حضرت الفنانة النجمة إلهام شاهين الدورة المنصرمة لمهرجان خريبكة صحبة فيلم «يوم للستات» للمخرجة كاملة أبو ذكري ليس كبطلة للفيلم فقط بل كمنتجة له أيضا، وقد استغلت «سينفيليا» هذه الفرصة وأجرت معها الحوار التالي:
– أنتجتِ قبل هذا الفيلم أفلاما أخرى، لماذا اتجهت في السنوات الماضية للإنتاج السينمائي؟
اتجهتُ للإنتاج منذ عشر سنوات تقريبا، إذ اشتغلت في هذا الإطار مع مجدي أحمد علي في فيلم «خلطة فوزية» ومع محمد أبو سيف في فيلم «هز وسط البلد» ومع كاملة أبو ذكري في فيلم «يوم للستات»، وانتجتُ أيضا للتلفزيون مسلسل «نظرية الجوافة «مع المخرج مدحت السباعي رحمه الله، وحقيقة فقد أحسست أن السينما قد أعطتني كل شيء جميل في حياتي، وقد أتى وقت كان علي أن أرُدَّ لها الجميل، إذ علينا أنقف نحن السينمائيون
بجانبها. إذ مَرَّت فترة كان كل ما يُعرض في الصالات السينمائية في مصر عبارة عن أفلام كوميدية أو أفلام حركة فقط وهي من النوعية التجارية التي يُقبل عليها الشباب والجمهور الكبير للسينما، لكن في المقابل لابد أن تكون هنالك سينما جادة ومحترمة سينما ليست استهلاكية وللتجارة فقط تمثل إسم مصر وتُشرفنا في الوطن العربي وتُعرض في كل مكان ونكون سعداء بها. السينما فن وصناعة وتجارة وليست تجارة فقط، ولهذا فأنا أنتجت لأَرُدَّ الجميل وحتى لو كانت الأفلام التي سأنتجها لن تجلب إيرادات كبيرة لكن هدفي هو أن أساهم في صناعة فن محترم وله قيمة فنية ويكون مشرفا لنا ولاسم السينما المصرية.
– أنتِ أحييت مسألة الإنتاج التي كان يقوم بها الفنانون المصريون قديما ثم انقطع هذا الأمر منذ مدة، فهل دخولكِ ميدان الإنتاج كما كان يفعل الفنانون المصريون سابقا عائد للأزمة التي شهدتها السينما المصرية مؤخرا؟
ليست هنالك أزمة الآن وهنالك أفلام كثيرة تنتج حاليا، لكني أبحث عن نوعية خاصة لا يُقبل عليها المنتج التاجر الذي يريد فقط أن يُشَغِّلَ أمواله في السينما ليكسب أكثر، أما المنتج الفنان فالمكسب الأدبي عنده أهم بكثير من المكسب المادي، وهذا حدث طوال تاريخ السينما المصرية، فكثير من نجومنا الكبار أنتجوا، الفنان نور الشريف، الفنان محمود ياسين، الفنان فريد شوقي، الأستاذة مديحة يسري وكثيرون غيرهم من الفنانين والفنانات دخلوا ميدان الإنتاج وكانت كل الأفلام التي أنتجوها ذات قيمة جيدة جدا ولم يكن الهدف الأساسي منها هو التجارة، وهذا دور الفنان فكما تُعطيه السينما يجب أن يرد لها الجميل بدوره.
– ربما هذه المرة الثانية أو الثالثة التي تشتغلين فيها مع المخرجة كاملة أبو ذكري وشكلتما ثنائيا جميلا، هل يمكن لكِ أن تحدثيني عن العلاقة الفنية التي تجمعكما وتجعلكما تعيدان الاشتغال مع بعضكما؟
كاملة صديقة عزيزة ويمكنني الجزم أنها أهم مخرجة في مصر من جيلها، وأنا عموما أكون سعيدة وأنا أشتغل مع النساء لأني أحس أن لهن ضمير حي في عملهن ولديهن إبداع خاص وإحساس عال وحتى في توجيهاتهن للممثلين هنالك إحساس زائد. وفيلمنا هذا «يوم للستات» يُلفت الأنظار في كل المهرجانات التي يشارك فيها
خصوصا في أداء الممثلين ودائما يحصل الممثلون فيه على جوائز وهذا راجع للتوجيه والإدارة الجيدين للمخرجة كاملة أبو ذكري فهي فنانة حساسة جدا وواعية ومتمكنة من أدواتها، وأنا سعيدة للاشتغال معها مرة أخرى وربطتني بها صداقة جميلة ونحن نُترجم هذه الصداقة في أعمالنا معا.
– كيف تُقيِّمين مستوى السينما المصرية الآن مقارنة بالازدهار الذي كانت عليه، وهل تظنِّين أنها ستعود كما كانت في الماضي؟
ستعود إن شاء الله إذ أخذنا نشاهد مؤخرا كثيرا من الأفلام القوية، أفلام تشارك في مهرجانات وتحصل على جوائز، نعم لقد مررنا بفترات سياسة صعبة لم نكن نجد أثناءها فيلما نُرسله لمهرجان سينمائي، لكن الآن نجد أكثر من فيلم مصري مهم وجيد فنيا إذ في كل مهرجان سينمائي تجد خمسة إلى ستة أفلام جيدة مرشحة لتشارك فيه ليختاروا من بينهم الفيلم الذي يناسبهم. نعم هنالك عودة قوية بجيل من الشباب جد متميزين في الإخراج وفي الصورة وفي الأداء التمثيلي ومتطورين في كل شيء ومُلِمِّين بالتكنولوجيا الحديثة في السينما.
حاورها عبد الكريم واكريم