حينما أتابع من يَدَّعي أن مهرجان مراكش السينمائي هو الأهم في المنطقة بعد توقفه في العام الماضي إثر الأخطاء الفادحة التي ارتكبها منظموه والانتقادات اللاذعة التي تلقاها من أصحاب الميدان ومهنيي القطاع المغاربة أتساءل مستغربا عما يدفع هؤلاء ليبنوا ادعاءهم هذا، كوني حضرت مهرجانات مهمة في المنطقة وشاهدت بأم عيني مستواها وأستطيع المقارنة. على الأقل مهرجان مراكش ليس أهم من مهرجان الجونة السينمائي من ناحية التنظيم الذي لايدع ثغرة غير مفكر فيها، و بالنسبة لاختيار الأفلام المُنافسة في المسابقة الرسمية وخارجها والتي تكون أهم وأحدث ما أنتج عالميا مع الحرص أن يكون عرضها الأول في المنطقة، إضافة للمستركلاسات (الدروس السينمائية) التي يلقيها كبار السينمائيين العالميين، وأخيرا وليس آخرا الدعم المادي والمعنوي المُهم الذي يوليه هذا المهرجان للصناعة السينمائية المصرية والعربية، وهنا أجد أن المقارنة لاتستقيم أبدا، ورغم أني سأنتظر حتى ينجلي ضباب الدورة القادمة لمهرجان مراكش حتى أدلي بكل ملاحظاتي حولها رغم أني لست متفائلا بالمرة.
وإذا قارنا مهرجان مراكش بمهرجان آخر منافس هو مهرجان القاهرة، فرغم الأزمات المادية التي يمر بها هذا الأخيروالتي ليست نهائيا من بين مشاكل مهرجان مراكش كونه ولد وفي فمه ملعقة من ذهب وظل كذلك إلى الآن فإن مهرجان القاهرة سينتصر على مهرجان مراكش بتاريخه الطويل وبكونه مازال ومنذ مدة طويلة مصنفا من بين أهم المهرجانات السينمائية العالمية حرف (أ)، وكوني حضرت فعالياته أيضا أجده بدوره مدعِّما للسينما المحلية عكس مهرجان مراكش الذي لايهم منظميه لا السينما المغربية ولا السينمائيون المغاربة ويغلب عليه طابع الانبهار بالأجنبي تنظيما وبرمجة وخطابا وخطا تحريريا.
على العموم نحن في انتظار انعقاد الدورة القادمة ونتمنى من منظمي مهرجان مراكش أن يثبتوا ولو لمرة واحدة عكس ما نقوله.
عبد الكريم واكريم
