أثار اختيار المخرج مروان حامد للفنانة منى زكي لتجسيد شخصية أم كلثوم في فيلمه السينمائي الجديد “الست” جدلًا واسعًا، إذ ركزت الانتقادات على الفارق الكبير في الملامح الشكلية بين منى زكي و”كوكب الشرق”، رغم الإشادة بقدراتها التمثيلية الكبيرة.
وأوضح مروان حامد أسباب اختياره منى زكي، مؤكدًا أن الدور “الصعب” كان يتطلب ممثلة تتمتع بموهبتها، إذ إن أداؤها قادر على إحداث تأثير عاطفي قوي لدى الجمهور. وكشف أن منى زكي خضعت لسنة كاملة من التدريب، شملت دروسًا في الغناء والحركة واللهجة، بالإضافة إلى بروفات مكياج مكثفة، حيث كانت تقضي ست ساعات يوميًا على كرسي المكياج قبل التصوير.
وأكد مخرج الفيلم أن الدور لم يقتصر على فترة محددة من حياة أم كلثوم، بل تنقل بين عدة مراحل مختلفة، ما استدعى جهودًا مضاعفة لفهم التغيرات الكبيرة التي مرت بها الشخصية. وأضاف: “منى زكي بذلت جهدًا هائلًا في هذا العمل، وأعتقد أن النتيجة النهائية سيكون لها صدى قوي لدى الجمهور”.
وفي المقابل، عبر بعض متابعي وسائل التواصل الاجتماعي عن تحفظاتهم، مؤكدين أن الشكل البصري للممثلة يظل عنصرًا أساسيًا في ربط المشاهد بالشخصية التاريخية. وعلق أحدهم: “مهما كانت مهارات منى زكي التمثيلية، عقل المشاهد أول ما يربط بين الشخصية والممثل هو الشكل، ولو لم يتحقق هذا، قد يفقد الجمهور الانطباع الأول”.
ويعد تجسيد شخصيات تاريخية وأيقونات شعبية مثل أم كلثوم تحديًا كبيرًا، إذ لا يكتفي الجمهور ببراعة الأداء، بل يسعى أيضًا إلى الشعور بالتماهي البصري مع الشخصية. فـ”الست” ليست مجرد مغنية، بل رمز وطني وحضاري، وصورها محفورة في الذاكرة الجماعية، مما يجعل أي اختلاف بصري مصدرًا للجدل.
ورغم أن فريق العمل أكد أن الفيلم يهدف إلى تقديم قراءة سينمائية جديدة لحياة أم كلثوم، مع التركيز على جوانبها الإنسانية والسياسية والوطنية، وليس تقليدًا بصريًا محضًا، يبقى الانطباع الأول الذي يعطيه الشكل البصري بوابة دخول المشاهد عاطفيًا إلى العمل.
سينفيليا

