار 15 فيلم فقط وإلا فستظلم أفلام بإقصائها رغم كونها أفلاما جيدة فنيا.
عموما فعلى المسؤولين عن القطاع -بما أن مدير المركز السينمائي في وضعية مؤقتة وعلى مايبدو ليست لديه الصلاحيات لايتخذ قرارات مهمة- أن يسرعوا في الإعلان عن تنظيم هذا الموعد المهم جدا للسينما المغربية وإلا فإن هذه السينما ستكون هي الخاسر الأكبر، خصوصا إذا علمنا أن عين مبرمجي المهرجانات العربية والإفرقية وبعضا من العالمية تكون دائما مسلطة على هذا الموعد لاختيار أهم الأفلام المغربية للمشاركة بها، وأن إشعاع السينما المغربية قد تراجع في الخارج خلال السنتين الماضيتين وكان قد ابتدأ تراجعها مع ترك المرحوم نور الدين الصايل لمهامه كمدير للمركز السينمائي المغربي.
ولو قارنا الوضع في المغرب مع غيره من البلدان بخصوص تنظيم المهرجانات السينمائية على الخصوص فسنلاحظ أن أغلب المهرجانات السينمائية المهمة حافظت على إيقاع تنظيمها العادي والحضوري رغم الجائحة، لا في أوروبا ولا في العالم العربي وفي مصر على الخصوص القريبة إلينا، عكس ما حدث في المغرب والذي مازال سائرا إلى الآن وكأننا نعمل بمقولة “كم حاجة قضيناها بتركها”.
إذن على المسؤولين عن القطاع إن كان يهمهم وضع السينما المغربية ان يعجلوا بالإعلان عن تنظيم المهرجان الوطني مع الإفساح لأكبر عدد من الأفلام للمشاركة فيه باعتبارها دورة استثنائية ستأتي بعد توقف دام مدة طويلة جدا.
أما الحديث، الذي تسرب مؤخرا، عن تعويض المهرجان الوطني للفيلم لمجرد ليلة لتوزيع الجوائز فسيكون كارثة على السينما المغربية وتراجعا عن واحد من بين أهم مكتسباتها، والذي لم يتجرأ أي مسؤول سابق على الإقدام عليه، وسيكتب لمن سيقرر ذلك بمداد أسود قاتم في تارخ السينما والفن المغربي.
رحم الله المرحوم نور الدين الصايل، ففي الليلة الظلماء يُفتقد البدر.
*عبد الكريم واكريم(كاتب وناقد سينمائي مغربي)