انطلقت عروض مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، بعد زوال يوم الأحد 17 نونبر الجاري بالقاعة 9 من قاعات المركب السينمائي ميكاراما/أكدال بالرباط، بالفيلم الجميل “ستموت في سن العشرين” (2019) للمخرج السوداني أمجد أبو العلا، وهو إنتاج مشترك من تمويل السودان ومصر وألمانيا والنرويج وفرنسا…، وذلك بحضور جمهور مكثف من ضيوف المهرجان وعشاق السينما عموما.
وقد استهلت هذه الإنطلاقة بكلمة تقديمية، ألقاها المشرف على البرمجة حمادي كيروم، تحدث فيها عن القيمة الإبداعية للفيلم وعن المجهودات المبذولة طيلة سنة من أجل انتقاء أفلام لها قيمة فنية وفكرية.
وفي المناقشة، التي تلت عرض الفيلم مباشرة وسيرها الناقد كيروم بحضور الممثل محمود السراج، مشخص دور سليمان، والكاتب الإماراتي يوسف إبراهيم، المشارك في كتابة السيناريو مع مخرجه المقيم بالإمارات العربية المتحدة، الذي تعذر عليه الحضور، أثيرت مجموعة من القضايا التي لها علاقة باقتباس السيناريو من قصة قصيرة تتميز بكتابتها البصرية للأديب السوداني حمور زيادة (من مجموعته القصصية “النوم عند قدمي الجبل”)، وبالطابع الشاعري للفيلم وبلاغة الصورة فيه وهي تتعامل مع تيمة الموت، وبأداء الممثلين، الذين هم في الأصل قادمون من المسرح والدراما التلفزيونية، لأن السودان لا تتوفر كباقي الدول العربية الأخرى على صناعة سينمائية…
ما أثارني في الفيلم، بغض النظر عن مضمونه وانحياز مخرجه لأطروحة سليمان، أحد أبطال الفيلم، ونظرته للحياة المتحررة من قيود التقليد والموروث الديني والثقافي المحلي، هو الإيقاع المتوازن على مستوى المونتاج والأداء التلقائي المقنع لجل الممثلين والممثلات والتوظيف الجميل للموسيقى وتقنيات تصوير الفضاءات المختارة والشخصيات المختلفة وغير ذلك… الشيء الذي خلق لدي متعة بصرية كبيرة، وهذا ليس غريبا على مهرجان الرباط، الذي عودنا في دوراته السابقة على مشاهدة تحف سينمائية قادمة أحيانا من بلدان غير معروفة سينمائيا.
من الرباط: أحمد سيجلماسي