يعود المخرج الأسطوري جيمس كاميرون هذا الشتاء بعمل جديد طال انتظاره، الجزء الثالث من سلسلة “أفاتار” تحت عنوان “اللهب والرماد”، والذي يُعرض عالمياً في 19 دجنبر المقبل. العمل المنتظر لا يَعِد فقط بمشاهد بصرية خلابة، بل يفتح الباب أمام تجربة شعورية عميقة تُعيد تعريف العلاقة بين الألم والفداء في عالم “باندورا” الساحر.
وفقاً لتصريحات كاميرون، فإن “اللهب والرماد” سيكون أكثر أفلام السلسلة عاطفيةً ودرامية، حيث كشف أن زوجته لم تتمالك دموعها بعد مشاهدتها، وبكت لأكثر من أربع ساعات، في دليل على قوة المشاعر التي يجسدها الفيلم.
تبدأ القصة من لحظة مأساوية تهزّ أركان العائلة؛ مقتل الابن الأكبر “نيتيام” لجيك سولي ونايتيري. هذه الخسارة تدفع الشخصيتين إلى مسارين متباينين، فيبتعدان عن بعضهما رغم حبهما العميق. جيك يعود إلى ساحة القتال في محاولة للهروب من حزنه، بينما تغرق نايتيري في عزلة داخلية مؤلمة، لتتحول المأساة إلى رحلة بحث عن الذات ومعنى البقاء.
وفي هذا الجزء، يوسّع جيمس كاميرون حدود عالم “باندورا” ليكشف عن أراضٍ جديدة وسكانٍ لم يظهروا من قبل. من بينهم قبيلة “مانكوان” أو “شعب الرماد”، وهم كائنات نأفيّة عاشت ماضياً مدمّراً بعد أن أحرقت قريتهم ثورةٌ بركانية، ولم تستجب لهم الإلهة “إيوا”. هذا الجرح القديم ولّد فيهم غضباً تحوّل إلى انتقام، لتقودهم المحاربة “وارانغ”، التي تمتلك قوة النار وتحوّلها إلى سلاح في مواجهة الآخرين.
يحمل عنوان الفيلم رمزية كثيفة كما يوضح كاميرون نفسه: فـ”اللهب” يرمز إلى الغضب والعنف والرغبة في السيطرة، بينما “الرماد” هو ما يبقى بعد الاحتراق، أي الحزن والندم والذاكرة. وبين هذين القطبين، يسعى الفيلم إلى رسم رحلة الإنسان حين يواجه عواقب اختياراته، في توازن بين الصراع الخارجي والمأساة الداخلية.
يبدو أن “أفاتار: اللهب والرماد” لن يكون مجرد استعراض تقني جديد لتقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد، بل عمل فلسفي بصري، يربط الأسطورة بالوجدان الإنساني في أبهى صور السينما الحديثة.
سينفيليا