الرئيسيةالسينما العالميةفرانكشتاين لغيليرمو دل تورو: فيلم مبني على مواهب كندية محلية

فرانكشتاين لغيليرمو دل تورو: فيلم مبني على مواهب كندية محلية

جييرمو ديل تورو (يسار) وأوسكار إسحاق في موقع تصوير فيلم "فرانكشتاين".

أعمال غيليرمو دل تورو الجديدة، “فرانكشتاين”، صنعت في كندا بمواهب محلية عالية المستوى، حيث بُنيت على مسارح صوتية في تورنتو ومشاهد لسفن جليدية، بالتعاون مع فريق يمتد لسنوات من الخبراء الكنديين الذين سبق أن عمل معهم المخرج الحائز على الأوسكار. وقد أشاد المنتج جي. مايلز ديل بمساهمة الفنانين المحليين في الفيلم، مؤكداً أنهم جزء من “عائلة الفيلم”، من مصممي الإنتاج والملابس إلى فريق الصوت والتحرير، جميعهم كنديون.

تحدى فريق دل تورو تقديم رؤيته المرعبة عن عالم فيكتور فرانكشتاين وخلقه كجزء من تجربة شيطانية على الشاشة الكبيرة. ولطالما كان دل تورو مهووساً بتحويل الرواية القوطية الشهيرة لماري شيلي إلى فيلم، حيث يلعب دور فرانكشتاين أوسكار إسحاق، بينما يجسد جاكوب إلورد الشخصية المخلوقة، بمشاركة ميا جوث في دور إليزابيث.

ولفت المنتج جي. مايلز ديل إلى أن دعمه للفنانين الكنديين ليس جديداً، بل امتداد لعلاقات طويلة بدأت منذ أعمال سابقة مثل فيلم “بلوارد” عام 2001، والفنانة تامارا ديفريل التي تولت تصميم الإنتاج، والتي عملت سابقاً كمخرجة فنية في فيلم “ميميك”. كما ساهم دل تورو في تطوير صناعة السينما في أونتاريو، والتي صمدت أمام جائحة كورونا وإضرابات هوليوود لتصبح مركزاً إنتاجياً بارزاً، حيث أصبح الفنانون والمصممون الكنديون قادرين على المنافسة على أعلى المستويات العالمية، مثل كريغ لاثروب الذي رشح لجائزة عن فيلم “نوسفيراتو”، وبول أوستربيري الحائز على أوسكار عن “شكل الماء”، ولويس سيكيرا مصمم الأزياء المزدوج الترشيح.

أما والتر جاسباروفيتش، مساعد المخرج الأول، فهو أيضاً من كبار المتعاونين مع دل تورو وديل، إذ كان أول مساعد مخرج في فيلم “ميميك” عام 1997، وهو المشروع الذي ترك انطباعاً قوياً لدى دل تورو وأدى لاحقاً إلى بناء علاقة طويلة معه ومع الفريق الكندي. وقد ساهم هؤلاء الفنانون في ترسيخ لغة بصرية مشتركة وفهم دقيق لأفكار دل تورو، ما جعل التعاون سلساً ومثمراً، حيث تتوافر الثقة المتبادلة بين جميع أعضاء الفريق، ما يخفف الضغوط ويعزز الإبداع.

يشتهر دل تورو بتوقعاته العالية، لكنه يوفر رؤية واضحة للفنانين، بما في ذلك التفاصيل الدقيقة للألوان والرموز والشخصيات. على سبيل المثال، اللون الأحمر حاضر بشكل بارز في فيلم “فرانكشتاين”، ليمثل ذكريات شخصية فرانكشتاين عن والدته، وهو ما ينعكس في ملابس الشخصيات ودماء المخلوق، ويؤثر على تصميم المختبر وديكور المشاهد. ويستفيد الفريق من خبرة دل تورو في البحوث التاريخية والفنية، سواء من الحقبة الباروكية أو آرت ديكو أو آرت نوفو، ما يتيح لهم إنتاج تصميمات دقيقة ومبتكرة مستوحاة من الرواية والرسوم الأصلية لفنان الكوميكس بيرني رايتسون.

ويضيف ديل: “أكبر مخاوفنا أثناء العمل مع دل تورو هي خيبته، لأنه الأكثر اجتهاداً في أي مشروع، لا يتوقف عن العمل، ويجيب على كل سؤال، ويملك ذكاءً حاداً يجعل كل فريقه أفضل أو يفشل في الانضمام لعائلة الفيلم، التي يسعى الجميع لأن يكون جزءاً منها”.

بفضل هذا النهج، لم يقتصر الفيلم على تقديم رؤية غنية ومكثفة للرواية الكلاسيكية، بل أكد مرة أخرى على قوة التعاون بين المبدعين الكنديين والمخرج العالمي، ليصبح “فرانكشتاين” مشروعاً يجمع بين الطموح الشخصي لدل تورو والتميز المحلي للفنانين الكنديين.

سينفيليا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *