الرئيسيةمتابعات سينمائيةمهرجان الإسكندرية ينعي المخرج سامح عبد العزيز: “أعماله ستظل علامة فارقة في السينما المصرية”

مهرجان الإسكندرية ينعي المخرج سامح عبد العزيز: “أعماله ستظل علامة فارقة في السينما المصرية”

سامح عبد العزيز

في مشهد وداع حزين، فقدت الساحة الفنية المصرية واحدًا من أبرز مخرجيها، سامح عبد العزيز، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 52 عامًا، إثر أزمة صحية مفاجئة أدت إلى دخوله في غيبوبة استمرت أيامًا قبل أن يُعلن عن وفاته صباح الخميس. وقد نعى مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط الفقيد بكلمات مؤثرة، معتبرًا أن أعماله ستظل محفورة في ذاكرة السينما المصرية كعلامات فنية فارقة.

أزمة صحية مفاجئة تنهي مسيرة حافلة

رحل سامح عبد العزيز بعد صراع قصير ومفاجئ مع المرض، حيث أصيب بعدوى فيروسية حادة في الدم، تسببت في تدهور حالته الصحية، خاصة مع إصابته المزمنة بمرض السكري، الأمر الذي أدى إلى فقدانه الوعي ونقله إلى العناية المركزة، قبل أن يفارق الحياة وسط صدمة واسعة في الوسط الفني.

نعي رسمي من مؤسسات ثقافية

نعى المركز القومي للسينما المخرج الراحل، منوهًا بإسهاماته الغنية في إثراء المشهد السينمائي والدرامي المصري. كما أكدت وزارة الثقافة المصرية على أن رحيل سامح عبد العزيز يُعد خسارة كبيرة للثقافة المصرية، لا سيما أنه من المبدعين الذين نجحوا في تقديم واقع المجتمع المصري بحس ساخر وعين نقدية.

أعمال خالدة وجمهور وفيّ

تخرج عبد العزيز من المعهد العالي للسينما عام 1996، وبدأ مسيرته في إخراج البرامج قبل أن ينتقل إلى عالم السينما، حيث قدّم أعمالاً شكلت جزءًا من وجدان المشاهد المصري. ومن أبرز أفلامه:

  • كباريه

  • الفرح

  • الليلة الكبيرة

  • درس خصوصي

  • الدشاش (آخر أفلامه قبل وفاته)

وفي الدراما التلفزيونية، أخرج عبد العزيز مسلسلات ناجحة منها:

  • رمضان كريم

  • مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة

  • شهادة معاملة أطفال (كان في مراحل التحضير له قبل رحيله)

تأثر الوسط الفني: وداع بحزن وكلمات مؤثرة

انهالت عبارات النعي والتأثر من كبار الفنانين الذين تعاملوا معه أو تأثروا بأعماله. كتبت لقاء سويدان: “وداعًا أخي وصديقي، المبدع المرهف”، في حين وصفه عصام السقا بـ”الطاقة المبدعة التي لا تُعوّض”. كما شارك في نعيه كل من بيومي فؤاد، ريهام عبد الغفور، يسرا، شيكو، وإدوارد، مؤكدين أن “سامح” كان أكثر من مجرد مخرج، بل كان أخًا وصديقًا ومعلمًا.

إرث سينمائي يتجاوز الصورة

تميّز أسلوب سامح عبد العزيز بقدرته على الجمع بين الكوميديا الساخرة والدراما الاجتماعية، مع تركيز دائم على الشخصيات الشعبية والهامشية التي كانت بطلة صامتة في كثير من أفلامه. وقد أسهم في إعادة الاعتبار للفن الذي يعكس الواقع من دون تجميل، لكنه في الوقت نفسه لا يفقد الأمل أو روح الدعابة.

مهرجان الإسكندرية: الوفاء لابن السينما

في بيان رسمي، قال مهرجان الإسكندرية السينمائي:

“رحل المبدع سامح عبد العزيز، لكن ستبقى أعماله شاهدة على موهبة فذة وفكر إنساني عميق. لقد صنع سينما مختلفة، نبضت بالحياة، وتحدثت بلسان الناس، وستظل أعماله علامة فارقة في تاريخ الفن المصري”.

خاتمة: وداعًا للمخرج الإنسان

برحيل سامح عبد العزيز، يفقد الفن المصري صوتًا كان يرسم بالكاميرا تفاصيل الحياة اليومية، ويلامس وجدان البسطاء بحس مرهف وفكر ناقد. لقد علّمنا أن السينما ليست فقط صورة، بل إحساس ورسالة وحكاية تُحكى بصدق.

رحل الجسد، لكن ستظل أعماله تنبض بالحياة، تشهد له وتُلهِم الأجيال القادمة من صناع السينما.

سينفيليا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *