في كل دورة من دورات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، تمنح فقرة “حوارات”، إحدى فعاليات المهرجان، برنامجاً فريداً يوفر فضاءً للتفكير حول السينما وتقاسم الشغف بها بصيغة مختلفة. من على المنصّة، تضفي هذه الشخصيات، التي أبدعت أمام الكاميرا أو خلفها، الحياة على السينما بكل تنوّعاتها، وتتقاسم مع الجمهور ما يشكّل رؤيتها ويعزّز التزامهم بالفن السابع.
سلسلة من اللقاءات الحميمية والضرورية في الوقت نفسه، تقدّم رؤى متقاطعة حول العملية الإبداعية، وحول القوى التي تحرّك عالم السينما اليوم. كما تكشف عن جزء من الغريزة والتأمّل اللذين يتخلّلان المسار الإبداعي، لتستعرض الكيفية التي تتمّ بها عملية التصوير والإخراج والتمثيل والإنتاج والكتابة، وكذلك دعم الأفلام ومواكبتها. لحظات لتبادل التجارب والخبرات تُسهم في توسيع روح المهرجان، وتجعل منه فضاءً لتقاسم معنى السينما، وفرصة لتتساءل فيها عن ذاتها، وتعيد ابتكار نفسها من خلال التفاعل مع الآخرين.
في دورته الثانية والعشرين، يجمع المهرجان الدولي للفيلم بمراكش نخبة من أبرز الشخصيات الملهمة في السينما العالمية المعاصرة. يستضيف المهرجان، في فقرة “الحوارات”، المخرج الكوري الجنوبي بونغ جون هو، الحائز على السعفة الذهبية وأربع جوائز أوسكار عن فيلمه “طفيلي”. كما يستضيف المخرج والسيناريست والمنتج المكسيكي غييرمو ديل تورو، المتوَّج بثلاث جوائز أوسكار، اثنتان منها عن فيلم “شكل الماء” والثالثة عن “بينوكيو”. ويشارك أيضاً المخرج وكاتب السيناريو الأسترالي أندرو دومينيك، مخرج فيلمَي “تشوبر” و”شقراء”، والممثل والمخرج والمنتج الأمريكي لورانس فيشبورن، الذي أبدع في أفلام مثل “فتيان في الحي”، و”ماتريكس”، و”ما علاقة الحب بالأمر؟”.
كما تحضر الممثلة والمخرجة الأمريكية جودي فوستر، الحائزة على جائزتي أوسكار لأفضل ممثلة عن فيلمَي “المتهم” و”صمت الحملان”. ومن الهند، يشارك المخرج والسيناريست والمنتج كاران جوهر، أحد أبرز الشخصيات المحورية والمؤثرة في بوليوود. كما يشارك بيل كرامر، المندوب العام لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، المؤسسة التي تمنح جوائز الأوسكار.
وتحضر أيضاً المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي، الحائزة على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان عن فيلمها “كفرناحوم”، والمخرج البرازيلي كليبر ميندونسا فيلهو، المتوَّج بعدة جوائز في مهرجان كان، أبرزها عن فيلمَي “باكوراو” و”العميل السري”. ويشارك كذلك المخرج الإيراني جعفر بناهي، المتوَّج بالأسد الذهبي لمهرجان البندقية عن فيلم “الدائرة”، والدب الذهبي لمهرجان برلين عن فيلم “تاكسي طهران”، والسعفة الذهبية لمهرجان كان عن فيلم “مجرد حادث بسيط”. ويكتمل هذا الحضور المميّز بالممثل الفرنسي طاهر رحيم، الحائز على جائزة سيزار لأفضل ممثل عن فيلم “نبي”، والممثلة المصرية يسرا، أيقونة السينما العربية.
كما ستشهد هذه الدورة تنظيم حوارين ثنائيين. يجمع الأوّل بين الممثلة الفرنسية البلجيكية فيرجيني إيفيرا، الحائزة على جائزة سيزار لأفضل ممثلة عن فيلم “ذكريات باريس”، والممثلة والمغنية الإيطالية الفرنسية كيارا ماستروياني، المتوّجة بجائزة أفضل ممثلة في قسم “نظرة ما” بمهرجان كان عن فيلم “في ليلة سحرية”. سيتناول هذا اللقاء مهنة التمثيل، والحرية التي تتيحها في مواجهة الأدوار، والطريقة التي تنير بها السينما العلاقة بالعالم.
أمّا الحوار الثنائي الثاني، فيتناول موضوع “تصوير الذاكرة: بين التاريخ الجماعي والتجربة الحميمية”، وسيجمع المخرجتين أسماء المدير، الحائزة على جائزة أفضل إخراج في قسم “نظرة ما” بمهرجان كان، والمتوّجة بالنجمة الذهبية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش عن فيلم “كذب أبيض”، وكريمة السعيدي، مخرجة الفيلم الوثائقي “من يراقبون”. يستكشف هذا اللقاء الكيفية التي تقارب بها السينما الوثائقية المغربية موضوعات الذاكرة والمنفى والتحوّلات الاجتماعية من خلال سرديات شخصية.

السّير الذاتية
بونغ جون هو
مخرج، كاتب سيناريو، منتج – كوريا الجنوبية
بذكائه الحادّ، ونظرته الثاقبة التي تخترق المجتمع، وبأسلوبه المتفرّد في تجاوز قواعد الأنواع السينمائية، لم يتوقّف بونغ جون هو عن مساءلة المؤسسات القائمة والفوارق الاجتماعية، من خلال مزجٍ ذكي لا يُفصح عن أسراره سوى له، حيث يجمع بين الفكاهة والعاطفة والتشويق. فيلم “ميكي 17″، الثامن في سلسلة إبداعات سينمائية متميّزة، والذي يأتي امتداداً لأعماله السابقة: “الكلاب التي تنبح لا تعض”، “ذكريات قاتل”، “المضيف”، “الأم”، “محطّم الثلج”، “أوكجا”، و”طفيلي”، يغوص بنا في أعماق التحقيق حول سلسلة من جرائم القتل الغامضة التي لم يتمّ حلّ ألغازها، كما يصوّر في الخلفية مرحلة الاستبداد التي كانت سائدة حينها بنظرة لاذعة وساخرة. بينما يقلب “المضيف” قواعد فيلم الوحش رأساً على عقب، ويقدّم في الوقت نفسه نقداً لاذعاً للمجتمع. وفي فيلم “الأم”، يعرض صورة قاتمة للحبّ الأمومي في أقصى تجلّياته. ويقدّم فيلم الخيال العلمي “محطّم الثلج” تصوّراً لمستقبلٍ متجمّد تمخّض عن الجهود المفرطة للحضارة في مواجهة الاحتباس الحراري، حيث تتصارع بقايا البشرية من أجل البقاء. أمّا فيلم “أوكجا”، فيروي مغامرة فتاة صغيرة في سعيها الحثيث لإنقاذ “الخنزير الخارق” المعدَّل وراثياً، والذي قامت برعايته، من قبضة شركة لا يحركها سوى تحقيق الربح. وأخيراً، يأتي فيلم “طفيلي”، الحائز على السعفة الذهبية وأوسكار أفضل فيلم، ليتتبّع العلاقة التكافلية والمعقّدة بين عائلة بارك الثرية وعائلة كيم التي تعيش في الفقر.
غييرمو ديل تورو
مخرج، كاتب سيناريو، منتج – المكسيك
أثبت المخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو مكانته كأحد أبرز صنّاع السينما بفضل أسلوبه البصري الفريد الذي يمزج بين الرعب والفانتازيا والخيال الواسع. منذ فيلمه الروائي الطويل الأوّل “كرونوس” (1993)، أخرج وأنتج مجموعة من الأعمال التي لاقت استحساناً واسعاً لدى النقّاد، من بينها: “عمود الشيطان”، “ميميك”، “هيل بوي”، “متاهة بان”، “حافة المحيط الهادئ”، “القمة القرمزية”، و”شكل الماء”، الذي ترشّح لثلاث عشرة جائزة أوسكار وفاز بأربعٍ منها، من بينها أوسكار أفضل فيلم وأفضل إخراج. فاز بأوسكار أفضل فيلم رسوم متحرّكة عن أوّل أفلامه التحريكية المُنجَز بتقنية إيقاف الحركة، “بينوكيو”، الذي أخرجه بالاشتراك مع الراحل مارك غوستافسون. وعُرض أحدث أفلامه الروائية، “فرانكنشتاين”، لأوّل مرة في مهرجان البندقية السينمائي.
أندرو دومينيك
مخرج وكاتب سيناريو – أستراليا
أندرو دومينيك مخرج وكاتب سيناريو أسترالي، يُعرف بأسلوبه البصري المميّز واستكشافه للشخصيّات المعقّدة التي تكون في الغالب ذات طابع درامي. وُلد في ويلينغتون بنيوزيلندا سنة 1967، ثم انتقل إلى أستراليا حيث درس السينما في كلية فيكتوريا للفنون. أخرج أوّل أفلامه الروائية الطويلة “تشوبر” (2000)، المستوحى من حياة المجرم مارك “تشوبر” ريد، الذي لعب فيه دور البطولة إريك بانا، وهو الفيلم الذي أكسبه شهرة عالمية ورسّخ مكانته كمخرج واقعي جريء. نال دومينيك إشادة واسعة من النقّاد عن فيلمه “اغتيال جيسي جيمس على يد الجبان روبرت فورد” (2007)، وهو فيلم ويسترن حظي بالثناء بسبب تصويره السينمائي الشاعري، ولعب فيه البطولة براد بيت. واصل بعد ذلك استكشافه لموضوعات الغموض الأخلاقي وخيبة الأمل في فيلم “قتلهم بهدوء” (2012)، الذي عمل فيه مجدداً مع براد بيت، قبل أن يتعمّق في دراسة هوية ونفسية المشاهير في فيلم “شقراء” (2022)، الذي قدّم صورة جريئة عن حياة مارلين مونرو، من بطولة آنا دي أرماس. كما أخرج عدداً من الأفلام الوثائقية الموسيقية التي نالت استحسان النقّاد، من أبرزها “مرة أخرى مع الشعور” (2016)، و”هذا ما أعرفه حقّاً” (2022).
فيرجيني إيفيرا
ممثلة – بلجيكا، فرنسا
حظيت فيرجيني إيفيرا بأول دور رئيسي لها في فيلم “فارق 20 عاماً” (2013). ونالت إشادة واسعة عن دورها في فيلم “فيكتوريا” لجوستين تريي (2016)، حيث أكسبها أداؤها المتميز جائزة ماغريت السينمائية لأفضل ممثلة، وترشيحاً لجائزة سيزار عن الفئة نفسها. ثم تألّقت بعد ذلك في فيلم “حب مستحيل” لكاترين كورسيني (2018)، و”الحوض الكبير” لجيل لولوش (2018). في سنة 2020، وبعد تعاونها مع بول فيرهوفن في فيلم “هي” (2016)، عادت للعمل معه مجدداً في فيلم “بينيديتا”، قبل أن يُعهد إليها سنة 2022 بدور البطولة في فيلمين لاقيا نجاحاً كبيراً، هما “ذكريات باريس” لأليس وينوكور، الذي نالت عنه جائزة سيزار وجائزة ماغريت السينمائية لأفضل ممثلة، و”أطفال الآخرين” لريبيكا زلوتوفسكي، الذي فازت عنه بجائزة لوميير للصحافة الدولية. في سنة 2024، عادت فيرجيني إيفيرا للعمل مع ريبيكا زلوتوفسكي في فيلم “حياة خاصة”، إلى جانب جودي فوستر. ونشاهدها في سنة 2025 في الفيلم الجديد لأصغر فرهادي “قصص متوازية”، وفيلم “فجأة” لريوسوكي هاماغوتشي.
أسماء المدير
مخرجة وكاتب سيناريو – المغرب
درست المخرجة وكاتبة السيناريو والمنتِجة المغربية أسماء المدير في المدرسة الوطنية العليا لمهن الصورة والصوت بباريس “فيميس”. أخرجت العديد من الأفلام القصيرة التي نالت عدّة جوائز. عُرض فيلمها الوثائقي الطويل “كذب أبيض” (2023) لأوّل مرة في مهرجان كان، حيث نال جائزة “نظرة ما” لأفضل إخراج، وجائزة “العين الذهبية” لأفضل فيلم وثائقي. وهو أيضاً أوّل فيلم مغربي يفوز بجائزة النجمة الذهبية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، كما تم ترشيحه لتمثيل المغرب في جوائز الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية. فيلمها الوثائقي الطويل المقبل “صورة شمسية” هو أحد المشاريع التي تم اختيارها للمشاركة في الدورة الثامنة لورشات الأطلس، منصة الصناعة السينمائية للمهرجان.
لورنس فيشبورن
ممثل، مخرج، ومنتج – الولايات المتحدة الأمريكية
لورنس ج. فيشبورن الثالث ممثّل ومنتج ومخرج كبير، تمتدّ مسيرته الفنية على مدى عقود من الزمن. كان أول ظهور له في السينما في فيلم “كورنبرِد، إيرل وأنا”، ولم يكن حينها يتجاوز الثانية عشرة من العمر. وفي سن الخامسة عشرة، شارك في فيلم فرانسيس فورد كوبولا الشهير “نهاية العالم الآن”. تشتمل فيلموغرافيته على مجموعة من الأعمال البارزة، من أبرزها أداؤه الأيقوني لشخصية مورفيوس في ثلاثية “ماتريكس” للأختين واتشوسكي، وفيلمي جون سينجلتون “فتيان في الحي” و”التعليم العالي”، وكذلك أفلام “اللون الأرجواني” لستيفن سبيلبرغ، و”البحث عن بوبي فيشر” لستيفن زيليان، و”النهر الغامض” لكلينت إيستوود، والفيلمان الكلاسيكيان “منحنى الرجل الميت” لبيل ديوك و”ملك نيويورك” لأبيل فيرارا. براعتُه في الأداء مكنّته من إتقان أدوار مختلفة، فأكسبه ذلك العديد من التتويجات، حيث فاز بجائزة “توني” سنة 1992 عن مسرحية “قطاران يركضان”، وجائزة إيمي الأولى له سنة 1993. كما ترشّح في السنة نفسها لنيل جائزة الأوسكار لأفضل ممثّل عن تجسيده لشخصية آيك تيرنر في فيلم “ما علاقة الحب بالأمر؟”. في سنة 2000، شارك في تأسيس شركة Cinema Gypsy Productions، التي أنتجت مجموعة من الأعمال التي حازت عدداً من الجوائز، مثل فيلم “أكيلا والنحلة”، والمسلسل الناجح “بلاك-يش”، إضافةً إلى إنتاجات مشتقة أخرى لعب فيها أيضاً أدوار البطولة.
جودي فوستر
ممثلة، مخرجة – الولايات المتحدة الأمريكية
تُعدّ جودي فوستر واحدة من أشهر ممثلات جيلها بفضل مسيرة فنية امتدّت لأكثر من خمسين سنة. نالت شهرة عالمية لأدوارها المتميّزة في أفلام مثل: “أليس لم تعد هنا”، “سائق التاكسي”، “نيل”، “الاتصال”، “غرفة الذعر”، و”الشجاعة”. حازت جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عن أدائها الرائع في فيلمَي “المتهم” و”صمت الحملان”، كما ترشّحت مؤخراً لجائزة أوسكار أفضل ممثلة في دور ثانٍ عن أدائها في فيلم “نياد”. في سنة 2024، نالت جائزة إيمي لأفضل ممثلة في مسلسل قصير أو فيلم تلفزيوني عن دورها في “المحقق الحقيقي: بلد الليل”. وفي سنة 2025، لعبت دور البطولة في فيلم “حياة خاصة” للمخرجة ريبيكا زلوتوفسكي، والذي تمّ اختياره ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان. خلف الكاميرا، أعلنت جودي فوستر عن بداية مسيرتها في مجال الإخراج سنة 1991 بفيلم “الرجل الصغير تيت”، الذي لعبت فيه أيضاً دور البطولة. ومنذ ذلك الحين، أخرجت العديد من الأعمال، من بينها: “عطلة نهاية أسبوع عائلية”، “القندس”، “وحش المال”، ومؤخّراً حلقات من مسلسلات “البرتقالي هو الأسود الجديد”، “بيت من ورق”، “المرآة السوداء”، و”حكايات من الحلقة”.
كاران جوهر
مخرج، كاتب سيناريو، ممثل، منتج – الهند
يُعدّ كاران جوهر، الحائز على الجائزة التكريمية بادما شري، واحداً من أبرز سينمائيّي الهند المعاصرين. كما أنه واحد من أشهر الفاعلين في الصناعة السينمائية الهندية خلال الخمسة والعشرين سنة الماضية، إضافةً إلى كونه شخصية تلفزيونية شهيرة، ومنشّط برنامج استعراضي حواري، وملهِماً للمواهب الجديدة من مختلف الآفاق. يُعدّ برنامجه الاستعراضي الحواري “قهوة مع كاران” (Koffee with Karan) أكثر البرامج باللغة الإنجليزية مشاهدةً على التلفزيون الهندي. إلى جانب إنجازاته الشخصية، رافق كاران جوهر العديد من المخرجين الهنديين الذين تمكنوا من تجاوز الصعاب بفضل دعمه لهم كمنتج، إذ كان وراء نجاح العديد من الإنتاجات التجارية الضخمة مثل “هذا الشباب مجنون”، “شيرشاه”، و”براهماسترا”. كما قدّم عدة أفلام لاقت نجاحاً نقدياً مثل “كابور وأولاده” و”الأعماق”، ومؤخراً فيلم “هومباوند” (بمارتن سكورسيزي كمنتج منفّذ)، الذي تم اختياره للمشاركة في مهرجاني كان وتورونتو، ورُشّح لتمثيل الهند في جوائز الأوسكار. واحتفاءً بالذكرى الخامسة والعشرين لدخوله مجال الإخراج، أطلق فيلم “قصة حب روكي وراني”، الذي أصبح الفيلم الكوميدي الرومانسي الهندي الأعلى تحقيقاً للإيرادات خلال الثلاثين يوماً الأولى من عرضه في القاعات السينمائية بالخارج. يُعدّ جوهر واحداً من مجموعة السينمائيين الهنديين الذين استطاعوا فرض رؤية جديدة ومجدّدة للسينما التجارية في بلادهم، إذ ساهم منذ فيلمه الأوّل في إحداث تحوّلات عميقة في السينما الهندية.
بيل كرامر
المندوب العام | أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة – الولايات المتحدة الأمريكية
بصفته المندوب العام لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، يتولّى بيل كرامر قيادة المؤسسة السينمائية الأكثر تأثيراً في العالم. ومنذ سنة 2022، يشرف على جميع الأنشطة والبرامج الدولية للأكاديمية، بما في ذلك جوائز الأوسكار، ومتحف الأكاديمية للصور المتحركة، والمبادرات المتعلّقة بالتربية السينمائية وحفظ التراث الفيلمي، إضافةً إلى الخدمات المقدّمة لأعضاء الأكاديمية البالغ عددهم 10.000 عضو.
قبل هذه المهام، شغل منصب مدير ورئيس متحف الأكاديمية للصور المتحركة، حيث تولّى مسؤولية إدارة المشروع وتصميمه وتطويره وبرمجته وتمويله، بالإضافة إلى وضع التوجّه الفني للمتحف. كما سبق له أن شغل منصب مدير التطوير والعلاقات الخارجية في المؤسسة نفسها.قاد بيل كرامر حملات تمويلية كبرى لصالح أكاديمية بروكلين للموسيقى، ومعهد جنوب كاليفورنيا للهندسة المعمارية، ومعهد كاليفورنيا للفنون. كما شغل مناصب قيادية في مجالات التمويل والعلاقات المؤسساتية لدى معهد صندانس، وكلية الفنون بجامعة كولومبيا. يحمل درجة الماستر في التهيئة الحضرية والإدارة العامة من جامعة نيويورك، ودرجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة تكساس في أوستن.
نادين لبكي
مخرجة وممثلة – لبنان
نادين لبكي مخرجة وممثلة لبنانية، كتبت وطوّرت أول أفلامها الطويلة “سكر بنات” سنة 2004. يُعدّ الفيلم قصيدةً شعرية غنائية مرحة تناولت بجرأة كبيرة موضوع التضامن النسائي، وقد حقّق نجاحاً باهراً للسينما اللبنانية في الخارج. وفي سنة 2008، حظيت بوسام فارس للفنون والآداب. واصلت نادين لبكي استكشاف موضوعات تتعلّق بظروف عيش المرأة والتوترات الدينية من خلال فيلمها “وهلّأ لوين؟”، وهو حكاية مفعمة بالجرأة تحمل صبغةً كونية وتتطرّق لموضوع التسامح. صدر الفيلم سنة 2011، ونال العديد من الجوائز في مهرجانات مرموقة. في سنة 2018، شاركت في المسابقة الرسمية لمهرجان كان بفيلمها القوي والمؤثر “كفرناحوم”، الذي يُعدّ بياناً مؤثّراً عن الطفولة المدمَّرة، واللاجئين، وإخفاقات مجتمعٍ يتنكّر لإنسانيته. فازت نادين عن هذا العمل الرائع بجائزة لجنة التحكيم، وترشّحت لجوائز الغولدن غلوب، والبافتا، والسيزار، والأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. وبذلك أصبحت أول امرأة عربية تُرشّح لهذه الفئة.
ترأست لجنة تحكيم مسابقة “نظرة ما” في مهرجان كان سنة 2019، وشاركت سنة 2024 في عضوية لجنة تحكيم الدورة السابعة والسبعين للمهرجان نفسه.
كيارا ماستروياني
ممثلة، مغنية – فرنسا، إيطاليا
بدأت الممثلة والمغنية الإيطالية-الفرنسية كيارا ماستروياني مسيرتها الفنية سنة 1993 من خلال فيلم “موسمي المفضّل” لأندريه تِشيني. وشاركت في عدد من الأعمال البارزة مع مخرجين مرموقين، من بينهم كريستوف أونوريه في أفلام “أغاني الحب”، و”وضع الخطط من أجل لينا”، و”رجل في الحمام”، و”الحبيبة”، و”في ليلة سحرية”، الذي نالت عنه جائزة أفضل ممثلة في قسم “نظرة ما” في مهرجان كان. كما عملت تحت إدارة عدد من المخرجين البارزين، من بينهم أرنو ديبليشين في فيلمي “كيف دخلت في جدال” و”قصة عيد الميلاد”، ومانويل دو أوليفيرا في “الرسالة”، الذي نال جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان، وروبرت ألتمان في “جاهز للارتداء”، وكزافيي بوفوا في “لا تنسَ أنك ستموت”، الحائز أيضاً على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان، وأليس وينوكور في “أوغستين”، وراؤول رويز في “ثلاث حيوات وموت واحد فقط”، وكذلك مرجان ساترابي في “برسيبوليس”، المتوَّج بدوره بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان.
كما شاركت مؤخراً في فيلم “مارسيلو مِيو”، الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان. وستتقاسم ماستروياني البطولة مع ميلفيل بوبو في الفيلم الجديد لنيكولا باريزي “قبل منتصف الليل بقليل”.
كليبر ميندونسا فيلهو
مخرج، كاتب سيناريو، مبرمج أفلام- البرازيل
وُلد كليبر ميندونسا فيلهو في ريسيفي، البرازيل. درس الصحافة، وتابع مسيرة حافلة بالعطاء كناقد سينمائي ومبرمج فني لمهرجانات سينمائية كبرى. أدار قسم الأفلام في مؤسسة جواكيم نابوكو، وكتب لصحيفة “جورنال دو كوميرسيو”، ولمجلات أخرى مثل “ريفيستا كونتينينتي” و”فولها دي ساو باولو”. ويشغل حالياً منصب المدير الفني لمهرجان جانيلا السينمائي الدولي في ريسيفي، والمحافظ الرئيس للسينما في معهد موريرا ساليس. اختير فيلمه الروائي الطويل الأوّل “أصوات ريسيفي” في أكثر من 100 مهرجان دولي، وفاز بـ 32 جائزة. ومثّل الفيلم البرازيل في حفل توزيع جوائز الأوسكار سنة 2014، واختارته صحيفة “نيويورك تايمز” ضمن أفضل 10 أفلام صدرت في تلك السنة. أمّا فيلمه الروائي الطويل الثاني “برج الدلو”، فقد حظي بشهرة أوسع، حيث عُرض في أزيد من 100 دولة.
في سنة 2018، شارك جوليانو دورنيليس في كتابة وإخراج فيلم “باكوراو”، الذي عُرض في المسابقة الرسمية لمهرجان كان سنة 2019، حيث فاز بجائزة لجنة التحكيم. وقدّم فيلمه الوثائقي “صورة الشبح” في عرض خاص، لأوّل مرة عالمياً، في مهرجان كان سنة 2023، وكان ثمرة سبع سنوات من العمل والبحث والتصوير والمونتاج. وفي سنة 2025، عُرض فيلمه “العميل السري” في المسابقة الرسمية لمهرجان كان، حيث فاز بجائزتي أفضل إخراج وأفضل ممثّل (التي مُنحت لفاكنر مورا).
جعفر بناهي
مخرج وكاتب سيناريو – إيران
أخرج السينمائي والسيناريست الإيراني جعفر بناهي أوّل فيلم روائي طويل له، “البالون الأبيض”، سنة 1995، وهو عمل شارك في كتابته مع عباس كياروستامي، واختير ضمن قسم “أسبوعي المخرجين” في مهرجان كان، حيث فاز بجائزة الكاميرا الذهبية. في سنة 1997، قدّم بناهي فيلم “المرآة” في مهرجان لوكارنو السينمائي، وفاز بجائزة الفهد الذهبي. بعدها بثلاث سنوات، فاز فيلمه “الدائرة” بجائزة الأسد الذهبي وجائزة الاتحاد الدولي لنقّاد السينما (فيبريسكي) في مهرجان البندقية. وفي العام 2003، عاد بناهي إلى مهرجان كان بفيلم “دم وذهب”، الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم في قسم “نظرة ما”، ثم نال جائزة الدب الفضي لأفضل إخراج في مهرجان برلين عن فيلمه “تسلّل”.
في سنة 2010، حُكم عليه بالمنع من مغادرة إيران أو إخراج أو كتابة أي فيلم لمدة عشرين سنة، تحت طائلة السجن لمدة ست سنوات في حال مخالفة الحكم. وعلى الرغم من هذه القيود، شارك مجتبى ميرتحماسب في إخراج “هذا ليس فيلماً”، الذي عُرض في مهرجان كان سنة 2011.
وفي العام الموالي، شارك كامبوزيا بارتوفي سرّاً في إخراج فيلم “الستار المغلق”، الذي فاز بجائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو في مهرجان برلين سنة 2013.
وفي سنة 2015، عُرض فيلمه “تاكسي طهران” لأوّل مرة في مهرجان برلين، حيث فاز بجائزة الدب الذهبي وجائزة الاتحاد الدولي لنقّاد السينما (فيبريسكي). وفي سنة 2017، بدأ تصوير فيلم “ثلاثة وجوه”، الذي فاز بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان.
وفي سنة 2022، حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان البندقية عن فيلم “لا توجد دببة”. عاد جعفر بناهي بقوة إلى المسابقة الرسمية لمهرجان كان سنة 2025 بفيلم “حادث بسيط”، حيث نال السعفة الذهبية.
طاهر رحيم
ممثل – فرنسا
عرفت مسيرة طاهر رحيم صعوداً كبيراً منذ سنة 2009 بفضل فيلم “نبي” للمخرج جاك أوديار، الذي نال عنه جائزتي سيزار واعترافاً دولياً فورياً. وسرعان ما رسّخ مكانته على الساحة العالمية من خلال أدوار متنوّعة وبارزة في أفلام “نسر الفيلق التاسع” لكيفن ماكدونالد، و”الحب والكدمات” للو يي، و”الذهب الأسود” لجون جاك أنو. في سنة 2013، حظي بإشادة واسعة في مهرجان كان من خلال فيلمَي “الماضي” لأصغر فرهادي و”غراند سنترال” لريبيكا زلوتوفسكي، قبل أن يوسّع مسيرته المهنية لتشمل أعمالاً دولية مرموقة، من بينها مشاركته في فيلم “القطع” للمخرج فاتح أكين. تنقّل بعدها بين سينما المؤلّف والإنتاجات السينمائية الموجّهة للجمهور العريض، من ذلك “إصلاح المعيشة” و”مريم المجدلية”، وحقّق نجاحاً كبيراً في مسلسل “البرج الذي يلوح في الأفق”. وفي سنة 2021، تألّق في فيلمَي “الثعبان” و”الموريتاني”، ثم استكشف آفاقاً جديدة من خلال المسرحية الموسيقية “دون جوان” ومسلسل “استقراءات”.
في سنة 2024، انضمّ إلى عالم مارفل من خلال فيلم “السيدة ويب”، وجسّد دور شارل أزنافور في فيلم “السيد أزنافور”، وهو الدور الذي رُشّح عنه لنيل جائزة سيزار سنة 2025. كما أعار صوته لشخصية موفاسا لصالح استوديوهات والت ديزني بيكتشرز. في سنة 2025، تألّق في فيلم “ألفا” للمخرجة جوليا دوكورنو، الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان. ومن المرتقب أن نراه مجدداً سنة 2026 في مسلسل PRISONER، مؤكّداً بذلك مسيرة فنية عالمية استثنائية.
كريمة السعيدي
مخرجة – المغرب
كريمة السعيدي مخرجة سينمائية تستكشف من خلال أعمالها موضوعَي المنفى والذاكرة. تخرّجت من المعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات النشر والتوزيع “إنساس” في بروكسل، متخصّصةً في المونتاج، كما طوّرت مسيرة مهنية في مجالات متعددة. تعمل في مونتاج الأفلام الوثائقية، وتكتب سيناريوهات أفلام روائية.
كمخرجة، تركت بصمة شخصية وحميمية من خلال أعمالها الخاصة وإبداعاتها الصوتية التي تستكشف من خلالها مسألة الحدود. إلى جانب نشاطها الفني، تُدرّس كريمة في جامعة لييج، وفي المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش. اختير أحدث أفلامها “من يراقبون” للمشاركة في بانوراما السينما المغربية بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
يسرا
ممثلة – مصر
تُعتبر يسرا واحدةً من أشهر الفنانات المصريات وأكثرهنّ تأثيراً، فقد شكّلت مسيرتها الفنية جزءاً محورياً من مشهد السينما العربية لأزيد من أربعة عقود. منذ سبعينيات القرن الماضي، أدّت أدوار البطولة في عدد من أشهر الأفلام في تاريخ السينما المصرية، فتألّقت بموهبتها الفريدة وجاذبيّتها القوية وحضورها المتميّز، فضلاً عن أدوارها الرائدة التي ما زالت تلهم أجيالاً من الفنانين. تحظى يسرا بتقدير واسع على المستويين العربي والعالمي؛ فقد اختيرت ضمن قائمة أقوى 100 امرأة عربية في العالم، وهي عضو في أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة. كما حظيت، على مدار مسيرتها، بأزيد من 80 جائزة وتكريماً في مهرجانات سينمائية دولية، تقديراً لإسهاماتها البارزة في تطوير الصناعة السينمائية.
من بين أعمالها التي ستبقى خالدة في الذاكرة: “عمارة يعقوبيان”، و”الإرهاب والكباب”، و”طيور الظلام”، بالإضافة إلى عملها تحت إدارة المخرج يوسف شاهين في أفلامه “إسكندرية ليه؟”، و”إسكندرية كمان وكمان”، و”إسكندرية – نيويورك”.
كما تألّقت يسرا على الشاشة الصغيرة في عدد من المسلسلات الشهيرة، من بينها “خيانة عهد” و”أحلام سعيدة”، كما شاركت مؤخّراً في مسلسل “روز وليلى”، بالإضافة إلى “ليلة العيد” و”شقو”، مؤكّدةً بذلك مكانتها كأحد الرموز الخالدة في عالم الترفيه العربي.

