قراءة عاشقة: لرشيد العماري
فيلم دقات القدر هو تلك الدائرة المفرغة التي يعيش فيها الجلاد و الضحية معا على إيقاع الحرب النفسية ؛ دائرة يحكم مصيرها الدين عبر قدسية الكنيسة و الزوايا ؛
فيلم دقات القدر هو ذلك الشعاع الآتي من ألم التاريخ ؛ هو ذلك التناقض الجميل الذي يولد فيه الحب من صلب الحرب و يظهر فيه الكذب بجلباب صادق و يفقد فيه الوفاء مصداقيته بعد تفشي داء الخيانة؛ أو بالأحرى عندما يصير المجرم نفسه طبيبا يعالج ضحاياه؛
فيلم دقات القدر هو ذلك الكابوس التي لا زال يلاحق سكان الريف عبر الوباء القاتل؛ ولا أحد نجح في تشخيصه بعين المستقبل ؛ فالماضي المؤلم حتما لا ينسى وآثار الدمار لا يمكن أن تزول من نفوس أناس أعطوا للوطن أرواحهم ولم يعرهم أي اهتمام ؛
فيلم دقات القدر هو تلك الصورة السينمائية الجميلة رغم جوهرها المؤلم ؛ هو تلك الموسيقى الحالمة التي لم نفهم كلماتها لكن احسسنا لحنها وكأنها عزفت على أوتار ضمائرنا التي صارت موطنا للنسيان؛
فيلم دقات القدر هو الروعة في التشخيص الذي يظهر من خلال الصدق و العفوية والإحساس الداخلي في الأداء؛ ويبقى الممثل عبد الله الشكيري موفقا في تقمص الأدوار عبر إحساس مرهف و وجه المعبر و صوته الرنان؛ فيما يحسب للممثل محمد الشوبي ظهوره القوي و أداءه المخالف عن باقي الأدوار الأخرى إلى جانب الفنان رفيق بوبكر الذي خرج عن نمطيته التي طبعت مساره الفني؛ فيما نجحت الممثلة يسرى طارق في أداء دورها بدون مجهود كبير لأن العفوية في بعض الأحيان تكفي و ممثلتنا قالت كل شيء بعيناها وترددها الدائم؛
السينما المغربية لا تحتاج معجزة كي تخرج عن مبدأ المحاولات؛ فقط تحتاج قصة تجمع بين الصدق و الواقعية والخيال والجمال و إدارة ممثل وصورة جميلة ورؤيا تلامس وجدان المتلقي؛
هنيئا لطاقم الفيلم الفني والتقني. …
رشيد العماري القنيطرة ” 27 يونيو 2019″