تشرف الدورة العشرون من المهرجان الوطني للفيلم على نهايتها، إذ سيسدل الستار عليها يوم غد السبت 9 مارس 2019 بالإعلان عن الجوائز.
ومن بين الأفلام التي تميزت خلال هذه الدورة والتي قد تنال نصيبا من جوائزها فيلم “دقات القدر” للمخرج محمد اليونسي، الذي تناول فيه قضية الغازات السامة التي قصفت بها إسبانيا الاستعمارية منطقة الريف. إذ وبأسلوب يتناوب ويتوازى فيه السرد الخطي من جهة ومسرحة الأحداث بشكل سوريالي من جهة أخرى وبإيقاع مضبوط استطاع اليونسي النفاذ لعمق تيمته الأساسية.
“دقات القدر” ليس فقط فيلما عن مأساة الريف مع الغازات السامة لكنه أيضا فيلم عن التاريخ كتيمة، إذ لم يكتفِ اليونسي برواية أحداث تجعل من التاريخ إطارا لها بل ذهب بعيدا في غوصه في التاريخ ومساءلته له بحيث أصبح الفيلم ، وفي قراءة ثانية، شريطا عن التاريخ كموضوع متناول وليس فقط فيلما تاريخيا عاديا يعيد رواية أحداث وقعت وانتهى وقعها، إذ نجد هنا ومن خلال مسار شابتين ومعاناتهما، واحدة مغربية وأخرى إسبانية وبشكل فني ينتقل بين السرد الواقعي والخطي وبين أسلوب يعتمد مسرحة الأحداث بشكل سوريالي، تناوبا بين عرض الأحداث روائيا والتعليق عليها ومساءلة الروايات المتعددة لها، فمن يكتب التاريخ ومن المؤهل لذلك وأي تاريخ كُتب وهل الروايات التي أرَّخَت للأحداث كانت وفِيَّة لما حصل، مجموعة من الأسئلة يطرحها المخرج من خلال فيلمه هذا ويدعها معلقة فيما يحمل بعضها أجوبته في طياتها.
سينفيليا