الرئيسيةمتابعات سينمائيةفوستر تستعيد مسار نصف قرن من السينما وتكشف تأثير دي نيرو وفينشر

فوستر تستعيد مسار نصف قرن من السينما وتكشف تأثير دي نيرو وفينشر

جودي فوستر في مهرجان مراكش

استحضرت الممثلة العالمية جودي فوستر، المحتفى بها في الدورة الثانية والعشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، تفاصيل محطات صنعت مسارها الفريد أمام الكاميرا وخلفها، مؤكدة أن رحلتها الفنية، الممتدة لأكثر من خمسين عاماً، مدينة لكبار السينمائيين الذين آمنوا بموهبتها ووجّهوا خطواتها منذ طفولتها.

وفي لقاء “محاورة” الذي احتضنه المهرجان مساء الأحد، تحدثت فوستر بصدق لافت عن تجربتها الاستثنائية في فيلم “سائق التاكسي” لمارتن سكورسيزي، حيث وقفت لأول مرة أمام روبيرت دي نيرو وهي في الثانية عشرة فقط. وتروي الفنانة كيف تعلمت منه فن الارتجال وطريقة بناء الشخصيات من الداخل، لكنها اعترفت بأن التجربة التي غيّرت نظرتها إلى التمثيل جاءت مع المخرج ديفيد فينشر خلال تصوير “غرفة الذعر”، مشيرة إلى أنها استفادت منه أكثر مما تعلمته من أي مخرج آخر.

وبسلاسة وانفتاح، عادت النجمة الهوليودية إلى ذكريات تكوينها السينمائي المبكر، حيث كشفت أن والدتها كانت المدرسة الأولى التي دفعتها لاكتشاف أفلام أنطونيوني وفيسكونتي وفاسبيندر، واصطحبتها إلى المهرجانات لتتعرف على لغة الصورة وفلسفة الفن وأسئلة الوجود. تقول فوستر إنها خلال تلك الفترة بدأت تطرح أفكارًا حول دور السينما ومعنى الإبداع قبل أن تدرك حجم شغفها بها.

ورغم تتويجها بجائزة الأوسكار عن فيلم “المتهم”، اعترفت فوستر بأنها لم تكن راضية تماماً عن أدائها فيه، معتبرة أن الشك هو الوقود الذي يدفعها للاستمرار في البحث عن أدوار أعمق. وتضيف: “كلما ابتعدت لفترة عن التصوير ينتابني إحساس بأنني لم أقدم بعد ما يكفي”.

ومع مرور السنوات، توسعت خياراتها الفنية لتشمل الكوميديا والأدوار المعقدة التي تتحدى بنيات السلطة وتطرح أسئلة أخلاقية وإنسانية حارقة. ولا تخفي فوستر التزامها بقضايا النساء داخل الصناعة السينمائية، معتبرة أن للمخرجات حساً خاصاً في الإصغاء والتواصل وتوجيه الشخصيات بعمق أكبر.

وفي حديثها عن ازدواجية سينما الجمهور وسينما المؤلف، قالت فوستر إنها لا ترى تناقضاً بينهما، مشددة على رغبتها في الظهور في أفلام واسعة الانتشار شرط الحفاظ على الجودة الفنية. وتضيف أن السينما بالنسبة إليها تجربة فكرية وروحية قبل أن تكون عملاً تجارياً.

ورغم دخولها عالم التمثيل في سن مبكرة للغاية، توقعت والدتها أن تعتزل فوستر الفن في سن الثامنة عشرة وتتجه لحياة جامعية مستقرة، لكن الواقع تجاوز تلك التوقعات، ليصنع منها إحدى أبرز أيقونات السينما العالمية. وتروي فوستر أنها وجدت نفسها أمام مسار لا يمكن مقاومته، أداها إلى لعب أدوار متعددة بلغات مختلفة، بينها الإيطالية والألمانية، وصولاً إلى آخر أعمالها باللغة الفرنسية “حياة خاصة” لريبيكا زلوتوفسكي.

واختتمت فوستر حديثها بنبرة حميمية، معربة عن رغبتها في خوض تجربة إنسانية وسينمائية وسط أجواء مغربية أصيلة، متمنية “لحظة حول مائدة مغربية تجمع أحبتها في ذاكرة لا تُنسى”.

سينفيليا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *