الوسط الفني المغربي يودع الفنان محمد الشوبي بعد صراع مع المرض
ودّع الوسط الفني المغربي، فجر يوم الجمعة 2 ماي 2025، الفنان والممثل القدير محمد الشوبي، الذي انتقل إلى جوار ربه عن سن ناهز 63 عامًا، بعد معاناة مع المرض، داخل المستشفى العسكري بالعاصمة الرباط.
ويُعد الراحل محمد الشوبي من أبرز الأسماء التي طبعت المشهد الفني المغربي، بفضل مسيرة طويلة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، جمع خلالها بين المسرح، التلفزيون، والسينما. وقد شارك في عدد من الأعمال الدرامية التي رسخت اسمه لدى الجمهور المغربي، كما عُرف بمواقفه الجريئة وآرائه الصريحة في قضايا فنية وثقافية.
الفنان الراحل، ابن مدينة مراكش، تلقى تكوينه الأكاديمي في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، قبل أن ينطلق في مسار احترافي حافل، تعامل فيه مع كبار المخرجين المغاربة، وقدم أدوارًا متنوعة، تراوحت بين التراجيدي والكوميدي، مما جعله يحظى بتقدير واسع داخل الأوساط الفنية والجماهيرية.
وقد تألق الراحل في مجموعة من الأعمال الفنية التي شكلت علامات بارزة في الدراما والسينما المغربية، من بينها المسلسل التلفزيوني “وجع التراب”، والسلسلة الشهيرة “الربيب”، إلى جانب مشاركته القوية في الفيلم السينمائي “جوق العميين” للمخرج محمد مفتكر، وفيلم “فيلم الشمس” الذي لاقى صدى واسعًا. كما قدم الشوبي أدوارًا متميزة على خشبة المسرح، جعلته يحجز لنفسه مكانة مرموقة بين جيل الرواد.
وقد خلف خبر وفاته حزنًا عميقًا في الساحة الفنية، حيث نعاه عدد من زملائه الفنانين والمثقفين، الذين أشادوا بعطائه الفني وبإنسانيته. كما عجّت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل التعزية، في تعبير عن المكانة التي كان يحظى بها الراحل في قلوب المغاربة.
ومن المنتظر أن يُوارى جثمان الفقيد الثرى اليوم أو غدًا، في جنازة ستشهد حضور عدد من الفنانين وأصدقائه، إلى جانب أفراد أسرته ومحبيه.
برحيل محمد الشوبي، يفقد المغرب أحد أعمدة الفن الذين أسهموا في إثراء الخزانة الفنية الوطنية، وتركوا بصمة ستظل شاهدة على موهبته والتزامه بقضايا الفن والثقافة.
إنا لله وإنا إليه راجعون.