الرئيسيةالسينما المغربية“لامورا” آخر بصمة لمحمد إسماعيل بين الحب وذاكرة الحرب

“لامورا” آخر بصمة لمحمد إسماعيل بين الحب وذاكرة الحرب

فيلم "لامورا" آخر أعمال محمد إسماعيل بين الحب والتاريخ

تستعد قاعات السينما المغربية لاحتضان عروض فيلم “لامورا.. الحب في زمن الحرب” ابتداءً من 24 شتنبر الجاري، في محطة استثنائية لأنها تحمل توقيع المخرج الراحل محمد إسماعيل، الذي ترك بصمة قوية في المشهد الفني المغربي. وسيُفتتح هذا الموعد بعرض ما قبل الأول يوم 22 شتنبر بقاعة ميغاراما الدار البيضاء، بحضور عشاق السينما وأصدقاء الراحل ونخبة من المبدعين الذين سيستحضرون مسيرة أحد أبرز الأسماء في الإخراج المغربي.

الفيلم الذي كتب سيناريوه مصطفى الشعبي ومحمد أمزاوري، يستلهم أحداثه من وقائع تاريخية عاصفة، ليغوص في ذاكرة مشتركة تجمع بين المغرب وإسبانيا. تدور قصته حول “روزا”، شابة إسبانية ذات أصول مغربية، تعود إلى أرض أجدادها بحثاً عن الجذور، لتجد نفسها وسط دوامة من الصراعات العاطفية والتاريخية التي تضع الحب في مواجهة الحرب.

العمل يجمع على شاشته عدداً من الممثلين البارزين، من بينهم المهدي فولان، فرح الفاسي، حسن فولان، صلاح ديزان، عباس كميل، فاروق أزنابط، حميد البوكيلي، وعبد الإله إرمضان، إلى جانب أسماء أخرى مثل محمد أمزاوري، عبد السلام الصحراوي، جميلة سعد الله، نعمة بنعثمان، محمد عسو، هشام عبو، ومحمد بوغلاد، ما يجعله لوحة فنية تتقاطع فيها أجيال مختلفة من الممثلين المغاربة.

 المخرج السينمائي المغربي محمد إسماعيل
المخرج السينمائي المغربي محمد إسماعيل

وفي تصريحها حول الفيلم، أوضحت الممثلة فرح الفاسي أن أحداثه تعود إلى فترة الحرب الأهلية الإسبانية سنة 1936، حين جند فرانكو شباباً من إشبيلية والمغرب بدعوى تحرير المساجد، بينما كان الهدف الحقيقي تعزيز سلطته. وأكدت أن الفيلم لا يكتفي بسرد وقائع التاريخ، بل يكشف عن البعد الإنساني من خلال قصة حب تجمع شاباً مغربياً وفتاة إسبانية، في علاقة تختلط فيها مشاعر الأمل بالألم.

الفيلم يعرض حقائق غابت أو شوهتها بعض الوثائق الإسبانية، إذ لم يكن المغاربة مجرد “مرتزقة” كما صُوِّروا، بل شباب فقراء من الشمال المغربي استُغلوا في ظروف قاسية مقابل مبالغ زهيدة ومواد غذائية بسيطة، ففقد الكثير منهم حياتهم أو أصيبوا بإعاقات دائمة. كما يبرز العمل أن قادة الانقلاب ضد فرانكو ارتكبوا أبشع الانتهاكات من اغتصاب وترهيب للسكان المحليين، بينما قاوم المغاربة للحفاظ على كرامتهم.

لامورا آخر أعمال الراحل محمد اسماعيل بالقاعات السينمائية
لامورا آخر أعمال الراحل محمد اسماعيل بالقاعات السينمائية

وحول اختيار عنوان “لامورا”، أوضحت فرح الفاسي أنه لا يحمل أي دلالة قدحية كما قد يُفهم، بل جاء ليقلب المفهوم الذي استعمله المستعمر في سياق سلبي إلى رمز للفخر بالانتماء المغربي.

بهذا المعنى، لا يمثل “لامورا” مجرد فيلم روائي طويل، بل حدثاً فنياً وتاريخياً يوثق ذاكرة منسية، ويعيد من خلال الشاشة الكبيرة فتح صفحات مشتركة بين المغرب وإسبانيا، في آخر إبداعات المخرج محمد إسماعيل الذي رحل تاركاً وراءه إرثاً سينمائياً يليق بذاكرة الفن المغربي.

سينفيليا

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *