اختتمت الدورة السادسة والثلاثون من أيام قرطاج السينمائية بمنح لجنة التحكيم جائزة شرفية للفيلم التونسي «صوت هند رجب» للمخرجة كوثر بن هنية، وذلك عقب أيام من إدراجه ضمن القائمة القصيرة لجوائز الأوسكار لأفضل فيلم دولي غير ناطق بالإنجليزية ممثلاً لتونس. كما تُوّجت الممثلة سجى كيلاني بجائزة أفضل أداء نسائي عن دورها في الفيلم نفسه، الذي سبق أن نال الأسد الفضي في مهرجان البندقية السينمائي.
ويستعيد الفيلم قصة استشهاد الطفلة الفلسطينية هند رجب، البالغة من العمر خمس سنوات، خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، عبر معالجة تمزج بين الوثائقي والروائي، مسلطًا الضوء على المأساة الإنسانية تحت الاحتلال. وفي مسابقة الأفلام القصيرة، حصد الفيلم الفلسطيني «مهدد بالانقراض» للمخرج سعيد زاغة التانيت الفضي، فيما نال الفيلم اللبناني «عم تسبح» إخراج ليليان رحال التانيت البرونزي.
كما حصل الفيلم التونسي «العصافير لا تهاجر» للمخرج رامي جربوعي على تنويه خاص، وفاز الفيلم السنغالي «قهوة» بجائزة لجنة التحكيم، بينما ذهبت جائزة التانيت الذهبي إلى الفيلم المصري «مشاكل داخلية 32 ب» للمخرج محمد طاهر. وفي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، تُوّج الفيلم المصري «القصص» للمخرج أبو بكر شوقي بالتانيت الذهبي، ونال الفيلم الأردني «غرق» إخراج زين دريعي التانيت البرونزي، فيما حاز الفيلم النيجيري «ظل أبي» للمخرج أكينولا ديفيز التانيت الفضي.
وشهدت الدورة حضورًا قويًا للأفلام العربية، حيث فاز الفيلم التونسي «وين ياخذنا الريح» بجائزة الجمهور وأفضل سيناريو، بينما حصد الفيلم السعودي «هجرة» جائزتي أفضل تصوير وأفضل ممثل لنواف الظفيري، ونال الفيلم المصري «كولونيا» للمخرج محمد صيام جائزة أفضل ديكور. كما ذهبت جائزة قناة TV5 لأفضل عمل أول إلى المخرجة السودانية سوزانا ميرغني عن فيلمها «ملكة القطن».
وفي فئة الأفلام الوثائقية، حصل الفيلم العراقي «الأسود على نهر دجلة» للمخرج زردشت أحمد على التانيت الفضي، ونال الفيلم التونسي «فوق التل» إخراج بلحسن حندوس التانيت البرونزي، فيما حاز فيلم «زريعتنا» للمخرج أنيس الأسود إشادة خاصة من لجنة التحكيم. أما التانيت الذهبي فكان من نصيب الفيلم السنغالي «تعلق»، بينما فاز الفيلم التشادي «ديا» بجائزة أفضل موسيقى تصويرية ومونتاج. كما حصد الفيلم النيجيري «ظل أبي» جائزة «الطاهر شريعة» للعمل الطويل الأول.
ومنحت لجنة التحكيم جائزة قرطاج للسينما الواعدة للمخرجة التونسية شريفة بن عودة عن فيلمها «حجر ورقة مقص»، المشارك ضمن برنامج العروض الخاصة، إلى جانب تنويه خاص للفيلم المصري «البحث عن عباس صابر» للمخرجة دينا حسن أبو العلا.
وكانت فعاليات الدورة قد انطلقت في 13 دجنبر بفيلم فلسطيني بعنوان «فلسطين 36» للمخرجة آن ماري جاسر، التي اعتبرت اختيار فيلمها للافتتاح تكريمًا لفريق العمل، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي رافقت التصوير خلال الحرب على غزة وتوقفه أربع مرات. ويستعيد الفيلم أحداث الثورة الفلسطينية ضد الحكم البريطاني عام 1936 وما رافقها من مطالب بالتحرر والاستقلال. وعلى مدار أسبوع، عرض المهرجان 165 فيلمًا من 23 دولة ضمن مسابقات رسمية وأقسام موازية وبرامج احتفالية، مؤكدًا مكانته كإحدى أبرز المنصات العربية والأفريقية للسينما، مع حضور لافت للقضية الفلسطينية في العروض والجوائز.
سينفيليا
