الرئيسيةحواراتعزة الحسيني مديرة مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية : -نعاني من مشاكل مالية لكننا نستمر رغم ذلك ..- هناك إمكانية للتعاون السينمائي بين المغرب ومصر

عزة الحسيني مديرة مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية : -نعاني من مشاكل مالية لكننا نستمر رغم ذلك ..- هناك إمكانية للتعاون السينمائي بين المغرب ومصر

– في البداية حَدِّثيني عن استعداداتكم للدورة القادمة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية؟
نحن الآن نُحَضِّر للدورة التاسعة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية التي ستعقد في منتصف شهر مارس من السنة القادمة، وذلك خلال سبعة أيام، ولدينا أربع مسابقات رئيسية : مسابقة الفيلم الروائي الطويل، مسابقة الفيلم الروائي القصير التسجيلي، مسابقة الفيلم الطويل التسجيلي(الوثائقي)، ومسابقة أفلام الحريات وحقوق الإنسان، وهذه مسابقة دولية ومفتوحة لأفلام عالمية، فيما كل الفعاليات الأخرى إفريقية. وسنضيف هذا العام مسابقة خامسة هي مسابقة “الدياسبورا” الإفريقية. كنا قد اشتغلنا سابقا على ماهية الفيلم الإفريقي، فوصلنا إلى أن الفيلم الإفريقي هو ذلك الفيلم الذي يشتغل على موضوع إفريقي ويُصوَّر في إفريقيا بمخرج إفريقي يعيش في إفريقيا. وذلك لأننا كنا نريد أن نشاهد إفريقيا بعيون إفريقية، لأنك حينما تعيش في نفس المكان وتلقط نفس الهم وتنقله عبر الكاميرا يكون هذا مهما ويجب تقديره لأنك تشتغل في ظرف إنتاجي معين صعب وليس سهلا ، لكن إذا كنت في فرنسا وأنت إفريقي وتصور هناك، أكيد أنه ستكون هناك أشياء مختلفة، الإنتاج سيكون مختلفا، التفكير سيكون مختلفا، السيناريو سيكون مختلفا، علاقة بإفريقية الموضوع، ولهذا أضفنا هذه السنة هؤلاء لكي نشاهد الرؤية الأخرى من الزاوية الأخرى للأفارقة الذين يعيشون في المهجر، وقد جاء هذا بعد بحث وطلب وتشجيع من الفنان محمود حميدة الرئيس الشرفي للمهرجان في دورتين الثامنة والتاسعة ، والذي قال أنه علينا الخروج من القارة الإفريقية وألا نظل معنيين فقط بالسينما الإفريقية التي تصنع داخل إفريقيا، وفعلا نحن نرى أن هذا سيشكل إضافة كوننا سنشاهد الرؤية الأخرى، رؤية الإفريقي المهاجر الإنسانية والسينمائية. إضافة لهذا اخترنا دولة كينيا كضيفة للدورة القادمة ، باعتبار السينما الكينية سينما شابة، وكما تعلم فإن السينما لم تنشأ في أغلبية الدول الإفريقية إلا بعد تحررها من الاستعمار، وتحديدا في ستينيات القرن الماضي، وربما السينما الكينية أحدث من ذلك بكثير كونها لم تكمل الثلاثين أو الأربعين سنة بعد، ونحن نحتفي كل سنة بسينما معينة، إذ احتفلنا السنة الماضية بالسينما التونسية وهي سينما مليئة بالزخم والأحداث ، ويسعدنا أن نحتفي هذه السنة بسينما شابة كالسينما الكينية خصوصا أننا نهتم كثيرا بفئة الشباب ومهرجاننا يحمل روح الشباب ونحن نستهدف هذه الفئة بشكل كبير .

– جئتم كمهرجان للسينما الإفريقية بعد العديد من المهرجانات السينمائية الأقدم والتي تهتم بالسينما الإفريقية كمهرجان “فيسباكو” ومهرجان السينما الإفريقية بخريبكة ومهرجان قرطاج السينمائي الذي يزاوج بين الاهتمام بالسينما العربية والإفريقية، ثم مهرجانات أصغر كمهرجان “شاشات سوداء” بالكاميرون، فهل جئتم كإضافة؟ وأين تتجلى هذه الإضافة في مهرجانكم؟ وهل هناك نوع من الشراكة والتعاون بينكم وبين هذه المهرجانات؟
وجود مهرجان للسينما الإفريقية بمصر كان أمر مهما جدا وحدثا مهما وضروريا، نعم مصر دولة عريقة في الصناعة السينمائية لكنها لم تكن متواصلة مع الأشقاء في إفريقيا وهذه سقطة ، ونحن حينما جئنا في سنة 2010 بدأنا نفكر أننا يجب أن نتواصل سينمائيا مع إفريقيا، لأننا أفارقة رغم أنه كانت هنالك نوع من النعرة بأننا يجب أن ننظر إلى الشمال وأننا ننتمي لحوض البحر المتوسط، لكن نحن دولة إفريقية ويجب أن نفخر بالانتماء لهذه القارة العريقة وهذه الحضارة وهذا التنوع الثقافي العظيم، وقد جاء هذا الاهتمام متأخرا في مصر ، فنحن نجد مهرجانات للسينما الإفريقية ليس فقط داخل القارة الإفريقية لكن
أيضا في أوروبا وفي أمريكا وأمريكا اللاتينية وفي آسيا، وقد أتينا في مصر متأخرين. نحن نحترم الخبرات، وهذا أمر نفتخر به، ولذلك حينما بدأنا نخطط لانطلاق المهرجان وضعنا صوب أعيننا ثلاث مهرجانات كبيرة وعريقة بتخصصها في السينما الإفريقية هي مهرجان “فيسباكو” في بوركينافاسو الذي احتفل هذه السنة بخمسينيته، ومهرجان السينما الإفريقية بخريبكة الذي نظم لمدة أربعين سنة رغم أنه توقف في بعض دوراته، ومهرجان قرطاج الذي احتفل أيضا بخمسين سنة منذ نشأته منذ سنتين، وقد فوجئنا بترحيب خاص من قرطاج و”فيسباكو”، وهناك تقدير خاص من طرف مهرجان خريبكة، باعتبارهم أهم ثلاث مهرجانات في إفريقيا، وقد سعدنا كوننا وقعنا شراكة تعاون مع “فيسباكو” وبروطوكول تعاون مع قرطاج إضافة لمذكرة تفاهم مع خريبكة، لماذا فعلنا هذا؟ لأننا نريد أن نتعلم ، فحينما بدأنا فتشنا عن أبحاث وقاعدة بيانات باللغة العربية لكننا لم نجدها فبدأنا نترجم كتبا ودراسات من الإنجليزية والفرنسية إلى العربية، وبدأنا نتعرف على شخصيات إفريقية وعلى أفلام إفريقية، وسعينا لمعرفة خبرات هذه المهرجانات في التنظيم، واستفدنا أيضا من الأخطاء.

– في المغرب الدولة هي التي تدعم المهرجانات السينمائية، فكيف هو أسلوب وطريقة الدعم في مصر؟ وهل هنالك نوع من الأزمات فيما يتعلق بالدعم المالي؟
أُشَاهِد ما يعاني منه زملائي منظمو المهرجانات في المغرب وتونس وبوركينافاسو وحتى في أوروبا، وكيف أن المعاناة الحقيقية هي في كيفية الحصول على ميزانية قارة للمهرجان، ويبدو لي أن هنالك تراجعا عاما بخصوص الثقافة ودعمها، ليس في العالم العربي فقط بل حتى في أمريكا ، هي للأسف حالة عامة والأمور ليست وردية نهائيا ، ونحن نعاني معاناة جَمَّة لكي نحصل على ميزانية المهرجان، ولكن رغم كل شيء وفي كل سنة نقول الحمد لله كوننا استطعنا أن ننظم دورة أخرى رغم نقص الموارد، لكن إلى متى سنظل نقول هذا، هل حتى ننهار ولانقدر فعلا على الاستمرار، نحن نخطط وننجز خطة فنية وخطة تنفيذية بناء على تعاقدات واتفاقات ونُفاجأ في الأخير أن هذه التعاقدات مع جهات نافذة لاتُنَفَّذ، إذن ما العمل؟! ..نحن كمجتمع مدني نحاول أن نكون موجودين ونحاول نسج علاقات وروابط ونحاول أن نعطي للفاعلين السياسيين دورا مهما ، نحن نتواصل مع إفريقيا، ونقول لهم : أنتم كسياسييين تحتاجوننا ونحن نحتاجكم أيضا، إذن يجب أن نقف مع بعض ونساند بعضنا البعض، لأن الحكومة لايمكنها أن تفعل كل شيء في أي بلد كيف ما كان، إذ لابد لدور مهم للمجتمع المدني وللقطاع الخاص، إننا نبذل مجهودا ضخما لكي نُفَهِّم القائمين على الشأن العام كي نحصل على دعم مالي منطقي ، إذ أن أسعارالطيران ترتفع وأسعار الفنادق ترتفع ، وقد تم تعويم الجنيه في مصر في علاقته بالعملة الصعبة والدولار بالخصوص فنقصت قيمته بشكل مهول ، وتخيل أنك رغم ذلك مازلت تستمر في الحصول على نفس القدر المالي، يعني أنك أصبحت تأخذ مايناهز نصف المبلغ الذي كنت تحصل عليه سابقا، لكن هذا هو الحال ونحن نتعامل معه رغم كل الصعوبات، فإما أن تشتغل أولا تشتغل، وأنت مؤمن بفكرة ومؤمن بالرسالة ، وتختار أن تشتغل رغم كل شيء.

– يتم الحديث بكثرة عن مسألة الإنتاج المشترك بين المغرب ومصر في ندوات وملتقيات منذ مدة طويلة بل أن هنالك اتفاقيات وقعت في هذا السياق لكن ظلت مجرد حبر على ورق، مارأيك أنت بخصوص الإنتاج المشترك؟ وأي أسلوب ترينه ناجعا ليتم تحقيقه وإنزاله على أرض الواقع؟ وماهو شكل التعاون المفيد للبلدين سينمائيا؟
كان هناك نوع من الإنتاج المشترك في الستينيات ، حيث كان هنالك زخم معين ووضع سياسي معين،الآن لم يعد هذا الوضع موجودا إذا لم يعد ممكنا الاشتغال بنفس الشكل وبنفس الآلية بل يجب علينا خلق آليات جديدة، إذ ليس شرطا أن تتفق الكيانات الحكومية حتى نخلق تعاونا في هذا السياق، بل يجب على الأفراد أن يأخذوا المبادرة، إذ ممكن أن يكون هناك منتج مصري وموزع مغربي على سبيل المثال، وممكن لدور السينما في مصر أن تتفق مع جهات في المغرب، وممكن التفاهم في المغرب مع نجم مصري ليشتغل في فيلم مغربي يوزع في مصر وفي المغرب، أو إنتاج مسلسل درامي يضم ممثلين من المغرب ومن مصر وتدور أحداثه بين المغرب ومصر.

 

حاورها: عبد الكريم واكريم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *