اختتمت فعاليات الدورة الواحدة والعشرون مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية المنعقد مابين 15 و 22 دجنبر 2018 ، بالإعلان عن نتائج الدورة الخاصة بالمسابقتين : الكبرى وجائزة الاندية السينمائية المغربية المعروفة ب ” دون كيشوط ” . المسابقة التي شارك فيها 15 شريطا من 14 دولة افريقية والمغرب البلد المحتضن للمهرجان .
اولا : جائزة دون كيشوط للأندية السينمائية بالغرب .
وقد منحة لجنة” دون كيشوط ” جائزتها لشريط : ” لست ساحرة” لرينغانو نيوني من زامبيا
والذي يتمحور موضوعه حول شولا ، 9 سنوات ، بعد اتهامها بممارسة السحر من قبل سكان قريتها ترسل إلى معسكر السحرة ، تعتقد الفتاة أنها مصابة بنوبة: إذا هربت ، ستكون ملعونة وستتحول إلى عنزة … لكن شولا الصغيرة تفضل أن تعيش أسيرة مثل ساحرة أو حرة كعنزة؟
ثانيا : لجنة الجائزة الكبرى تمنح ثمانية جوائز و قيمتها الإجمالية 400.000.00 درهم ،
فمنحة تنويها خاصا بسيناريو شريط“كتيكيتي” للمخرج بيتر سدوفيا من غانا عن موضوع يعالج حياة الزوجان ” بوي ” و ” انسوي ” في مدينة بونا وهما يستعدان لاستقبال مولدهما الأول ويرغبان في ان يكون ذلك في مدينتهما الأم ” اكيتي ” إلا أنهما سيخلفان موعد القطار، و القطار هو الوسيلة الوحيدة من مدينة بونا نحو مدينتهما الأم ، ليس لهما خيار سوى اتخاذ قرار آخر ،سيكون في النهاية قرارا خاطئا بعدما وجدا نفسيهما في العراء .
وتنويها خاصا للمخرج المغربي محمد زين الدين عن شريطه امباركة الذي قدم موضوعا تجري احداثه على هامش مدينة منجمية ، عبدو المرهق الباحث عن مخرج جهله القراءة والكتابة ، فهو يعيش مع مباركة أمه بالتبني والتي تقف حاجزا أمام كل محاولات تطوير ملكاته المعرفية . امباكة هي امرأة تقوم بدور الشافي للحي الأمر الذي أعطاها حظوة وتقدير من الجميع . “شعيبة “مصاب بمرض جلدي يطلب الدواء من امباكة .
والجائزة الكبرى ” عثمان صامبين “( 1927- 2007) والتي يحدد مبلغها البند الرابع من قانون المسابقة في 100.000.00 درهم للشريط : ” صوبا مودو” لاوكاريون وانينا من كينيا
موضوعها حول الطفلة ( جو ) في الفترة الأخيرة من مرض قاتل ، الفترة التي ستتماها فيها وتعيش حياة أبطال أشرطة الخيال العلمي الموجهة للأطفال هذه التجربة الطفولية تشاركه فيها عائلته وسكان قريته .
وجائزة لجنة التحكيم (70.000.00 درهم ) التي تحمل هذه السنة اسم الناقد السينمائي المصري سمير فريد ( 1943-2017) كانت من نصيب الشريط : ” فتوى” لمحمد بن محمود من تونس حول إبراهيم الناظور المهاجر بفرنسا العائد على وجه السرعة لبلده تونس لدفن ابنه الذي لقي حتفه اثر حادثة سير بدراجة نارية . المناسبة كانت لكشف ملابسات انتماء ابنه لخلية دينية متطرفة استطاع أعضائها التمكن منه بعد غسل دماغه وإقناعهم بأفكارهم التي صار واحدا من متبني هذا الاتجاه الديني المتشدد .
وجائزة الإخراج (50.000.00 درهم ) التي تحمل لأول مرة اسم السينمائي البوركينابي ادريسا ويدراغو (1954 – 2018 ) من نصيب شريط : “الحاصدات” لايتان كالوس من إفريقيا الجنوبية ملخص الشريط حول : المراهق ” جانو ” المطيع لوالديه، يقوم والديه بتبني طفل من أبناء الشارع ويطلبان من ابنهما جان وان يعامل هذا الطفل بمثابة أخيه .
و جائزة السيناريو ( 50.000.00 درهم ) من تصيب السيناريست كاسي شرون عن شريط : ” رأفة الغابة” لجويل كاريكيزي من رواندا حول احداث تعود الى سنة 1998 بالحدود الكونكولية الرواندية وتحديدا غابات الكونغو حيث تاه عنصري فيلق حربي من المشاة للقوات الرواندية، والمتكون من الرقيب كزافيي المتمرس عسكريا والجندي فاوستين المحدود الخبرة الميدانية . العسكريين سيجدان نفسيهما على أراضي العدو دون زاد أو ذخيرة لمواجهة العدو لمواجهة اخطار أدغال الغابة .
جائزة أول دور نسائي ( 40.000.00 درهم ) للمشخصة : خلود مروة بشريط : ” انديكو/ طفل النجوم ” لسلمى بركاش ، حول : الشابة نورة البالغة من العمر 13 سنة بعد الصدمة النفسية التي تعرضت لها تجد نفسها امام عرافة للهروب من وحشية أخيها المهدي . نورة تكتشف سوء تقديرها لمحيطها . جائزة احسن دور رجالي التي تحمل اسم محمد البسطاوي ( 1954-2014) ( 40.000.00 درهم )للمشخص : سامي بوعجيلة ، بشريط: “السعداء” لصافية بن جبار من الجزائر ، لموضوع تجري احداثه في (الجزائر)، وبعد انقضاء بضع سنوات عن العشرية السوداء للحرب ألأهلية يقرر سمير وامال الاحتفال بعيد زواجهما العشرين.و في طريقهما إلى ألمطعم يتذكر كلٌ منهما الجزائر كما عرفها:
تستحضر أمال تبدّد أحلامها في هذا ألبلد ويحاول سمير التأقلم والتعايش مع ألواقع وفي الوقت نفسه، يتيه ابنهما ”فهيم” وصديقاه رضا و”فريال” في مدينة بدأت تنغلق على نفسها .
إنها عائلة تنتمي طبقيا للبرجوازية الصغيرة يزعجها تنامي ( التطرف الديني ) وتخطط لإرسال أبنائها للدراسة في أوروبا وطبيبان خرجا من الحرب الأهلية بندوب في الروح ويهمهما إنقاذ مستقبلهما ألشخصي ، صراع شرس لأجيال ، وشبان ممزقون بين ألحشيش والهجرة، و تطبيع مع ألفساد ،ولكل خدمة ثمن ،والأداء نقدا أو على السرير.
جائزة ثاني دور نسائي ( 25.000.00 درهم ) من نصيب ألمشخصة لينا خودري بالشريط الجزائري ألسعداء لصافية بن جبار من الجزائر
جائزة ثاني دور رجالي ( 25.000.00 درهم ) من نصيب ألمشخص ستيفان باك بشريط: رأفة ألغابة لجويل كاريكيزي من رواندا .
فترأس لجنة تحكيم جائزة “دون كيشوط” فاطمة الفوراتي من جمعية النادي السينمائي بخريبكة التي تمنحها الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب
وعن نادي التواصل السينمائي ببرشيد احمد الكوال وعن النادي السينمائي بالقنيطرة إدريس اليعقوبي . اما الجائزة الكبرى
يرأسها السينمائي الكونكولي بالوفو باكوبا كاليندا،الذي ولد سنة 1957 في كينشاسا خريج جامعة بروكسيل تخصص علم الاجتماع والتاريخ والفلسفة درس السينما بفرنسا تخصص الاخراج وبالولايات المتحدة الامريكية . وقام بإخراج اول شريط سينمائي سنة 1991 عشر آلاف سنة من ألسينما وخلال الفترة الممتدة مابين 1991 و 2001 كان عضو لجنة دعم الاشرطة السينمائية القصيرة بالمركز الوطني للسينما بفرنسا وهو عضو مؤسس لجمعية السينمائيين والمنتجين الافارقة .
وفي العضوية السينمائية البوركينابية ابولينا طراوري و المشخصة المغربية بنشهيدة نفيسة و عمر صال سينمائي من السنغال والصحافية المغربية ياسمين بلماحي ومن انكولا السينمائي زيزي كامبا
و مهرجان السينما الافريقية بخريبكة ، يعتبر ثالث مهرجان للسينما الإفريقية قاريا ، حيث يعتبر من طرف كافة المشتغلين وصناع السينما بالقارة مناسبة للقاء والتواصل والتداول في قضايا السينما الإفريقية ومستجداتها قطريا وقاريا ودوليا .وقد تعتبر مهرجان خريبكة أهم محطة سينمائية اعطت الانطلاقة لعدد من الاسماء السينمائية في مجالات ومهن سينمائية : إخراجا ، وتصويرا، ونقدا سينمائيا …رغما عن ذلك ظل المهرجان يعاني ليحقق الاستمرارية منذ ولادته سنة 1977 ،ويصل للدورة الواحدة والعشرون بنفس طعم سنوات السبعينيات طعم ” الفكر النضالي ” . مهرجان ظل ولازال يصارع ليحقق دوراته الواحدة والعشرون باسترسال وبتقطع في انتظامية دوراته بموازاة مع الطواحن. وصناعه دائمي المراوغة للسهام والرماح … والموعد قادم في الدورة الثانية والعشرون لسنة 2019 وبنفس الصمود .
ثلاث عبد العزيز صالح