الرئيسيةالسينما العالميةمن القاهرة إلى هوليوود: رحلة ثلاثية طارق صالح السينمائية

من القاهرة إلى هوليوود: رحلة ثلاثية طارق صالح السينمائية

Tarik Saleh

أعاد المخرج والكاتب السويدي-المصري طارق صالح تقديم الثلاثية السينمائية الخاصة به للعالم، حيث وضعت فيلمه “مؤامرة القاهرة”، المعروف أيضًا باسم “الفتى من الجنة”، بصمة قوية على الساحة الدولية عندما مثّل مصر في مسابقة أوسكار الفيلم الطويل لعام 2022 وتأهل للقائمة القصيرة. هذا العام، اختارت لجنة الأوسكار التابعة لمعهد السينما السويدي الفصل الأخير من ثلاثيته، بعنوان “نسور الجمهورية”، ليكون مرشح السويد لجائزة الأوسكار لعام 2026.

تجسّد هذه الإثارة السياسية قلب صناعة السينما المصرية، حيث يتتبع الفيلم أكبر نجوم السينما في مصر، الذي يؤدي دوره فارس فارس، أثناء انغماسه في متاهة من الفساد والدعاية الحكومية بعد تكليفه بإنتاج فيلم رسمي للحكومة. تتعقد الأمور أكثر عندما يدخل علاقة مع زوجة الجنرال المسؤول عن الإنتاج، ما يزيد رحلته خطورة. يشارك في العمل كل من لينا خضر، عمرو واكد، زينب تريكي، شيرين دابيس وشيروان حاجي.

تم تصوير الفيلم في إسطنبول واستكماله في جوتنبرج، وعرَض في مهرجان كان ضمن المسابقة الرسمية قبل أن ينتقل إلى مهرجانات أخرى مثل تورونتو. وسجل الموسيقى التصويرية الفائز بجائزتي أوسكار ألكسندر ديبلا، بينما تولّت شركة Playtime مبيعات الفيلم الدولية.

وُلِد صالح في ستوكهولم لأم سويدية وأب مصري، وتحدث لـ THR عن مواجهة السلطة، الحياة في المنفى، صدى تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي، والدور الذي يجب أن يلعبه صانعو الأفلام في عصر ما بعد الحقيقة.

وأشار صالح إلى التحدي الكبير في تصوير قصة نجم سينما وتحقيق فيلم، مؤكداً أن الفيلم بمثابة تكريم لأعمال كلاسيكية مثل “صنست بوليفارد”، مستعرضًا التوتر الدائم بين الحقيقة والخيال. وأضاف أن الفيلم يستكشف العلاقة المعقدة بين الفنان والدعاية، خاصة في سياق سيطرة الجيش المصري على صناعة السينما منذ عام 2013، والتي أصبحت أشبه بسيطرة عصابات على الاستوديوهات الكبرى، حيث يُستخدم الفن أحيانًا كأداة للدعاية السياسية.

وعن حياته الشخصية، كشف صالح أنه مُنع من العودة إلى مصر منذ 2015، وهو ما شكل تحديًا كبيرًا له، لكنه شدد على أن الالتزام بالفن ورسالة الفنان تجاه جمهوره كان سببًا كافيًا للاستمرار في إنتاج الثلاثية. وأكد أن الفن بالنسبة له حوار صادق مع الجمهور، وأن الرسالة الحقيقية للفيلم هي الكشف عن الاستبداد والتلاعب بالسلطة، مع الاحتفاظ بالقيمة الإنسانية للفن والسينما.

تطرق صالح أيضًا إلى تصوير مسيرات عسكرية في إسطنبول للفيلم، واصفًا إياها بأنها أدوات لإظهار السلطة والسيطرة على المواطنين، موضحًا أن أفضل العروض العسكرية عالميًا تتم في الصين، تليها روسيا، ثم كوريا الشمالية، فيما تحتل مصر المرتبة الرابعة.

واختتم صالح حديثه بتأكيد دوره كناشط سينمائي، مشيرًا إلى أن السينما تمثل روح البلد وجسرًا للتواصل والتعاطف بين الناس، وأن حضور الجمهور في السينما يوسع مدارك الإنسان ويتيح له فرصة التأمل في حياته وقراراته.

سينفيليا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *