يخوض النجم الأسترالي راسل كرو والنجم الأميركي ذو الأصول المصرية رامي مالك مواجهة نفسية محتدمة في فيلم “نورمبرغ” للمخرج والكاتب جيمس فاندربيلت، الذي يسلط الضوء على محاكمات نورمبرغ الشهيرة عقب الحرب العالمية الثانية. الفيلم، المستوحى من كتاب جاك إل-هاي “النازي والطبيب النفسي”، يعرض عالميًا لأول مرة ضمن مهرجان تورونتو السينمائي الدولي في 7 شتنبر.
تدور الأحداث سنة 1945، بعد سقوط هتلر ونهاية الحرب، حيث يُستدعى الطبيب النفسي الأميركي دوغلاس كيلي (مالك) لتقييم أسرى القيادة النازية، وعلى رأسهم هيرمان غورينغ (كرو)، الرجل الكاريزمي والأخطر بين المقربين من هتلر. بينما يرى كيلي في هذه المهمة فرصة لفهم الشر نفسيًا وتأطيره علميًا، يسعى غورينغ إلى المناورة للحفاظ على صورته، لتتحول اللقاءات بينهما إلى لعبة شطرنج نفسية مشوقة.
الفيلم يضم نخبة من الأسماء البارزة، منهم مايكل شانون في دور القاضي الأميركي روبرت جاكسون الذي يقود مهمة تشكيل محكمة دولية غير مسبوقة، وريتشارد إي. غرانت، وليو وودال، وجون سلاتري، وأندرياس بيتشمان في دور رودولف هس، وكولين هانكس. وقد استحوذت “سوني بيكتشرز كلاسيكس” على حقوق توزيعه في أميركا الشمالية.

فاندربيلت، الذي سبق أن كتب “زودياك” و”الرجل العنكبوت المذهل”، أكد أنه استلهم جانبًا من العلاقة بين كيلي وغورينغ من فيلم “صمت الحملان”، حيث تتحول الحوارات إلى مواجهة ذكاء وصراع نفسي بين رجلين داخل زنزانة. كما كشف أن شخصية القاضي جاكسون، الذي جمع تحالفًا دوليًا لمحاكمة قادة النازية رغم معارضة الجيش الأميركي، كانت إحدى القصص التي حرص على إبرازها في الفيلم.
المخرج أوضح أن الفيلم، رغم جدية موضوعه، صُمم كعمل مشوق يجمع بين الترفيه والتأمل، معتبرًا أن نقل فظائع الهولوكوست يتطلب توازنًا بين ثقل الموضوع وضرورة جذب الجمهور. ولتحقيق الدقة التاريخية، استعان بفريق استشاري بارز، بينهم مايكل بيرنباوم، أحد مؤسسي متحف الهولوكوست في واشنطن، كما أعاد فريق الإنتاج بناء قاعة محكمة نورمبرغ بأدق تفاصيلها.
أصعب لحظات التصوير، بحسب فاندربيلت، كانت حين عرض طاقم الفيلم لقطات أصلية وموثقة لمعسكرات الاعتقال النازية، تلك التي استُخدمت للمرة الأولى كدليل قضائي في المحاكمات. المخرج رفض إعادة تمثيلها، مفضلًا عرضها كما هي، لإبراز قوتها التاريخية.
ويرى فاندربيلت أن “نورمبرغ” ليس مجرد إعادة سرد لمحاكمة تاريخية، بل محاولة لإعادة وصل الحاضر بالماضي، والتأكيد على أهمية مواجهة الشر بالعدالة. ومع اقتراب عرضه الأول في تورونتو، وصف الفيلم بأنه ثمرة 13 عامًا من البحث والكتابة، ومشروع شخصي يستمد عمقه من ارتباطه العائلي بتاريخ الحرب العالمية الثانية.
سينفيليا