تفاجأ عدد من المشتعلين في الفيلم السينمائي الروائي الطويل (التوفري) الذي أخرجه مصطفى فاكر وصُوِّربتارودانت سنة2017.. إنتاج شركة “مزودا فيزيون” لصاحبها سعيد مرنيش أوطالب، بدعوتهم إلى العرض ما قبل الأول الخميس 2019 المقبل بالدارالبيضاء!؟ رغم أنه لم يوف بالتزاماته المادية نحوهم ولم يمنحهم ولا درهما واحد من مستحقاتهم المالية التي تم التوافق عيها بواسطة عقود مصادق عليها، على رأسهم كاتبا السيناريو خالد الخضري وأخوه عبد الباسط الخضري.. ثم الفنيون والتقنيون: ثريا العباسي وزبيدة شوقي (الماكياج).. كبير سميح (الكهرباء) كما انضافت إليهم بطلة الفيلم الممثلة الفنانة نجاة خير الله.
هذا رغم أن المنتج المذكور حصل على ثلاث دفعات من المركز السينمائي المغربي كمنحة لدعم إنتاج الفيلم بمبلغ: 255 مليون سنتيما. كما حصل على 52 مليون سنتيما مقابل بيع حقوق بث الفيلم للقناة التلفزيونية الأولى. ليصبح مجموع أموال الدولة التي حصدها هذا المنتج من وراء هذا السيناريو دون أن يوفي بالتزامات المادية نحو من ذُكر جميعا:307 مليون سنتيما!!
الشيء الذي حدا بهم إلى مقاضاته وتوجيه عدد من الإنذارات والشكايات ضده إلى المركز السينمائي المغربي، الذي قام بخطوة إيجابية تمثلت أخيرا في حظر عرض الفيلم ثم في استدعائه يوم الإثنين 25 مارس المنصرم آمرة إياه بدفع جميع المستحقات المالية لأصحابها تحت طائلة منعه من استغلال الفيلم مستقبلا. وإذ يشكر السيناريست خالد الخضري المركز السينمائي على هذه الخطوة، يصرح أن المنتج المذكور ابتغى فقط بعرض الفيلم في قاعة سينمائية ولو بغير جمهور، الحصول على الشطر الثاني من مبلغ بيع حقوق بثه للقناة التلفزيونية الأولى بما قدره52 مليون سنتيما من مجموع السعر الإجمالي والذي هو (104 مليون سنتيما).. لأن القناة التلفزيونية تشترط أن يعرض الفيلم في القاعات السينمائية كي تسلم المنتج نسبة الخمسين في المائة المتبقية من مبلغ البيع.
وهكذا يتصرف المنتج بمفرده في هذا العمل ويقرر عرض الفيلم دون إخبار ولا حتى استشارة السيناريست المذكور، والذي هو أصلا صحفي وناقد ومدير مهرجان متمرس في إنجاز أغلفة الكتب والكاتلوغات والملصقات… فأنجز – أي المنتج – ملصقا بدائيا يفتقر إلى أدنى اللمسات الإبداعية من حيث اقتصاره فقط على صورتين من الفيلم واحدة فوق أخرى، مع إنزال اسمه في أسفل درجة بالملصق وبحجم وخط أصغر مما كتبت به بقية المعلومات أعلاه.. مع ارتكاب خطئين فادحين أولما موضوعي يتمثل في إسقاط اسم السيناريست الثاني عبدالباسط الخضري بدعوى أن العقد بين المنتج وبين أخيه خالد، رغم موافاة هذا الأخير عبر الإيمايل بإشهاد مصادق عليه يقر فيه أن سيناريو فيلم (التوفري) كتبه كل من خالد وعبد الباسط الخضري.. وبهذه الصفة تم دفع مخطوطته للجنة الدعم السينمائي المغربي.
أما الغلط الثاني والذي لا يقل فداحة عن سابقه وهو ذو صبغة شكلية، فالعنوان مكتوب بحروف لاتينية خاطئة تماما، حيث سبق للسيناريست خالد أن كتب شارحا كلمة “التوفري” بأنها تعني تلك الحفرة الواسعة التي تحفر وراء البيت بالبادية بإقليم دكالة، قصد تبريد المواد الغذائية والاحتماء برطوبتها وقت اشتداد الحرارة.. والكلمة مشتقة من اللغة الفرنسية التي تعني: “الكل باردTout fraisوليسTOUTFRAISملتصقة كما هو وارد بالملصق. وهكذا حل العنوان فارغا لا يعبر عن أي شيء!! لا هو عربية من باب أولى.. ولا حتى دارجة مغربية.. ولا أما زيغية.. ولا فرنسية.
كما كان “التوفري” يستعمل في مرحلة الاستعمار ملجأ لاختباء واجتماع المناضلين من أبناء القرية وتخزين الأسلحة.. وخندقا للكر والفر والكفاح بصفة عامة… وهذا هو المحور الأساسي للسيناريو – وليس الفيلم – الذي لا يداخل السيناريست أدنى شك في انحرافه عن هذا المحور النضالي الجميل.. فالعربون باد من العنوان تبعا للمثل المغربي: “قيل له إن أباك خر ساقطا. رد: إنه من الخيمة خرج مائلا “.
سينفيليا