فيلم “الحمولة” الذي عرض أمس ضمن عروض المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش السينمائي ، تجري أحداثه أواخر سنوات التسعينيات والحرب في يوغوسلافيا السابقة تشرف على نهايتها، حيث يقوم فلادا بنقل “حمولة” داخل شاحنة يقودها دون أن يعلم ما بداخلها، ونحن معه كمشاهدين أيضا، حتى آخر الفيلم، بحيث نكتشف أنه كان يحمل جثث أطفال تم قتلهم بوحشية ويتم ترحيلهم من كوسوفو إلى بلغراد لدفن جثثهم هناك. هاته الجثث التي لا نراها نهائيا في الفيلم ولا نشاهد سوى ما يدل على كونها كانت داخل الشاحنة حينما يُأمر فلادا بغسلها قبل عودته لمنزله فنفاجأ معه بكون بعض الأشياء الصغير داخلها لايمكن إلا ان تكون لأطفال أبرياء.
وطيلة لحظات الفيلم ذو الإيقاع البطيء والهادئ نتابع فلادا في رود موفي (فيلم طريق) وهو يقل معه أناسا خصوصا شاب موسيقي لديه فرقة موسيقية يهديه قبل رحيله كاسيط أغنيته سجلها مع الفرقة، هذا الكاسيط الذي سيسلمه فلادا لابنه والذي يقرر وهو يستمع له مع حبيبته أن يُكوِّن بدوره فرقة موسيقية، لينتهي الفيلم على أنغام هذه الأغنية الرافضة لما يقع والمدوِّية بخطاب الرفض والتغيير ، وهكذا يرفض المخرج الصربي الشاب في فيلمه الروائي الطويل هذا أن يُنهي الفيلم على إيقاع الحزن والهزيمة مُبديا أمله في الجيل القادم ومُدينا في نفس الوقت ما وقع بشدة وبأسلوب فني وسينمائي جميل، لتثبت السينما في أوروبا الشرقية مرة أخرى أنها دائمة العطاء ومتجددة فنيا باستمرار كما عهدناها دائما.
عيد الكريم واكريم-مراكش