الرئيسيةمتابعات سينمائيةوداعا “بهية” السينما المصرية محسنة توفيق

وداعا “بهية” السينما المصرية محسنة توفيق

بعض الفنانين لمن يكونوا كذلك فقط بل كانت لديهم قدرة أن يضيفوا إلى فنهم العظيم نضالهم من أجل قضايا عادلة والصمود في تبنِّيها إلى آخر نفس من حياتهم الثرية، واستطاعوا أن يجسدوا ذلك في حياتهم الفنية والخاصة معا، هم كانوا فنانين ملتزمين بكل ما في هذه الكلمة من معنى (رغم أن هذه الكلمة لم تعد تحمل نفس الوقع الذي كان لها في سنوات النضال الحقيقي) ومن بين هؤلاء الفنانة محسنة توفيق.
محسنة توفيق التي وافتها المنية ليلة أمس عن سن يناهز 79 سنة تداخلت صورتها في الحياة مع صورة شخصيات أدَّتها بصدق، خصوصا صورة “بهية” في فيلم العصفور ليوسف شاهين التي تخرج مُردِّدَة في آخر مشهد من الفيلم “لا أبدا…لا حنحارب، حنحارب” بعد خطاب جمال عبد الناصر الذي عبر فيه عن رغبته في التنحي بعد هزيمة سنة 1967 ، لتتبعها الجموع الغفيرة منادية وصادحة بنفس الشعار، لتصبح “بهية” رمزا لمصر ولصمود مصر ومقاوتها. هي هذه محسنة توفيق تلك البهية التي ظلت مخلصة لمبادئها اليسارية والإنسانية طيلة حياتها والتي سببت لها كثيرا من المضايقات وحرمانا من أدوار في السينما وفي التلفزيون طيلة عقود…يوسف شاهين الذي ستعمل معه بعد ذلك في فيلمين هما “إسكندرية ليه” و “وداعا بونابارت”.
ستظل محسنة توفيق راسخة في ذهن عشاق الفن الجميل على طول خارطة العالم العربي رغم قلة أدوارها السينمائية والتلفزيونة والتي كانت أغلبها إن لم نقل كلها متميزة وتاركة لبصمة لاتنمحي.
ومن بين أهم أدوارها أيضا دور “أنيسة” في المسلسل الشهير “ليالي الحلمية” والذي لعبته انطلاقا من جزئه الثاني ولثلاثة أجزاء أخرى بعد أن كانت فردوس عبد الحميد قد أدَّته في الجزء الأول، لكن محسنة توفيق استطاعت فرض تشخيصها المختلف والمتميز للدور الذي بصمته بميسمها.
وظلت محسنة توفيق ممثلة مسرح أولا وقبل كل شيء إذ قامت بأداء أدوار فيما يقارب ثلاثين مسرحية عَوَّضت عنها قلة أدوارها في السينما وفي الدراما التلفزية.

 

عبد الكريم واكريم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *