حوارات Archives - موقع سينفيليا https://cine-philia.com/category/حوارات/ cinephilia,سينفيليا مجلة سينمائية إلكترونية تهتم بشؤون السينما المغربية والعربية والعالمية Mon, 11 Dec 2023 10:14:41 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.4.4 https://cine-philia.com/wp-content/uploads/2018/03/cropped-cinephilia2-1-32x32.png حوارات Archives - موقع سينفيليا https://cine-philia.com/category/حوارات/ 32 32 حوار مع الفنانة السعودية سامية الشولي https://cine-philia.com/2023/12/10/%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b6%d9%88%d8%a1-%d9%85%d9%87%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%b1%d8%a7%d9%83%d8%b4-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a-%d9%84%d9%84%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d8%ad%d9%88%d8%a7/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d8%25b9%25d9%2584%25d9%2589-%25d8%25b6%25d9%2588%25d8%25a1-%25d9%2585%25d9%2587%25d8%25b1%25d8%25ac%25d8%25a7%25d9%2586-%25d9%2585%25d8%25b1%25d8%25a7%25d9%2583%25d8%25b4-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25af%25d9%2588%25d9%2584%25d9%258a-%25d9%2584%25d9%2584%25d9%2581%25d9%258a%25d9%2584%25d9%2585-%25d8%25ad%25d9%2588%25d8%25a7 https://cine-philia.com/2023/12/10/%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b6%d9%88%d8%a1-%d9%85%d9%87%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%b1%d8%a7%d9%83%d8%b4-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a-%d9%84%d9%84%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d8%ad%d9%88%d8%a7/#respond Sun, 10 Dec 2023 19:31:58 +0000 https://cine-philia.com/?p=9611 الفنانة السعودية سامية الشولي الطبيبة و الباحثة، أكملت دراستها في جامعة كنجز كولج لندن وتدريبها الإكلينيكي في مستشفى كنجز كولج لندن بتخصص المناعة والحساسية. و هي حاصلة على الدكتوراه في ذات التخصص وأيضاً حاصلة على ماجستير في الدبلوماسية تخصص دبلوماسية الطب والعلوم من بريطانيا. كما أنها فنانة تشكيلية لديها واحد و اربعين عمل فني منها...

The post حوار مع الفنانة السعودية سامية الشولي appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
الفنانة السعودية سامية الشولي الطبيبة و الباحثة، أكملت دراستها في جامعة كنجز كولج لندن وتدريبها الإكلينيكي في مستشفى كنجز كولج لندن بتخصص المناعة والحساسية. و هي حاصلة على الدكتوراه في ذات التخصص وأيضاً حاصلة على ماجستير في الدبلوماسية تخصص دبلوماسية الطب والعلوم من بريطانيا.

كما أنها فنانة تشكيلية لديها واحد و اربعين عمل فني منها (أرواح عابرة ، المخفي ، الضجيج ، لحن الحياة ،…. ) و نظمت الفنانة سامية الشولي ثلاث معارض فنية اثنان في لندن ( زهر اللوز – أرواح عابرة ) ومعرض فني في امستردام ( الأنا).

و هي عازفة بيانو و مخرجة لفيلمين قصيرين ( فيلم القهقهة و فيلم عيد الميلاد ) وكاتبة مسرحية محمد وعيسى، ولها عدة مؤلفات و أربعة و ثلاثين قصيدة شعرية.

و لتسليط الضوء على هاته الفنانة كان الحوار التالي :

كيف استطعت المزاوجة بين الطب و الفن ؟

كطبيبة وفنانة بالنسبة لي الطب هو مهنة انسانية بينما الفنون الأخرى التي أمارسها كالفن التشكيلي والعزف على البيانو والكتابة وصناعة الأفلام القصيرة هي مجرد هوايات أذهب بها لعالمي الخاص.

الطب والفن هما مزيجان من التشابه والإختلاف وفي نفس الوقت هما مكملان لبعضهما البعض. فالطب هو شفاء الجسد والفن هو فلسفة الروح وكلاهما علم وفن.

ماهي مشاريعك الفنية المستقبلية ؟

أعمل حالياً على تجهيزات تصوير وإخراج الفيلم القصير ( غيوم مرتبكة ) وتأليف السيمفونية الموسيقية الخاصة بها.

كيف ترين انفتاح المملكة العربية السعودية على الفن و استقطاب اسماء بارزة في مجال الفن و الثقافة و دور هذا الانفتاح في المساهمة في التنمية السياحية على المدى المتوسط و البعيد ؟

المملكة العربية السعودية اليوم تُعتبر هي مركز النهضة والتطور والثقافة والفنون بحيث تتوجه لها الأنظار من مختلف أنحاء العالم وخاصة بعد إطلاق سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله رؤية 2030 والتي تسعى لتوفير الرفاهية والإزدهار للمواطن السعودي وهي أيضاً رؤية داعمة للنهضة الفنية بمختلف مجالاتها والتي من خلالها يقوم الفنان السعودي خلال لغة الفن والإبداع الإتصال بالعالم الخارجي وذلك عن طريق نقل ثقافته وبيئته .
اليوم عندما نتحدث عن المملكة العربية السعودية فنحن نتحدث عن مسيرة وطن لاتتوقف من الإنجازات العظيمة في شتى المجالات وعن دولة شامخة في عنان السماء.

 

حوار – عادل الحصار
صور – أحمد منديلي

The post حوار مع الفنانة السعودية سامية الشولي appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2023/12/10/%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b6%d9%88%d8%a1-%d9%85%d9%87%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%b1%d8%a7%d9%83%d8%b4-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a-%d9%84%d9%84%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d8%ad%d9%88%d8%a7/feed/ 0
المخرج التونسي يوسف الشابي: التركيز في أعمالي على ماهو سياسي مبالغ فيه https://cine-philia.com/2023/02/20/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%88%d9%86%d8%b3%d9%8a-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%a7%d8%a8%d9%8a-%d9%84%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%2585%25d8%25ae%25d8%25b1%25d8%25ac-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25aa%25d9%2588%25d9%2586%25d8%25b3%25d9%258a-%25d9%258a%25d9%2588%25d8%25b3%25d9%2581-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25b4%25d8%25a7%25d8%25a8%25d9%258a-%25d9%2584%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25b4%25d8%25b1%25d9%2582-%25d8%25a7 https://cine-philia.com/2023/02/20/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%88%d9%86%d8%b3%d9%8a-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%a7%d8%a8%d9%8a-%d9%84%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7/#respond Mon, 20 Feb 2023 11:18:04 +0000 https://cine-philia.com/?p=8999 *عبد الكريم واكريم قبل إنجاز فيلمه الروائي الطويل الأول “أشكال” ( 2022 ) أخرج المخرج التونسي يوسف الشابي فيلمين قصيرين هما “نحو الشمال” و”الأعماق” ، ثم شارك سنة 2012 في إخراج فيلم “بابل”، الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم بالمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بمارسيليا.  شارك الشابي بمشروع فيلمه “أشكال” في “ورشات الأطلس” سنة 2019 بمهرجان مراكش...

The post المخرج التونسي يوسف الشابي: التركيز في أعمالي على ماهو سياسي مبالغ فيه appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
*عبد الكريم واكريم

قبل إنجاز فيلمه الروائي الطويل الأول “أشكال” ( 2022 ) أخرج المخرج التونسي يوسف الشابي فيلمين قصيرين هما “نحو الشمال” و”الأعماق” ، ثم شارك سنة 2012 في إخراج فيلم “بابل”، الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم بالمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بمارسيليا.

 شارك الشابي بمشروع فيلمه “أشكال” في “ورشات الأطلس” سنة 2019 بمهرجان مراكش واستفاد من دعمها، واختير الفيلم للمشاركة في مسابقة “أسبوع النقاد” بمهرجان كان السينمائي وفي المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش السينمائي في دورته 19.

تدور أحداث فيلم “أشكال” في إحدى العمارات الكبيرة بحي حدائق قرطاج التي أنشأها النظام السابق في تونس ولم يتم الإنتهاء من عملية البناء فيها نظرا لقيام الثورة، بحيث يكتشف عنصران من الشرطة هما فاطمة و”بطل” جثة متفحمة في هذا البنيان الغير مكتمل مع بداية استئناف عملية البناء فيه مجددا، وهكذا يشرع المحققان في الغوص والبحث عن مجريات هذه القضية.

لقطة من فيلم “أشكال”

 

المكان كشخصية

عن اختياره لهذا المكان كشخصية رئيسية يقول الشابي ل”سينفيليا” أنه ومنذ بدأ التفكيرَ في إنجاز فيلمه هذا تحقَّق أنه هو الذي سيشجعه على البدء في التصوير، إذ وكأنه وجد مدينة يمكن لها أن تستوعب مايدور في ذهنه، خصوصا أن الناس في تونس لم يكونوا معتادين على مثل تلك المُركَّبَات السكنية بذلك الحجم، إذ أن النظام السابق حاول صناعة مدينة حديثة ومُؤمَّنَة وغنية يستفيد منها من كانوا قريبين منه ويدورون في دائرته، لكن لم يتم إنهاؤها بسبب الثورة التونسية، هذا إضافة لعامل النار التي أشعلت الثورة في تلك المدينة لتصير على ما هي عليه بعد ذلك، وهكذا تكاثفت هذه العوامل و”فهمتُ أنني أستطيع أن أنجز فيلما يُعنَى ويهتَم بالأمور التي تُحَسُّ أكثر من تلك التي تقبل تفسيرا عقلانيا”.

العنوان كعتبة

بخصوص العنوان وعلاقته بما يدور في الفيلم يقول يوسف الشابي ل”سينفيليا” “صحيح أنه حينما نفكر في العنوان لوحده تذهب بنا أذهاننا إلى مجال الهندسة المعمارية ومِعمار تلك المدينة، لكن بالنسبة لي التركيبة الهندسية يمكن أن تكون في جسم، في وجه، في صورة أو في شيء خفي وغير قابل للإدراك، ولهذا فكلما تعمَّقَت الشخصيتان الرئيسيتان في تحقيقهما البوليسي إلا ووقع نوع من  التماهي، إذ أن شخصية المحققة فاطمة تصل بالتدريج لنوع من النشوة والجنون”.

رؤية روحانية

بخصوص انطلاق فيلم “هلاوس” في البداية من منطلقات ورؤية واقعية ليغوص بالمُشَاهد بدون استعجال وبالتدريج في عوالم سوريالية، يحضر الحديث عن مسألة الإيقاع الفيلمي التي تصير جد مهمة لضبط السرد  إبتداء من كتابة السيناريو ثم في التصوير وانتهاء بالكتابة النهائية عبر المونطاج، يؤكد الشابي ل”سينفيليا” أن الصور التي اختار كي يشتغل  عليها في الفيلم منذ البداية يمكن أن تكون لها قراءات مختلفة، فمن أول الفيلم رغم أننا نشاهد أحداثا واقعية لكن تتضمن أمورا لم نتعود عليها في الواقع، إذ أن الذي يشعل النار في نفسه احتجاجا يفعل ذلك في ساحات عامة وأمام أنظار الناس “لكن أنا اخترت أن أجعل منذ البداية هذا الأمر يتم في مكان معزول وبعيد عن الأنظار، ومن هنا  أردت أن ألفت الإنتباه إلى أن هنالك شيئا غير معتاد يحدث، وهكذا وبالتدريج يمكن قراءة فعل إحراق الناس لأنفسهم ليس فقط من الناحيتين الإجتماعية والسياسية بل أيضا انطلاقا من رؤية روحانية وغيبية، ولهذا هنالك ذلك التدرج في طبقات الفيلم التي تَتَبدَّى وتظهر بالتدريج كلما تقدمنا في مشاهدته”.

عدم يقين

يحتوي فيلم “أشكال” على نقد سياسي واجتماعي، لكنه ليس مباشرا إذ غَلَّفَ الشابي ذلك النقد بأسلوب فني وجمالي قد يذكرنا بفيلم “هلاوس”  لمواطنه المخرج علاء الدين سليم، بحيث تتشابه عوالم وأسلوب الفيلمين، هذا الفيلم الأخير الذي فاز بجائزة الإخراج بمهرجان مراكش السينمائي سنة 2019 . انطلاقا من هذا التشابه سألت “سينفيليا” الشابي هل بالإمكان الحديث الآن عن تيار شاب في السينما التونسية  يجد نفسه من ضمنه، أم هي مجرد مصادفة أن تتشابه الإختيارات والرُّؤَى الجمالية والفنية لمخرجين من نفس الجيل. فأجاب أنه وعلاء الدين سليم يعرفان بعضهما جيدا، واشتغلا مع بعض في فيلم “بابيلون”، إضافة لمخرج تونسي آخر هو إسماعيل الشابي، مضيفا “لكن بعد ذلك لست أدري هل يمكن مقارنة أفلامنا ببعضها، فالمتشابه بالنسبة لي بين فيلمي وفيلمه هو الإهتمام بشكل كبير ومُفكَّر فيه بالمكان الذي نصوره وبالأجواء التي يعطيها لنا ويمَكِّنُنَا منها، وبالتالي إدخال الشخصيات في هذه الأجواء، حتى أننا في البداية لانكون مُتيقِّنين  تماما من كل ماسنصوره”. مؤكدا أن هناك الآن في السينما التونسية استكشافا للخيال، وهذا أمر جد مهم بالنسبة له، مضيفا أن “حتى أن التركيز في أعمالنا على ماهو سياسي يظهر لي مبالغا فيه مقارنة بهذا الجانب الذي ذكرته”.

مرجعيات فنية

حول مرجعياته الفنية والسينمائية والتي يجد نفسه متأثرا بها وتحضر في أعماله يقول يوسف الشابي ل”سينفيليا” “أول شيء تأثرت به هي الموسيقى والتصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي، ثم الإشتغال على المَدِينَة والمَدَنِيَّة ومعنى ذلك، وسينمائيا أحب السينما اليابانية، وعموما كل تلك الأفلام التي لاتُعطي للمشاهد كل شيء ولاتشرح له، بقدر ما تدع له مجالا للإستكشاف  والمشاركة”.

The post المخرج التونسي يوسف الشابي: التركيز في أعمالي على ماهو سياسي مبالغ فيه appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2023/02/20/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%88%d9%86%d8%b3%d9%8a-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%a7%d8%a8%d9%8a-%d9%84%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7/feed/ 0
حمادي كيروم يقدم مهرجانه الجديد https://cine-philia.com/2021/01/25/%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d9%83%d9%8a%d8%b1%d9%88%d9%85-%d9%8a%d9%82%d8%af%d9%85-%d9%85%d9%87%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d8%25ad%25d9%2585%25d8%25a7%25d8%25af%25d9%258a-%25d9%2583%25d9%258a%25d8%25b1%25d9%2588%25d9%2585-%25d9%258a%25d9%2582%25d8%25af%25d9%2585-%25d9%2585%25d9%2587%25d8%25b1%25d8%25ac%25d8%25a7%25d9%2586%25d9%2587-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25ac%25d8%25af%25d9%258a%25d8%25af https://cine-philia.com/2021/01/25/%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d9%83%d9%8a%d8%b1%d9%88%d9%85-%d9%8a%d9%82%d8%af%d9%85-%d9%85%d9%87%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af/#respond Mon, 25 Jan 2021 14:02:57 +0000 https://cine-philia.com/?p=6357 تنطلق يوم الأربعاء 27 يناير الجاري الدورة الأولى التأسيسية لمهرجان سينمائي جديد يحمل عنوان “المهرجان الدولي للسينما المستقلة بالدار البيضاء”، وبما أن هذه الدورة الأولى ستكون رقمية توجه المشرف عليها إلى جمهورها المفترض، عبر فيديو قصير مدته لا تتجاوز دقيقتين، بكلمة ترحيبية أجاب من خلالها على سؤالين أساسيين هما: لماذا السينما المستقلة؟ ولماذا الدار البيضاء؟...

The post حمادي كيروم يقدم مهرجانه الجديد appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
تنطلق يوم الأربعاء 27 يناير الجاري الدورة الأولى التأسيسية لمهرجان سينمائي جديد يحمل عنوان “المهرجان الدولي للسينما المستقلة بالدار البيضاء”، وبما أن هذه الدورة الأولى ستكون رقمية توجه المشرف عليها إلى جمهورها المفترض، عبر فيديو قصير مدته لا تتجاوز دقيقتين، بكلمة ترحيبية أجاب من خلالها على سؤالين أساسيين هما: لماذا السينما المستقلة؟ ولماذا الدار البيضاء؟

لنستمع إلى الدكتور حمادي كيروم رئيس هذا المهرجان الجديد:

لماذا السينما المستقلة؟

أظن أنه حان الوقت لكي نعيد للسينما حقها الذي اغتصبه القرن العشرون وهو أن السينما خلقت لكي تكون فنا ولكي تفكر ولكي تدفع الناس إلى الحلم، لكنها الآن أصبحت شيئا آخر.. أصبحت واقعة بين رأس المال وبين التجارة.. ونحن عندما نقول السينما المستقلة معناها أنها تستقل أولا عن هذه العقبات التي تصادفها فيما يخص الإنتاج، خصوصا وأن آلات الكاميرا أصبحت خفيفة وأصبح ممكنا التوفر عليها وتعلم استخدامها كذلك، كما أصبح بإمكان كل شاب أن يحلم بأنه سيصبح مخرجا أو على الأقل سيعبر عن نفسه بواسطة الآلة. إذن مهرجان السينما المستقلة أحدث من أجل أن نوفر للشباب هذه الإمكانية لتحقيق هذا الحلم.. إضافة إلى اللقاء بكثير من المخرجين من العالم.. لنحلم جميعا بخلق مهرجان تستحقه هذه المدينة التي هي الدار البيضاء.

لماذا الدار البيضاء؟

لأنني أعتبرها أيقونة المعاصرة والحداثة بالنسبة للمغرب وأعتبر أن الكثير من الناس يأتون إلى الدار البيضاء ليتعلموا ما معنى المعاصرة والحداثة وما معنى الدخول في العصر الجديد، والدار البيضاء أيضا بها الكثير من الجامعات والمؤسسات التعليمية التي تدرس بها مواد السمعي البصري والسينما.. لهذا نرى أنه من حق هؤلاء الطلبة أن يجتمعوا مع بعضهم البعض وأن يطرحوا أسئلة عن بعضهم البعض وأن يتعلموا من بعضهم البعض وأن يلتقوا كذلك بكل المخرجين العالميين وبالمفكرين والموسيقيين وكتاب السيناريو وغيرهم… من أجل هذا كله أطلقنا المهرجان الدولي للسينما المستقلة.. فمرحبا بكم معنا في هذه الأيام.

أحمد سيجلماسي

رابط الفيديو على اليوتوب:

https://www.youtube.com/watch?v=xCcl1B15iZ4&feature=share&fbclid=IwAR36TX2W4I_uccjhkoe46U3rdIv2JG-_zbv1b5Sx0dHi-_BIBUVtOTE0jxw

أحمد سيجلماسي

 

 

The post حمادي كيروم يقدم مهرجانه الجديد appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2021/01/25/%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d9%83%d9%8a%d8%b1%d9%88%d9%85-%d9%8a%d9%82%d8%af%d9%85-%d9%85%d9%87%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af/feed/ 0
المخرج طارق الإدريسي: نشهد حاليا اختلاطا بين الأجناس الفيلمية https://cine-philia.com/2020/08/14/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d8%b7%d8%a7%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%af%d8%b1%d9%8a%d8%b3%d9%8a-%d9%86%d8%b4%d9%87%d8%af-%d8%ad%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d8%ae%d8%aa%d9%84%d8%a7/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%2585%25d8%25ae%25d8%25b1%25d8%25ac-%25d8%25b7%25d8%25a7%25d8%25b1%25d9%2582-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25a5%25d8%25af%25d8%25b1%25d9%258a%25d8%25b3%25d9%258a-%25d9%2586%25d8%25b4%25d9%2587%25d8%25af-%25d8%25ad%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%258a%25d8%25a7-%25d8%25a7%25d8%25ae%25d8%25aa%25d9%2584%25d8%25a7 https://cine-philia.com/2020/08/14/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d8%b7%d8%a7%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%af%d8%b1%d9%8a%d8%b3%d9%8a-%d9%86%d8%b4%d9%87%d8%af-%d8%ad%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d8%ae%d8%aa%d9%84%d8%a7/#respond Fri, 14 Aug 2020 12:21:06 +0000 https://cine-philia.com/?p=5508 يعتبر ابن الحسيمة طارق الإدريسي، المتخرج من مدرسة السينما “ميتروبوليس” بمدريد، من الوجوه السينمائية الشابة التي أغنت السينما المغربية عموما والتجربة الريفية بشكل خاص بأفلام وثائقية أثارت ولا تزال نقاشا مثمرا في أوساط المتتبعين والمهتمين. من بين هذه الأفلام نذكر العنوانين التاليين: “الريف 58- 59″ و”رحلة خديجة”. فيما يلي حوار مع المخرج طارق حول هذا...

The post المخرج طارق الإدريسي: نشهد حاليا اختلاطا بين الأجناس الفيلمية appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
يعتبر ابن الحسيمة طارق الإدريسي، المتخرج من مدرسة السينما “ميتروبوليس” بمدريد، من الوجوه السينمائية الشابة التي أغنت السينما المغربية عموما والتجربة الريفية بشكل خاص بأفلام وثائقية أثارت ولا تزال نقاشا مثمرا في أوساط المتتبعين والمهتمين. من بين هذه الأفلام نذكر العنوانين التاليين: “الريف 58- 59″ و”رحلة خديجة”.
فيما يلي حوار مع المخرج طارق حول هذا الفيلم الأخير، بمناسبة عرضه إلكترونيا من طرف المركز السينمائي المغربي من 11 إلى 18 غشت الجاري:

خديجة المرابط، شخصية الفيلم الرئيسية، امرأة شجاعة ومستقلة بذاتها، ولدت وترعرعت بهولاندا، هل رحلتها إلى المغرب، بمبادرة منها، للتصالح مع ماضيها وإعادة اكتشاف جذورها الريفية، بعد قطيعة دامت 20 سنة، يمكن اعتباره رهانا لمخرج الفيلم وكاتب سيناريوه على جيل الشباب المتفتح من أجل المساهمة في تغيير العقليات داخل المجتمع الريفي المحافظ؟
أنا لا أعتبر نفسي أحسن من الآخرين أو أكثر تفتحا منهم، أعني أصحاب العقليات المحافظة، وإنما أنا فقط عندي فكرة أو صاحب رؤية أدافع عنها.. الأهم بالنسبة لي هو أن يفتح الفيلم نقاشا بعد مشاهدته، فالشيء كلما ناقشناه وتحدثنا فيه كلما أصبح عاديا.. هذا هو الهدف.

كيف اهتديت إلى خديجة المرابط للمشاركة في الفيلم؟
فكرتنا كانت واضحة منذ البداية، أنا والسيناريست عبد القادر بنعلي، وهو بالمناسبة كاتب مغربي هولاندي، وهي البحث عن شابة مغربية مقيمة بهولاندا ومرافقتها في رحلة من هناك إلى المغرب.
ذات يوم عندما عرضت فيلمي “الريف 58- 59” بهولاندا بحضور عبد القادر بنعلي، كانت خديجة المرابط من بين الجمهور الذي شاهده، وأثناء مناقشة الفيلم أخذت خديجة الميكروفون وطرحت سؤالا. بعد انتهاء جلسة المناقشة تكونت لدينا، أنا وعبد القادر، نفس الفكرة وهي أن هذه الشابة هي من ستكون بطلة الفيلم.

من بين المشاهد القوية في الفيلم لقاءات خديجة مع أفراد عائلتها (العم، الجدة،…) بقرية بني شيكر، خصوصا لحظتي القدوم والمغادرة، فهذه المشاهد كانت عفوية وتقطر حرارة إنسانية، كيف تم تصويرها لتكون بهذه الدرجة الكبيرة من الصدق والتلقائية؟
عندما وصلنا إلى الناضور أخبرتنا خديجة بأننا لا نستطيع التصوير مباشرة بدار جدتها، وذلك لأنها لم تزرها منذ عشرين سنة، وطلبت منا الانتظار يوما أو إثنين قبل الذهاب إلى هناك. قلت لها: لماذا لا نصورك في القرية وأنت تسألين كبار السن عن جدتك الراحلة ماما علال؟ فوافقت وانطلق التصوير، وفجأة ظهر عمها ورحب بنا، وكل ما جاء من مشاهد بعد ذلك كان عفويا.

البعدان الوثائقي والروائي متداخلان في الفيلم، إلى أي حد تؤمن كمخرج بالفصل بين الروائي والوثائقي في العمل السينمائي؟
شكرا على هذا السؤال، فهو معقد وسهل في نفس الوقت. ما أومن به هو أن الشخص عندما تكون لديه فكرة ويرغب في إيصالها إلى الآخرين فكل الوسائل ممكنة. أنا أصلا لا يعجبني الفصل بين الأجناس وإطلاق تسميات “روائي” أو”وثائقي” أو “وثائقي- روائي” على الأفلام. حاليا نشهد اختلاطا وامتزاجا بين الأجناس الفيلمية، فهناك أفلام روائية مصنوعة بطريقة وثائقية وأفلام وثائقية مصنوعة بطريقة روائية.

الفيلم من إنتاجك بمساهمة مؤسسات هولاندية (وزارة الخارجية مثلا) ومغربية (قناة دوزيم وجمعية الريف لحقوق الإنسان)…، كم استغرقت مدة تصويره بهولاندا والمغرب؟
صورنا الفيلم في 18 يوما، أسبوع بهولاندا والباقي بالمغرب، ورجعنا بعد ستة أشهر لتصوير لقطة كانت تنقصنا. بشكل عام استغرق إنجاز الفيلم سنة ونصف تقريبا.
هناك تنوع في المشاهد، إلا أن بعضها كان أقرب إلى الروبورتاج، أقصد المشاهد التي كانت تستجوب من خلالها خديجة بعض النساء والرجال في السوق والمقهى وغيرهما من الفضاءات العمومية حول مواضيع الإرث وعمل المرأة خارج البيت ونظرة الرجل للمرأة…، هل من مبرر لذلك؟
أظن أن هذا السؤال مشابه للسؤال الرابع. أنا شخصيا ليست لدي عقدة الروبورتاج أو الروائي أو التحريك أو الأخبار… فكل هذه الأمور متشابهة.. أنا أعتبر هذه التصنيفات مجرد وسائل للإشتغال بغية التعبير عن الأفكار.
الفيلم بشكل عام ثرثار من بدايته إلى نهايته، يطغى فيه الحوار والنقاش والصوت الخارجي على باقي عناصر التعبير الأخرى: النقاش بين خديجة وعمها حول الشريعة الإسلامية وواقع الحياة المعاصرة، نقاشها مع ثلة من الشابات الريفيات المتعلمات حول علاقة الرجل بالمرأة ونظرة كل منهما للآخر داخل المجتمع الريفي بين الأمس واليوم… ألم تكن هناك إمكانية للتخفيف من هيمنة الحوار عن طريق فواصل موسيقية، مثلا، أو لقطات صامتة أو غير ذلك؟
هناك مقاطع فيها موسيقى وصورة.. في بداية الفيلم.. عندما وصلت خديجة إلى الناضور وعندما دخلت دار جدتها بحيث لم يكن هناك حوار.

شكلت الجدة الراحلة ماما علال قدوة أو مثلا أعلى للحفيدة خديجة، بكثرة ما سمعت عن شجاعتها وكفاحها من أجل تربية أبنائها الخمسة، خصوصا بعد موت زوجها، فهل الرغبة في التعرف أكثر على خصال هذه الجدة وشخصيتها القوية هي الدافع الأساسي الذي حملها على المجيء إلى الريف بعد موت والدها بحوالي نصف سنة؟ ألا تفكر مستقبلا في الاشتغال على سيرة هذه الجدة في عمل آخر؟
صراحة فكرنا في إنجاز جزء ثاني من الفيلم، وقد تحدثنا في الأمر أنا وخديجة وعبد القادر، لكن المسألة لا تزال مجرد فكرة. لا أعرف بالضبط إن كنا سنخرجها يوما ما في فيلم وثائقي جديد، على أية حال فمادة كتابة الفيلم متوفرة.

يمتاز فيلمك بتصويره الجميل لفضاءات متنوعة وتركيزه على الوجوه في لقطات مقربة أثناء النقاش، كما يمتاز بإيقاعه المتوازن بفضل المونطاج المحكم، الشيء الذي يجعل المتلقي لا يشعر بالملل. ما أثارني في النهاية هو إقدام خديجة على سياقة الطاكسي الكبير الذي يحملها إلى المطار، ونقل بعض الركاب أثناء الطريق، رغبة منها في تكسير عادة احتكار الرجال لهذه المهنة. هل يمكن القول أن معركتها من أجل المساواة بين الرجال والنساء في منطقة الريف قد انطلقت بهذا الفعل وفعلين سابقين تمثلا في قيادتها لدراجة نارية من الحجم الكبير وممارسة الملاكمة مع عمها في نادي رياضي خاص بالرجال؟
ما قلته صحيح.. اللقطة الأخيرة كان لها بعد رمزي مفاده أن الفتاة المغربية يمكنها هي الأخرى أن تقود طاكسي ركابه رجال، كما هو الأمر في هولاندا.

ماذا عن جديدك السينمائي؟
انتهيت مؤخرا من إنجاز أول أفلامي الروائية الطويلة، وكنا بصدد الاستعداد لتوزيعه إلا أن جائحة كورونا حالت دون ذلك. نحن نفكر حاليا في استراتيجية لتوزيعه إذا سمحت الظروف بذلك.
“إيقاعات تامزغا” هو عنوان هذا الفيلم بالعربية، ويحكي قصة موسيقيين من منطقة الريف يجوبون كل أقطار شمال إفريقيا ومالي بحثا عن نغم أو إيقاع أمازيغي أصيل. وقد صورت مشاهد هذا الفيلم، الذي يشخص دوره الرئيسي طارق فريح، بكل من المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر ومالي وجزر الكناري.

 

أجرى الحوار: أحمد سيجلماسي.

The post المخرج طارق الإدريسي: نشهد حاليا اختلاطا بين الأجناس الفيلمية appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2020/08/14/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d8%b7%d8%a7%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%af%d8%b1%d9%8a%d8%b3%d9%8a-%d9%86%d8%b4%d9%87%d8%af-%d8%ad%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d8%ae%d8%aa%d9%84%d8%a7/feed/ 0
 المخرج محمد الشريف الطريبق: لا توجد حدود بين الفيلم الروائي والفيلم الوثائقي. https://cine-philia.com/2020/08/07/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%a8%d9%82-%d9%84%d8%a7-%d8%aa%d9%88%d8%ac%d8%af-%d8%ad/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%2585%25d8%25ae%25d8%25b1%25d8%25ac-%25d9%2585%25d8%25ad%25d9%2585%25d8%25af-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25b4%25d8%25b1%25d9%258a%25d9%2581-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25b7%25d8%25b1%25d9%258a%25d8%25a8%25d9%2582-%25d9%2584%25d8%25a7-%25d8%25aa%25d9%2588%25d8%25ac%25d8%25af-%25d8%25ad https://cine-philia.com/2020/08/07/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%a8%d9%82-%d9%84%d8%a7-%d8%aa%d9%88%d8%ac%d8%af-%d8%ad/#respond Fri, 07 Aug 2020 15:05:26 +0000 https://cine-philia.com/?p=5461 محمد الشريف الطريبق مخرج سينمائي وتلفزيوني من مواليد العرائش سنة 1971، تربى في أحضان حركة الأندية السينمائية بالمغرب واستفاد من تدريب سينمائي في “الفيميس” (Fémis) بباريس . تتكون فيلموغرافيته من ثلاثة أفلام سينمائية طويلة هي تباعا: “زمن الرفاق” (2008) و”أفراح صغيرة” (2015) و”مجمع لحباب” (2019)، وأفلام تلفزيونية (وتسقط الخيل تباعا، ثمن الرحيل، غزل الوقت، باب...

The post  المخرج محمد الشريف الطريبق: لا توجد حدود بين الفيلم الروائي والفيلم الوثائقي. appeared first on موقع سينفيليا.

]]>

محمد الشريف الطريبق مخرج سينمائي وتلفزيوني من مواليد العرائش سنة 1971، تربى في أحضان حركة الأندية السينمائية بالمغرب واستفاد من تدريب سينمائي في “الفيميس” (Fémis) بباريس .

تتكون فيلموغرافيته من ثلاثة أفلام سينمائية طويلة هي تباعا: “زمن الرفاق” (2008) و”أفراح صغيرة” (2015) و”مجمع لحباب” (2019)، وأفلام تلفزيونية (وتسقط الخيل تباعا، ثمن الرحيل، غزل الوقت، باب المدينة) وسلسلة “مرجانة” (2020)، ومجموعة من الأفلام السينمائية القصيرة (نسيمة، بالكون أطلانتيكو، 30 سنة، موال، افتراض، فيلم وثائقي حول “أفراح صغيرة”) .

صدر له سنة 2017، ضمن منشورات جمعية النادي السينمائي سيدي قاسم، كتاب بعنوان “لغة السينما .. من الإبهار إلى شاعرية التقشف”، وهو عبارة عن مقالات نقدية سبق له نشرها بجريدة ” الإتحاد الإشتراكي “.

نستضيفه في هذا الحوار، بمناسبة عرض فيلمه الجديد “مجمع لحباب” على منصة إلكترونية من طرف المركز السينمائي المغربي من 4 إلى 11 غشت الجاري، وذلك لإثارة بعض القضايا المرتبطة بهذا الفيلم وغيره.

فيما يلي نص الحوار:

اشتغلت في فيلمك الجميل “أفراح صغيرة” على عوالم النساء في تطوان خمسينيات القرن الماضي، وعدت في هذا الفيلم إلى جانب من هذه العوالم، ما هي دواعي ومبررات هذه العودة؟

لم يكن الفيلم الروائي “أفراح صغيرة” (2015) هو الأول، بل سبقه وثائقي قصير بنفس العنوان، عرض بمهرجان تطوان لسينما البحر المتوسط، رسمت ووثقت من خلاله خطوات بحثي واشتغالي على كتابة هذا الفيلم الروائي الطويل.

العودة إلى جانب من هذه العوالم ليست مرتبطة بالفيلم المذكور أو بطلب عروض وإنما أنا لي اهتمامات شخصية، فإلى جانب اهتمامي بالأجواء الطلابية  و الالتزام السياسي (كما في فيلم “زمن الرفاق”) هناك مجموعة من الاهتمامات الأخرى من بينها الاهتمام بهذا الموروث الثقافي المغربي المرتبط على الأقل بشمال المغرب، وبالتالي فالعودة كانت بسبب كوني أحسست أنني لم أستوف الرغبة التي كانت عندي لتقديم تلك العوالم، ولهذا عدت إليها في فيلم “مجمع لحباب”، لكن هذه المرة بطريقة مختلفة. فالعودة هنا عودة انطلاقا من الحاضر، لأن قصة نفيسة مع زوجها هي عودة في الحاضر، ونعود إلى الماضي ربما لكي نزيد في التعمق أكثر في تلك الأجواء ونتعرف على أصلها وكيفية تبلورها إلى أن أعطتنا الأجواق النسوية في تطوان.

الحضور المكثف لفضاءات تطوان الجميلة بشقيها المغربي الأندلسي العتيق (أزقة، منازل، دكاكين، أبواب، أسواق…) والأروبي الإسباني (شوارع، فندق بانوراما، مقاهي ومطاعم…) عبر تجوال الكاميرا وهي تتبع نفيسة وزوجها، هل هو نوع من الاحتفاء بهذه المدينة الشمالية ومكانتها الحضارية في تاريخ المغرب الثقافي بشكل خاص؟

طبعا، ففضاءات تطوان حضرت أيضا في فيلمي “زمن الرفاق” و”أفراح صغيرة” لكن حضورها كان بطريقة “أوف” (off) أي أننا لم نكن نشاهدها، كما في فيلم “مجمع لحباب”، لأن التركيز أكثر كان على الممثلين. وبهذا كان الفضاء في بعده الجغرافي غير حاضر بقوة. أما التحول الذي استطعت تحقيقه في فيلمي الجديد هذا فهو الحضور القوي للفضاء التطواني بالمقارنة مع حضور الممثلين، ففي جولات الزوج وهو يبحث عن نفيسة نحس بأن الفضاء أكبر من الشخصية، وبالتالي حاولت، وهذا هو الجديد الذي قمت به، أن أفسح المجال للكاميرا لكي تصور أكبر قدر من فضاءات المدينة. هناك أيضا المبرر المعماري، ففضاء تطوان له خصوصية وبشكل خاص الفضاء المرتبط بالمدينة الجديدة (المدينة الأروبية) أو ما يسمى بالإسبانية “الإنتانشي”، وهو فضاء إسباني موريسكي يمزج بين المعمار الإسباني والمغربي، ويؤرخ إلى حد ما لعبور المدينة من جو تقليدي إلى جو عصري يفصلهما غالبا سور. وبالتالي فبحث كل شخصية من شخصيات الفيلم الرئيسية عن الأخرى وتيهانها داخل فضاءات تطوان كان بمثابة ذريعة لإظهار هذه الفضاءات الجميلة علاقة بالجسد، جسد الممثل، وبالتالي الإحتفاء بها سينمائيا وتبيان تميزها بالمقارنة مع فضاءات أخرى حتى في نفس المنطقة. المعمار التطواني مختلف عن المعمار بمدن شمالية أخرى كشفشاون وطنجة والعرائش وغيرها.

ما هي حدود الروائي والوثائقي في فيلم “مجمع لحباب”، وهل تؤمن بالفصل بين هذين البعدين في العمل السينمائي؟

أعتقد أنه لا توجد حدود بين الفيلم الروائي والفيلم الوثائقي، فهناك اختلاف فقط في التناول والمعالجة السينمائية. فحتى المخرج الوثائقي فهو حينما يقوم بعملية التركيب فإنه يحكي، لأنه يستعمل نفس اللغة التي يستعملها المخرج الروائي.. هناك مشاهد وحكي يجب أن يكون تصاعديا وهناك إيقاع، وبالتالي فالمادة التي ننطلق منها مادة مختلفة: مادة الفيلم الروائي مادة مصنوعة رغم أنها مستوحاة هي أيضا من الواقع، وفي الروائي هناك مسافة بين الواقع والكاميرا التي لا تعرف الحدود أي متى يتدخل الإخراج (لا ميز آن سين)، وبالتالي ففيلم “مجمع لحباب” بالنسبة لي فيه نفسين أحدهما روائي والثاني وثائقي. ولكن هناك تداخل، فالجانب الروائي في “مجمع لحباب” هو وثائقي حول زوجين (كوبل) والجانب الوثائقي هو حكي حول الموسيقى النسوية بتطوان وكيفية ظهورها وتطورها. وبالتالي هناك طابع روائي في الوثائقي وطابع وثائقي في الروائي.

عموما، أنا عندما أكون بصدد مشاهدة فيلم ما كمتفرج، خصوصا عندما يكون وثائقيا، لا أحاول مع نفسي أن أقول أنني أشاهد فيلما وثائقيا يعالج موضوعا ما، وإنما أتمتع بمشاهدته باعتباره فيلما سينمائيا، فلا يهمني إن كان روائيا أو وثائقيا لأنه ليس هناك فرق جوهري بينهما.

أظن أن التلفزيون هو الذي جعلنا نقيم هذا الفصل بين الوثائقي والروائي، وذلك لأنه في الأصل لا ينجز أفلاما وثائقية بمفهومها الإبداعي وإنما بمفهومها الصحافي الموضوعاتي. وبالتالي فالوثائقي التلفزيوني يعالج موضوعا معينا أو يتناول قضية معينة. السينما ليست كالتلفزيون وذلك لأنها لا تعالج موضوعا معينا بل تحكي شيئا ما، كما هو الشأن بالنسبة للفيلم الروائي.

ما الذي أملى عليك اختيار “مجمع لحباب” كعنوان للفيلم؟

حضر هذا العنوان منذ البداية، عندما خطرت ببالي فكرة إنجاز هذا الفيلم. وقد حاولت من بعد أن أبحث عن عنوان آخر لكنني لم أوفق في ذلك. وبالتالي فرض هذا العنوان نفسه علي بشكل قوي جدا. لماذا إذن مجمع لحباب؟ ببساطة لأن الجزء الأكبر من الفيلم يحكي عن قصة الأجواق النسائية بتطوان، فبالنسبة لي يرجع أصل كل هذه الموسيقى النسائية، وحتى الرجالية، إلى لقاء الناس فيما بينهم في جلسة معينة (أي مجمع). فقديما لم يكن هناك مسرح أو تلفزيون أو سينما، بل شكل هذا المجمع وسيلة الترفيه الوحيدة المتوفرة آنذاك. النساء كن يجتمعن في ساعات بعد الظهيرة، والرجال كانوا يجتمعون ليلا أو في أوقات أخرى. انطلقت الأنشطة بسرد الحكايات المشوقة في الأول، ثم جاء الغناء والموسيقى فيما بعد. الغناء في بدايته كان فيه ارتجال وهذا ما أعطانا فيما بعد مجموعة من الأغاني الشعبية النسوية على شاكلة أغاني عالية المجاهد وعبد الصادق شقارة. إذن مجمع لحباب هو الأصل الذي انبثقت منه الأجواق النسوية أو الموسيقى النسوية في مدينة تطوان، وذلك لأن هناك سياقا اجتماعيا معينا هو الذي أفرز هذه الموسيقى بالإضافة إلى مجموعة من العادات والتقاليد. وبالتالي يمكن القول أن هذا المجمع (لقاء الأحباب) شكل عاملا محددا ومؤسسا لظاهرة الأجواق الغنائية النسائية. زد على ذلك أن “مسا الخير..  يا مجمع لحباب” هي عبارة بمثابة لازمة تتكرر في الأغاني التطوانية القديمة (شقارة، نموذجا).

يبدو للمتتبع أن إيقاع الفيلم بطيء نسبيا بسبب تمطيط بعض المشاهد، كما أن أداء بعض الممثلين الرئيسيين لا يخلو من تصنع أحيانا؟ كيف جاء اختيارك لسناء الركراكي ومصطفى الولانتي وقد اشتغلا معك سابقا في فيلم “أفراح صغيرة”؟

إيقاع الفيلم فرضته علي المادة الفيلمية، أي الحكاية التي أحكي، فأنا أحكي قصة زوجان (كوبل) يعيشان حالة تباعد وتوتر وبرود، والبرود هي الكلمة الأساسية في علاقتهما مع بعض. وبطبيعة الحال فكل زوج وزوجة عاشا فترة معينة معا معرضان في فترة من حياتهما الزوجية للشعور بنوع من البرود في علاقتهما، وبالتالي لا يمكنني أن أخلق حركية حول موضوع لا حركية فيه أصلا، فالعملية الإخراجية بالنسبة لي تنطلق دائما وتتطور من خلال المادة الفيلمية. وهذه المادة فيها صمت وتوتر خفي بين شخصين يعيشان يوميا معا، وبالتالي فهذا الإيقاع فرض علي من خلال القصة التي تحكي حكاية فيها جفاء وبعد وبرود وتوتر. فنحن نتوقع أن نفيسة وزوجها اللذان عاشا فترة طويلة معا وأصبح البرود يطبع علاقتهما الحالية هما مرشحان إما لتجاوز هذه العقبة والاستمرار في العيش معا وإما للإنفصال. حكاية الفيلم في هذه العلاقة والأساسي هو الكوبل (أي الزوجان)، فما ترغب في إنجازه نفيسة (أي فيلم وثائقي حول الأجواق النسائية في تطوان) ما هو إلا مجرد ذريعة أو مبرر من أجل الجواب على أسئلة شخصية تخصها في علاقتها مع زوجها ومع ذاتها ومع أمها التي تخلت عنها في فترة معينة.

فيما يتعلق باختيار الممثلين، فنظرا لطبيعة الفيلم كان علي أن أختار ممثلين قريبين مني كمصطفى الولانتي وسناء الركراكي من مدينة تطوان سبق لهما الإشتغال معي.

أما عن قضية التصنع في الأداء فتبقى مسألة شخصية تتعلق برؤية المتلقي، فما يراه البعض تصنعا قد لا يراه البعض الآخر كذلك. بالنسبة لي كمخرج لا تظهر لي الممثلة سناء متصنعة في أدائها لدور الزوجة. لقد حاولت أثناء الكتابة أن أجعل من سناء ومصطفى زوجان حقيقيان وأكثر طبيعية لحظة التصوير.

فيلمك هذا تغيب فيه الموسيقى التصويرية، وقد اكتفيت بمقاطع من الغناء الجماعي المصحوب بموسيقى من عزف جوق نسائي، في جنريك البداية والنهاية وفي مشهد وسط الفيلم يظهر فيه جوق المجموعة الموسيقية للحاجة لطيفة البطاحي، هذا بالإضافة إلى غناء الفنانة أمينة الإدريسي لعينات من فن المديح والسماع… هل تغييبك للموسيقى التصويرية هو اختيار جمالي، فيه استمرارية لما قمت به على هذا المستوى في فيلمك السابق “أفراح صغيرة”؟ ولماذا هذا الاختيار؟

بعد تجربة فيلم “زمن الرفاق” حصل عندي نوع من النفور من الموسيقى التي لا تنبعث من داخل المادة الفيلمية أو من داخل الحكاية. لهذا جاء الشريط الصوتي لفيلم “أفراح صغيرة” بدون موسيقى رغم أن الرغبة الأولى التي دفعتني لإنجاز هذا الفيلم كانت هي الموسيقى، وهذا ما عبرت عنه بوضوح في مقال نشرته حول الموسيقى في السينما حيث ذهبت إلى اعتبارها ملأ لفراغات السرد ولاستدراك أحاسيس لم يستطع “الميزانسين” (la mise en scène) التعبير عنها.

في الشريط الحالي لم يطرح السؤال بتاتا حول الموسيقى التصويرية لأن الأمر سار محسوما بالنسبة لي. فأنا أحاول أن أجعل الأدوات التي أكتب بها محدودة جدا، وأتخلى عموما عن مكونات اللغة التي لها بعد تأثيري وتلغي فكر المتفرج. إن هذه الاختيارات الفنية لا يحددها الوعي باللغة فقط وإنما هي مسألة ذوق فني أحاول أن أنتقل به من العفوية إلى الوعي.

ماذا عن مشاريعك الحالية والمستقبلية؟

أنا حاليا في مرحلة ما بعد الإنتاج بالنسبة لفيلمي الروائي الطويل الجديد “مذكرات”، الذي صورته بعد حصولي على دعم المركز السينمائي المغربي (تسبيق على المداخيل)، وهناك أعمال تلفزيونية من بينها: فيلم بعنوان “أبي” من إنتاج القناة الثانية، من تأليفي وإخراجي، سأصوره قريبا، وسلسلة قصيرة (أربعة حلقات ) من إنتاج القناة الأولى بعنوان “ليالي الحي القديم” سأخرجها انطلاقا من سيناريو كتبه الروائي البشير الدمون. كما أنني في المراحل الأولى لكتابة سيناريو مشروع فيلم سينمائي روائي طويل، هذا بالإضافة إلى كتاب حول السينما من تأليفي يوجد حاليا بالمطبعة أتمنى أن يخرج للقراء في الدخول الثقافي المقبل بحول الله.

 

أجرى الحوار: أحمد سيجلماسي.

 

The post  المخرج محمد الشريف الطريبق: لا توجد حدود بين الفيلم الروائي والفيلم الوثائقي. appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2020/08/07/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%a8%d9%82-%d9%84%d8%a7-%d8%aa%d9%88%d8%ac%d8%af-%d8%ad/feed/ 0
حوار حول الفيلم القصير “إيما”… https://cine-philia.com/2020/07/25/%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b1-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b5%d9%8a%d8%b1-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d8%25ad%25d9%2588%25d8%25a7%25d8%25b1-%25d8%25ad%25d9%2588%25d9%2584-%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%2581%25d9%258a%25d9%2584%25d9%2585-%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%2582%25d8%25b5%25d9%258a%25d8%25b1-%25d8%25a5%25d9%258a%25d9%2585%25d8%25a7 https://cine-philia.com/2020/07/25/%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b1-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b5%d9%8a%d8%b1-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7/#respond Sat, 25 Jul 2020 11:47:13 +0000 https://cine-philia.com/?p=5373 منذ أفلامه القصيرة الأولى برهن الفنان محمد هشام ركراكي (53 سنة) عن علو كعبه في الإخراج السينمائي، والدليل على ذلك الصدى الطيب والإيجابي جدا الذي خلفاه فيلماه الأخيران “نداء ترانغ” (2015) و”إيما” (2016) في أوساط النقاد والسينفيليين وعشاق السينما الرفيعة عموما، وكذا الجوائز العديدة التي حصداها هنا وهناك اعتبارا لعمقهما الإنساني وتمكن صاحبهما من أدوات...

The post حوار حول الفيلم القصير “إيما”… appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
منذ أفلامه القصيرة الأولى برهن الفنان محمد هشام ركراكي (53 سنة) عن علو كعبه في الإخراج السينمائي، والدليل على ذلك الصدى الطيب والإيجابي جدا الذي خلفاه فيلماه الأخيران “نداء ترانغ” (2015) و”إيما” (2016) في أوساط النقاد والسينفيليين وعشاق السينما الرفيعة عموما، وكذا الجوائز العديدة التي حصداها هنا وهناك اعتبارا لعمقهما الإنساني وتمكن صاحبهما من أدوات التعبير بالصورة والصوت.
ليس غريبا إذن أن يتميز هشام ركراكي إبداعيا عن غيره من سينمائيي جيله، فهو غير متسرع مثل الكثيرين منهم. لقد آمن بالتكوين الأكاديمي الرصين وبالممارسة الميدانية، شأنه في ذلك شأن المبدع محمد مفتكر على سبيل المثال، وبعد دراسته للأدب الأنجليزي والمسرح المعاصر، أولا بالمغرب (جامعة ابن طفيل) وبعد ذلك بالمملكة المتحدة (جامعتي إسيكس و لانكاستر)، توجه سنة 1992 إلى السينما والسمعي البصري واشتغل في أعمال مغربية وأجنبية كمساعد في الإنتاج أول الأمر، الشيء الذي مكنه من الإنفتاح ميدانيا، طيلة عقدين من الزمان، على مختلف التخصصات السينمائية وأهله ليدخل مجالي الإنتاج والإخراج من بابهما الواسع عبر تنفيذ إنتاج أفلام تلفزيونية لفائدة قناة “دوزيم” (“القسم 8” من إخراج جمال بلمجدوب وبطولة فاطمة خير، نموذجا) وإخراج أفلامه القصيرة الأربعة ابتداء من سنة 2013: “ريكلاج ” (بالإشتراك مع إدريس كايدي) و”الراية” ثم “نداء ترانغ” و”إيما”، وصولا إلى أول أفلامه الروائية الطويلة “بطاقة خضراء”، الذي هو بصدد وضع اللمسات الأخيرة عليه.
نحن في المغرب في حاجة إلى مخرجين مبدعين لهم خلفية ثقافية صلبة وتجربة ميدانية معتبرة راكموها طيلة مسيرتهم الفنية، وهشام ركراكي واحد منهم، لأنه مثقف وفنان مرهف الإحساس استفاد من خبرات مبدعين عالميين كبار اشتغل إلى جانبهم أمثال مارتن سكورسيزي وريدلي سكوط وأوليفر سطون وغيرهم، وأصبح قادرا على العطاء بتميز كمدير إنتاج أو مخرج أو مؤطر بالمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما بالرباط. عندما يتكلم هشام يحسن اختيار عباراته ويقنع المستمعين إليه بعمقها، كما يقنع مشاهدي أفلامه بجدتها وجودتها وصدقها وكونية مضامينها. إنه مبدع بكل ما في الكلمة من معنى، يسير ثابت الخطى على الطريق الصحيح، وبعد أفلامه القصيرة سيتحفنا لا محالة بأفلام طويلة مشرفة له ولنا كمغاربة . نتمنى له كامل التوفيق والنجاح.
بمناسبة عرض آخر أفلامه القصيرة “إيما” على منصة إلكترونية من طرف المركز السينمائي المغربي، طيلة الأسبوع الثاني من برنامج عروض حالة الطوارىء الصحية، من 21 إلى 28 يوليوز 2020، أجرينا معه الحوار التالي حول هذا الفيلم القصير:

لماذا اختيار “إيما” عنوانا للفيلم؟
صراحة لم تكن عناوين أفلامي القصيرة الثلاثة من اختياري، بل كانت من اختيار السيناريست المقتدر عمر قرطاح. فكما تعلم عزيزي أحمد، أنا خريج المدرسة الأنكلوساكسونية التي تؤمن بالثلاثي الذهبي: مخرج ومؤلف ومنتج. فتعاوني مع عمر كان مبنيا على هذا الأساس، لقد كنا نقضي وقتا أكثر خلال مرحلة التطوير والبحث، نطرح الأفكار، نحللها ونناقشها، وعندما تكتمل الرؤية وتختمر الفكرة يمر الأخ عمر إلى مرحلة الكتابة.

صورت الفيلم كليا بفضاءات فاس العتيقة، بطاقمين تقني وفني كل عناصرهما مغاربة وجلهم شباب، هل لهذا الاختيار علاقة باشتغالك سنة 1999 في فيلم “ياقوت” لجمال بلمجدوب، الذي صور هو أيضا بفاس؟ وهل هذا يعني أن الحاجة إلى تقنيين أجانب، خصوصا في الصورة والصوت، ليس أمرا ضروريا؟
صحيح أن اكتشافي لمدينة فاس سينمائيا كان مع صديقي جمال بلمجدوب، فأزقتها العتيقة ومعالمها التي تفوح تاريخا وحضارة بقيت ولا تزال عالقة في ذاكرتي ومحفورة في وجداني. فكيف لا تكون المدينة العالمة، المتعددة الثقافات، وخزانة القرويين، ذاكرة تراثنا العريق، فضاء لفيلم “إيما”؟
أما بخصوص الاشتغال مع فنيين شباب مكونين تكوينا أكاديميا فهو ميزة وفائدة، بل هو أفضلية. فلدينا حاليا مدراء تصوير من الطراز الكبير كعبد الرفيع العبديوي، وفي رأيي لا حاجة لنا اليوم للتقني الأجنبي.

رسالة الفيلم بليغة وذات عمق إنساني، مفادها أن الحب يذيب الخلافات الثقافية بين البشر، حسب ما جاء على لسان الأم، بطلة الفيلم، فهل هذا ما قصدت تبليغه من خلال اختيارك لقصة كتبها المبدع ماحي بنبين وحولها إلى سيناريو المبدع عمر قرطاح؟
الحب ديني وإيماني كما قال ابن عربي. فعندما يكون الحب كذلك، لن يبق هناك مكان آخر لإيديولوجيات الكره ورفض الآخر ورفض الاختلاف، وهذا ما طرحناه في فيلم “نداء ترانغ” كذلك.

من بين نقط القوة في الفيلم أداء الممثلين وعلى رأسهم الكبيرة فاطمة الركراكي والمتألق عبد اللطيف شوقي، فالأولى كان تشخيصها عفويا وصادقا والثاني تألق بشكل مدهش من خلال حركاته وقسمات وجهه ونظراته وصمته أيضا. في حين كان الفنان محمد الشوبي أكثر إقناعا في هذا الفيلم مقارنة مع بعض أعماله السابقة في السينما والتلفزيون. أما نبيل عاطف فقد كان مقبولا هو أيضا في تشخيصه لدوره في الفيلم. كيف جاء اختيارك لهؤلاء الممثلين الأربعة؟ وكيف كانت إدارتك لهم كمخرج؟
أنا أعطي اهتماما كبيرا للكاستينغ واهتم أكثر بالتفاصيل، فالسينما تلزمك بذلك. واختيار الفنانة القديرة فاطمة الركراكي وعبد اللطيف شوقي ومحمد الشوبي ونبيل عاطف لم يكن عبثا، فتفوقهم كمشخصين ومظاهرهم البدنية التي توافق شخصيات الفيلم كما تخيلتها، جعلتني لا أتردد في عرض الأدوار عليهم. أما بخصوص إدارتهم كممثلين فكيف لا يكون الأمر يسيرا وأنت تتعامل مع ممثلين مقتدرين ومحترفين بمعنى الكلمة؟

تحضر بقوة اللقطات المكبرة في الفيلم، فقد ركزت في بعض المشاهد على وجوه الأم وأبنائها الثلاثة، وخصوصا يوسف الإبن المفضل لديها، ما هي دواعي هذا الاختيار؟
اللقطة المكبرة هي لقطة المشاعر بامتياز، فأدنى التعابير تكشف مشاعر الشخصية للمشاهد.

يتميز فيلمك باقتصاد في الحوار، أي أنه ليس فيلما ثرثارا، كما عودتنا على ذلك أفلام أخرى، بل يترك لباقي عناصر التعبير كالصورة والموسيقى والغناء والديكور والماكياج والصمت وغير ذلك القيام بوظائفها بشكل متناغم. هل معنى هذا أنك ترفض السينما التي يطغى فيها الحوار على باقي عناصر التعبير الأخرى؟

السينما لغة في حد ذاتها وهي لا تحب الزيادات، علاوة على أن من خصوصيات الفيلم القصير التكثيف، أي الاعتماد على الصورة والصوت مع حوارات مؤثرة ورنانة.

الصمت أحيانا أبلغ تعبيرا من الكلام، وهذا ما لاحظناه في مشهد يوسف وهو ينظر إلى أمه شبه النائمة بعد كشفها لأبنائها الثلاثة عن سرها الدفين وطلبها أن تدفن بعد مماتها بمقبرة اليهود إلى جانب قبري والديها، ما هي المكانة التي يحتلها الصمت في أفلامك؟
يقول الكاتب المسرحي الإنجليزي هارولد بنتر:”أعتقد أننا نتواصل بشكل جيد للغاية، في صمتنا، فيما لا يقال…”. فالصمت أحيانا كثيرة يكون أقوى تأثيرا وأفضل تعبيرا.

أغنية النهاية “ما لقيت جهد باش نقاوم ولا حد يفهمني…”، بصوت نهيلة لحلاح، جد معبرة عن الحالة النفسية التي كان عليها يوسف، لأنه لم يفلح في إقناع أخويه بضرورة تنفيذ وصية والدتهم المتوفاة بدفنها إلى جانب قبور عائلتها اليهودية، وذلك لأن الأخ الأكبر فرض على أخويه مسألة الدفن بمقبرة المسلمين تفاديا للقيل والقال. هل أنت مع توظيف الغناء كعنصر من عناصر التعبير في السينما؟ ولماذا؟
طبعا أنا أحب توظيف الغناء في أفلامي خصوصا إذا كانت الأغاني مكتوبة وملحنة حصريا للفيلم، لكن يجب أن تكون الأغنية إضافة جمالية للمعنى ككل. فالسينما كما قلت من قبل، لا تحب الأشياء المجانية.
حدثا عن كاتب كلمات هذه الأغنية وملحنها وعن صاحبة الصوت الجميل التي أدتها…
كاتب الأغنية هو عمر قرطاح وملحنها هو زكريا النويح، ابن مدينة وجدة عاشقة الطرب الأصيل والموسيقى الراقية، وهو من قام باختيار الصوت الجميل نهيلة لحلاح لأداء الأغنية وكذلك الفرقة الموسيقية التي رافقتها.

ماذا عن مشاريعك الحالية والمستقبلية؟
أنا حاليا في طور إتمام فيلمي الروائي الطويل “بطاقة خضراء” (Green Card)، الذي سيتم عرضه في القاعات السينمائية الوطنية أواخر السنة الجارية أو بداية السنة المقبلة، هذا بالإضافة إلى اشتغالي على مشاريع أخرى لازالت قيد البحث والتطوير.

 

أجرى الحوار: أحمد سيجلماسي

The post حوار حول الفيلم القصير “إيما”… appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2020/07/25/%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b1-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b5%d9%8a%d8%b1-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7/feed/ 0
المخرج عبد الإله الجوهري: فيلم “رجاء بنت الملاح” خرج من القلب ووصل إلى القلب. https://cine-philia.com/2020/07/18/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%88%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d8%a1-%d8%a8%d9%86/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%2585%25d8%25ae%25d8%25b1%25d8%25ac-%25d8%25b9%25d8%25a8%25d8%25af-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25a5%25d9%2584%25d9%2587-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25ac%25d9%2588%25d9%2587%25d8%25b1%25d9%258a-%25d9%2581%25d9%258a%25d9%2584%25d9%2585-%25d8%25b1%25d8%25ac%25d8%25a7%25d8%25a1-%25d8%25a8%25d9%2586 https://cine-philia.com/2020/07/18/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%88%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d8%a1-%d8%a8%d9%86/#respond Sat, 18 Jul 2020 15:57:43 +0000 https://cine-philia.com/?p=5310 بمناسبة عرض فيلمه الوثائقي الطويل “رجاء بنت الملاح” على منصة “فيميو” الإلكترونية، من 14 إلى 21 يوليوز 2020، بمبادرة من المركز السينمائي المغربي، وذلك في إطار برنامج أفلام حالة الطوارئ الصحية، أجرينا حوارا مع المخرج والناقد السينمائي عبد الإله الجوهري حول جوانب مختلفة من هذا الفيلم. فيما يلي نص الحوار:   فيلمك “رجاء بنت الملاح”...

The post المخرج عبد الإله الجوهري: فيلم “رجاء بنت الملاح” خرج من القلب ووصل إلى القلب. appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
بمناسبة عرض فيلمه الوثائقي الطويل “رجاء بنت الملاح” على منصة “فيميو” الإلكترونية، من 14 إلى 21 يوليوز 2020، بمبادرة من المركز السينمائي المغربي، وذلك في إطار برنامج أفلام حالة الطوارئ الصحية، أجرينا حوارا مع المخرج والناقد السينمائي عبد الإله الجوهري حول جوانب مختلفة من هذا الفيلم.

فيما يلي نص الحوار:

 

فيلمك “رجاء بنت الملاح” يقدم للمتلقي بورتريها صادقا لفتاة/امرأة من نوع خاص، كيف جاءتك فكرة الاشتغال على هذا الموضوع؟

خلال حضوري لدورة 2003 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أي الدورة الثالثة، كان لي حظ مشاهدة الشريط الفرنسي “رجاء” للمخرج جاك دوايون، الذي شارك في المسابقة الرسمية، وحصلت بطلته نجاة بنسالم على جائزة أحسن ممثلة، الشيء الذي جعلني وقتها أنتبه لهذه الممثلة البسيطة والعميقة في نفس الآن، وأحاول أن استكنه عوالمها الفنية، لأكتشف أنها ممثلة بالفطرة، بمعنى لم يسبق لها التمثيل سواء في السينما أو التلفزيون أو المسرح، ومع ذلك تفوقت على نفسها وعلى غيرها من الممثلات العالميات اللواتي كن ينافسنها على جائزة أحسن دور نسائي بمراكش. بل الأكثر من ذلك أنها فازت من قبل، عن نفس الدور، بجائزة الأمل في مهرجان البندقية السينمائي. لكن ما دفعني لإنجاز فيلم عن مسارها ومعاناتها مع السينما ومحيطها، هو كوني اكتشفت بعد مرور سنة على التتويج أنها شبه مشردة، مدخولها الوحيد مصدره بيع السجائر بالتقسيط في ساحة جامع الفنا المراكشية، الشيء الذي صدمني وجعلني أطرح أسئلة على نفسي، وعلى الواقع الذي أعيش فيه، أسئلة من قبيل: كيف يمكن لشابة موهوبة، أبانت عن علو كعبها في التشخيص السينمائي، أن ينتهي بها المطاف شبه متشردة تعيش على مهنة رثة؟ ولماذا لم يهتم بها الوسط الفني المغربي، ولم يتم الدفع بموهبتها إلى الأمام؟ وأخيرا، كيف تعيش اليوم وهي تجر وراءها منجز سينمائي محترم؟

أسئلة دفعتني إلى الاتصال بها، ومحاولة الوقوف عن قرب على سر انطفاء النور بسرعة من حولها، وذلك من خلال زيارات ومقابلات ونقاشات مفتوحة معها، الشيء الذي جعلني أكتشف قساوة الواقع الذي أصبحت تعيش فيه بسبب “الشهرة” الكاذبة و”النجومية” القاتلة وظلم ذوي القربى بسبب فيلم لم يجلب لها سوى المتاعب، شهرة ونجومية وظلم حولوا حياتها لما يشبه الجحيم مع العائلة وساكنة الحي الذي تعيش فيه.

البعدان الوثائقي والروائي حاضران معا في فيلمك هذا، هل تؤمن بالفصل بين الفيلم الروائي والفيلم الوثائقي؟

شخصيا لا أؤمن بمسألة الفصل بين الأجناس الإبداعية، لأنها جميعها تتكامل وتتكاثف من أجل خلق عوالم إبداعية، فكل شريط وثائقي هو في العمق روائي، وكل فيلم روائي هو امتداد بشكل من الأشكال للوثائقي. المهم في الممارسة السينمائية ألا نطرح أسئلة من هذا القبيل، بل نبدع ونترك أحاسيسنا ورؤانا الفنية تقودنا حيث مكامن الخلق.

قد يدعي بعض المخرجين أن أفلامهم الوثائقية، التي يصنعونها وفق رؤاهم الخاصة، وفية للجنس الذي تنتمي له، بمعنى أنها تسجيلية خالصة لا مجال فيها للخيال أو التخييل، إلا أن ذلك، في اعتقادي، من سابع المستحيلات، لأن مخرج الفيلم الوثائقي، وبمجرد وضع خطاطة سيناريستيكية لتصوير الفيلم، والاتفاق مع الشخصيات على التصوير، وتحديد الأماكن التي ستحتضن عمليات التصوير، ووضع تصور للمشاهد التي سيصورها وفق تقطيع فني دقيق، وقبلها وفق برنامج محدد، تجعله يقتحم، بشكل من الأشكال، مجال الروائية.

في فيلم “رجاء بنت الملاح”، وفي غيره من الأفلام الوثائقية التي قمت بإخراجها، لم أكن وفيا مائة بالمائة لمفهوم الوثائقية، بمعنى أن كثيرا من المشاهد تم الإعداد لها بعناية، من حيث زوايا التصوير، ودفع الشخصيات إلى اتخاذ سلوكيات معينة أو ترديد بعض الحوارات التي تصب في اتجاه تطوير الحدث. فمثلا في مشهد منع “نجاة” من دخول قصر المؤتمرات لحضور حفل تكريم السينما المصرية، طلبت منها أن تحاول الدخول دون التوفر على دعوة، وأنا أعرف مسبقا أنهم لن يسمحوا لها بالدخول، وأكدت عليها أن تتعنت في الرد على فعل المنع لكي نرى ماذا ستكون النتيجة، وبالفعل صورنا المشهد على هذا الأساس، لكن قوته جاءت من خلال دخول الممثل الفرنسي “باسكال غريغوري” على خط المواجهة بين “نجاة” والحراس، وهو دخول جاء عفويا، بمعنى لم يكن مخططا له من قبل، حيث لم نكن ندري أن “باسكال” سيحضر الحفل، وسيتصرف بتلك الطريقة التي شاهدها الجمهور، حيث أخذها معه على البساط الأحمر، رغم أنف اللجنة المنظمة والحراس الذين حاولوا منعها من الدخول. في هذا المشهد اختلط الروائي بالوثائقي وقدما لنا موقفا مؤثرا أعتبره من أقوى لحظات الشريط.

من خلال كاميرا المبدع فاضل اشويكة جعلتنا نسافر معك، ونحن نتتبع يوميات بطلة الفيلم نجاة بنسالم، في دروب وأزقة مدينة مراكش العتيقة وخصوصا ساحتها الشهيرة “جامع الفنا”، هل هذا التجوال يمكن اعتباره نوعا من التكريم السينمائي لهذه المدينة المعروفة عالميا على المستوى السياحي؟

مراكش مدينة المدن، وفضاء التراث والثقافة والعادات والتقاليد المغربية الأصيلة، اكتشفها سينمائيا كبار المخرجين العالميين عبر عشرات الأفلام، وقدموها في حلل مختلفة، تتوزع على خارطة سينمائية شاسعة، لكن السينما المغربية ظلت إلى حد كبير متخلفة عن الغوص في عوالمها الغنية، وأماكنها المسيجة بعبق التاريخ، وساكنتها المميزة بخفة الظل والبسمة التي لا تفارق وجوههم حتى في أحلك الظروف. صحيح أن هناك بعض المخرجين المغاربة الذين التفتوا لها ولألغازها، لكن يبقى ما أنجزوه لحد الساعة جد ضعيف، وبالتالي فهي بحاجة لعشرات الأفلام التي تنتصر لواقعها الحق، البعيد عن الفلكلرة أو التوظيف المباشر الفج.

شخصيا لي علاقة مميزة بهذه المدينة، ذلك أن أول فيلم سينمائي لي “كليك ودكليك” صورته ببعض شوارعها وأزقتها ودورها، وهي تجربة مهدت لي الطريق لتصوير الفيلم الوثائقي “الراقصة” عن شخصية مراكشية تحمل الكثير من علامات الفن والكد ومجابهة الواقع الذي لا يرحم، وهو واقع محافظ لا يتسامح مع الذكور الذين يختارون مهنا تبدو في عرف الساكنة أنها خارجة عن معايير الحشمة والوقار. لقد اكتشفت من خلال هذا الفيلم الفضاءات العميقة لمراكش، كما سمح لي بأن أنغرس أكثر وسط الأحياء الفقيرة وأن أتماهى معها وأنا أصور فيلم “رجاء بنت الملاح”. أفلام ثلاثة، إضافة لفيلمي الروائي الطويل “هلا مدريد.. فيسكا بارصا”، الذي صورت بعض المشاهد منه بمراكش، كانت بمثابة تحية لعاصمة تاريخية، تستحق أن تكون في مقدمة المدن السياحية العالمية، وأن تكون مفتوحة دائما وأبدا على كل وجوه الإبداع من خلال استثمار السمعة الطيبة التي أضحت تتوفر عليها في كتاب الخلق والإبداع.

 

 

السينما حاضرة بقوة في الفيلم، من خلال أجواء المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أكبر مهرجان للسينما بالمغرب، وقاعة سينما كوليزي وأجواء تصوير أحد الأفلام الأجنبية بمراكش وشهادة الممثل الفرنسي باسكال غريغوري، شريك نجاة في بطولة فيلم “رجاء” للمخرج جاك دوايون، وأشياء أخرى… لماذا اخترت لفيلمك تقريبا نفس عنوان الفيلم الذي كان سبب سعادة نجاة وتعاستها في آن واحد؟

اخترت للفيلم عنوان “رجاء بنت الملاح”، على اعتبار أن بطلة الشريط، وبعد عرضه في القاعات السينمائية بمراكش، وخروج نسخ منه للأسواق على شكل أقراص مقرصنة، امتلكت شهرة كبيرة، بل أضحت حديث الشارع المراكشي وقتها، وأصبح سكان المدينة يعرفونها جيدا، لحد أنهم تناسوا اسمها الحقيقي “نجاة”، وأصبحوا ينادونها ب”رجاء” مستلهمين ذلك من عنوان الفيلم الفرنسي، والأكثر من ذلك أضافوا لها لقب “بنت الملاح”على اعتبار أنها تقطن في أحد الأحياء الأكثر شعبية بمراكش المسمى “الملاح”. لحد أنه يمكن لأي واحد أن يسأل عن “رجاء بنت الملاح” بمراكش فلن يجد عنتا في معرفة عنوان سكناها.

لقد وجدت في هذا العنوان ضالتي، حيث لم أسعى لتغييره أو البحث عن غيره، لأنه يحيل مباشرة على الفيلم الفرنسي، وبالتالي فالحمولة الفنية جرت وراءها صيت فيلم عالمي شهير، ثانيا هذا العنوان يجعل المتفرجين المغاربة، خاصة المراكشيين، لا يجدون أدنى عناء في البحث عن شخصية الفيلم أو البحث عن حكايتها، لأنهم يعرفونها ويعرفون قصتها، وبالتالي سيكون هناك عنصر التشويق لمعرفة ماذا يقدم الفيلم عن فتاة سارت بسيرتها الركبان وأضحت عنوانا للمعاناة وسوء الحظ. الأكثر من ذلك، وإمعانا في ألا أجعل الفيلم يبتعد عن الفيلم الفرنسي، مادام يتحرك في أجوائه وقصة بطلته، فقد اخترت ملصقا للفيلم يتقاطع مع ملصق الفيلم الفرنسي لحد التماهي، فبمجرد مشاهدته والتأمل فيه تعود بك الذاكرة مباشرة للفيلم الفرنسي.

تتخلل الفيلم بعض اللقطات التي تظهر فيها نجاة والدموع تنهمر من عينيها، خصوصا بعد إبعادها كل سنة من الدخول إلى القصر الذي تجري فيه أشغال المهرجان، وهذه اللقطات تترجم بصدق قمة “الحكرة” التي تشعر بها نجاة في وطنها، الذي لم يعترف بحصولها على جائزة أحسن ممثلة سنة 2003 بمهرجان مراكش وجائزة الأمل بمهرجان البندقية، فهل تكرار هذه اللقطات وغيرها يؤكد تعاطفك الإنساني اللامشروط معها وتبنيك لقضيتها؟

تعاطفي مع “نجاة بنسالم” بطلة فيلمي “رجاء بنت الملاح” كان وليد معرفتي بظروفها والتفاعل مع معاناتها، لأنها فتاة واجهت عنت الوقت وسوء الفهم. وبالتالي فتعاطفي معها هو تعاطف أي إنسان يحمل ذرة من الإحساس والإنسانية مع فنانة تعرضت لكثير من القيل والقال، كما تعرضت للتهميش رغم موهبتها الكبيرة. لهذا جاءت فكرة صنع فيلم عن حياتها، وقبل ذلك محاولة تقديم يد العون لها للخروج من دائرة الإحساس بالتهميش والحكرة، وجعلها تستعيد بعضا من الأمل في واقع مغربي لا يرحم، خاصة منه الواقع الفني الذي يتأسس على مفاهيم خاطئة في النظر للممثلة التي تقبل أن تلعب بعض الأدوار الجريئة وتتحمل بذلك مسؤولياتها في أن تكون فنانة كاملة غير منقوصة الموهبة والأدوار.

لحسن الحظ فيلمي استطاع أن يعيد “رجاء” (نجاة) إلى الواجهة، من خلال تسليط الضوء على معاناتها، وجعلها تعايش أجواء العروض السينمائية التي افتقدتها منذ توقف الفيلم الفرنسي “رجاء” عن التجول في المهرجانات. حيث شاركت إلى جانبي في تقديم الفيلم في العديد من المهرجانات المغربية والعربية، كما أن بعض المحسنين التفتوا لحالتها المادية وتكرم أحدهم بمنحها منزلا بالمدينة القديمة بمراكش، وهو المنزل الذي تقطن به لحد الساعة بعد أن كانت تعيش شبه متشردة دون مأوى محدد.

الفن قبل أن يكون فنا وإبداعا، هو علاقات إنسانية ورؤى فكرية لا تتعالى عن الواقع بل تستلهم منه قضاياه وتعمل على تحويلها لأعمال فنية قادرة على رج الأحاسيس البدائية، والمساهمة في التغيير نحو الحسن والأحسن وتوطيد العلاقات بين البشر ومحيطهم الاجتماعي والفني والفكري.

نجاة فتاة أمية فقيرة تنتمي إلى أسرة محافظة، تحب المغامرة والاعتماد على النفس، لكن ما يعيبه الآخرون عليها كونها شاركت في فيلم فرنسي به مشاهد ساخنة، ألا يرجع سبب معاناتها في نظرك إلى مزاجها وطبيعة شخصيتها غير العادية؟

صحيح أن “نجاة” أي “رجاء” صعبة الانقياد بمزاج خاص يعكس شخصيتها المتفردة وروحها المتمردة، تحب الحرية والعيش في جلبابها الخاص دون مساحيق ولا تتحمل النفاق والتمسح بالأعتاب أو طرق أبواب المنتجين والمخرجين. لهذا لم تستطع أن تواصل مسارها الفني، لكنها في العمق إنسانة طيبة متفهمة ومتعاونة. خلال التصوير اكتشفتها أكثر وتعرفت على جوانب خفية من حياتها وعمق مواهبها. فقد عاشت يتيمة وسط إخوة يعانون من ضنك العيش، ومع ذلك كانت دائما بإرادة قوية، وروح متوثبة، يظهر ذلك بوضوح في فيلمي، حيث شاهدنا كيف تتجاوب بشكل خلاق مع محيطها، وتجعل من كل لحظة فرصة للإبداع، وتحاول أن تتجاوز ما أمكن المعيقات المحيطة بها بكل الطرق. أما بالنسبة للمشاهد الجريئة في فيلم “جاك دوايون”، فيمكن أن يقال عنها أنها مشاهد جد عادية، لكن، وللأسف، بسبب غياب الثقافة السينمائية عند الجمهور المغربي جعل الكثير من الناس يحكمون عليها بأحكام قاسية، بل إن بعض أفراد عائلتها قاطعوها واتهموها اتهامات ظالمة. الجمهور عامة، بسبب الأمية البصرية، لا يفرق بين ما يشاهده على الشاشة وما يجري على أرض الواقع، وبالتالي يعتقد أن كل ما يراه في الفيلم هو الحقيقة، وأن المشاهد كانت حية وليست سينما في سينما.

تجاوب الكثيرون مع الفيلم وتعاطفوا مع بطلته، داخل المغرب وخارجه، والدليل على ذلك حصوله على عدة جوائز ومشاركته في مجموعة من المهرجانات السينمائية، ماذا يعني لك حصول الفيلم على جوائز؟

عموما لا تهمني الجوائز في حد ذاتها، وإن كنت أحس بالفرح والسعادة لما أحصل على إحداها، لأنها تؤكد على نجاح الفيلم ووصوله لقلب من يشاهده. لكن ما يهمني في الأصل، هو أن ينجح الفيلم في الانتصار لقيم الفن والإبداع، وأن يضيف للمشهد السينمائي فيلما جديدا، حاملا معاني الجمال التي تلامس شغاف القلوب، وتكرس فعل الخلق بكل صدق.

صحيح أن الفيلم حصل على أكثر من عشرين جائزة، في مهرجانات مغربية وعربية ودولية، وهي جوائز في المحصلة النهائية تتويج لفيلم صنعته بجهد وحب وتفاعل مع حياة فنانة استثنائية، وأكدت من خلاله أن ما يخرج من القلب يصل إلى القلب، وأن ما يصنع برؤية فنية واضحة أكيد أن يخلق الحدث وأن يترك وراءه الأثر. وهذا ما حدث مع فيلم “رجاء بنت الملاح” الذي أعتبره فيلما جماعيا صنعته بمعية فريق، أساسا مدير التصوير فاضل اشويكة ومهندس الصوت توفيق مكراز، يتقدمهم المنتج الصديق حميد باسكيط.

تم تصوير الفيلم على امتداد أكثر من عشر سنوات، ربما من 2003 إلى 2015، تغيرت خلالها نجاة من فتاة نحيفة إلى امرأة مكتنزة نوعا ما، وهذا يذكرنا إلى حد ما بفيلم “أشلاء” لحكيم بلعباس الذي صور لقطاته ومشاهده على امتداد عشرين سنة تقريبا، ما رأيك؟

ملاحظة في محلها، الفيلم صنع على فترة زمنية تناهز العشر سنوات، وهو في ذلك يشبه فيلم “أشلاء” لحكيم بلعباس وغيره من الأفلام التي صنعت بحب وتقدير للممارسة السينمائية الوثائقية. لأن صنع فيلم وثائقي يتطلب الإنصات لنبض الموضوع المعالج وترصد كل اللحظات المحيطة به، ومحاولة الانتظار لغاية الوصول للهدف المنشود المتمثل بالأساس في استكمال فصول الحكاية.

للأسف، هناك من يخلط بين الفيلم الوثائقي السينمائي، الذي يتأسس على رؤية فنية خاصة بالمخرج، والتي تتطلب منه الكثير من الوقت لكي تكتمل وتتحقق بكل أبعادها الفكرية والفنية والتقنية، لأنه مشروع مفتوح على كل الاحتمالات الإبداعية، قد يصل الفيلم لنهايته بعد سنة أو عشر سنوات، أو يظل معلقا لأجل غير مسمى، عكس الفيلم الوثائقي التلفزي الذي ينبني على خط تحريري واضح، ويخضع لرغبات الجهة المنتجة، ويتلاءم مع خطها التحريري المضبوط، وبالتالي ينجز في مدة زمنية محددة وفق دفتر التحملات.

لهذا انصح المخرجين الشباب الذين ينوون طرق ساحة الفيلم الوثائقي أن يتسلحوا بثقافة فكرية عميقة وفنية حقيقية، وأن يتمتعوا بروح ضبط النفس والانتظار، لغاية التمكن من الوصول للهدف المرسوم في الإحاطة بالموضوع من الزاوية المرسومة له.

فيلمك هذا هو استمرارية من نوع خاص لفيلمك السابق “الراقص (ة)”، ما الذي يجمع ويفرق بين الفيلمين؟

بين فيلم “الراقصة” و”رجاء بنت الملاح” خيط شفاف من الأحاسيس، والاشتغال على مواضيع لها علاقة بالفن، فعزيز، بطل فيلم “الراقصة”، فنان شعبي يواجه يوميا مشاكل الحياة وعدم تفهم الكثير من الناس لمهنته كراقص في ساحة عمومية، بينما “نجاة”، بطلة فيلم “رجاء بنت الملاح”، فهي ممثلة تغيرت حياتها رأسا على عقب بعد أن شاركت في فيلم سينمائي فرنسي. بمعنى أن نفس الرؤية يستند عليها الشريطين، وهي البقاء في دائرة الفن سينمائيا، والانتصار لمواضيع التهميش والمهمشين، ومحاولة تسليط الضوء على قضايا مسكوت عنها في ثقافتنا المغربية. لأن السينما في اعتقادي، تلعب الدور الأكبر اليوم في تسليط الضوء على الزوايا المعتمة في المجتمع، ولا تتأخر في مناصرة كل ما له علاقة بالفن والجمال، من خلال أفلام تساهم في بناء جسر من الجمال والكمال يمتد نحو أفق مفتوح على دوائر الحرية المشتهاة.

 

أجرى الحوار: أحمد سيجلماسي

The post المخرج عبد الإله الجوهري: فيلم “رجاء بنت الملاح” خرج من القلب ووصل إلى القلب. appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2020/07/18/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%88%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d8%a1-%d8%a8%d9%86/feed/ 0
محمد رزين: أحمد البوعناني من طينة الكبار https://cine-philia.com/2020/07/13/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b1%d8%b2%d9%8a%d9%86-%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%88%d8%b9%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%b7%d9%8a%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a8%d8%a7/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d9%2585%25d8%25ad%25d9%2585%25d8%25af-%25d8%25b1%25d8%25b2%25d9%258a%25d9%2586-%25d8%25a3%25d8%25ad%25d9%2585%25d8%25af-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25a8%25d9%2588%25d8%25b9%25d9%2586%25d8%25a7%25d9%2586%25d9%258a-%25d9%2585%25d9%2586-%25d8%25b7%25d9%258a%25d9%2586%25d8%25a9-%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%2583%25d8%25a8%25d8%25a7 https://cine-philia.com/2020/07/13/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b1%d8%b2%d9%8a%d9%86-%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%88%d8%b9%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%b7%d9%8a%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a8%d8%a7/#respond Mon, 13 Jul 2020 10:12:54 +0000 https://cine-philia.com/?p=5262 كان عمر الممثل القدير محمد رزين 33 سنة عندما شارك لثاني مرة أمام كاميرا السينما في فيلم “السراب” (1979) للراحل أحمد البوعناني، وذلك بعد أول تجربة سينمائية له مع نبيل لحلو في فيلمه “القنفودي” (1978). بمناسبة عرض المركز السينمائي المغربي على منصة إلكترونية لفيلم “السراب”، يومي 11 و12 يوليوز 2020، في إطار أفلام حالة الطوارئ...

The post محمد رزين: أحمد البوعناني من طينة الكبار appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
كان عمر الممثل القدير محمد رزين 33 سنة عندما شارك لثاني مرة أمام كاميرا السينما في فيلم “السراب” (1979) للراحل أحمد البوعناني، وذلك بعد أول تجربة سينمائية له مع نبيل لحلو في فيلمه “القنفودي” (1978).
بمناسبة عرض المركز السينمائي المغربي على منصة إلكترونية لفيلم “السراب”، يومي 11 و12 يوليوز 2020، في إطار أفلام حالة الطوارئ الصحية، أجرينا حوارا مركزا مع “رزين السينما المغربية” حول مشاركته في هذا الفيلم وعلاقته بمخرجه وبطله المبدعين الراحلين أحمد البوعناني ومحمد الحبشي.

فيما يلي نص هذا الحوار:

كيف جاءت مشاركتك في فيلم “السراب”؟
المرحوم أحمد البوعناني كان مواكبا لبعض العروض المسرحية المنظمة بمسرح محمد الخامس، وقد شاهدني وأنا أشخص أدوارا على الخشبة مع فرقة “القناع الصغير”، كما عاين أدائي في فيلم “القنفودي” (1978) لنبيل لحلو أثناء تركيب هذا الفيلم بمختبر المركز السينمائي المغربي، واقتناعا منه بقدراتي التشخيصية اقترح علي تشخيص دور سيدي رحال “البوهالي” في فيلم “السراب”. اشتغلت على الدور لمدة ليست بالقصيرة، إلا أنه في الأخير فضل أن يكلفني بأداء دور آخر، هو دور عباس القروي المرتبط بحماره ارتباطا من نوع خاص، معتبرا أنني الأقدر على تشخيص هذا الدور بالشكل المطلوب. وكما شاهدتم في الفيلم فقد أسند دور سيدي رحال إلى الممثل القدير مصطفى منير.
المشهد الافتتاحي المصاحب للجنريك صورناه بنواحي مدينة الخميسات، كمحاولة تجريبية بكاميرا صغيرة، إلا أنه أعجب المخرج واحتفظ به ولم يعد تصويره مرة أخرى.

“السراب” هو أول وآخر فيلم روائي طويل من إبداع الراحل أحمد البوعناني، كتابة وحوارا وإخراجا وتركيبا، كيف كانت إدارته لك كممثل؟ وفي أية شروط إنتاجية؟

البوعناني مخرج مثقف له رؤية لما يريد تصويره والتعبير عنه في فيلمه، يشرح لكل ممثل ما هو مطلوب منه في الدور ويستمع إلى اقتراحاته، وبعد مناقشة واقتناع من الطرفين يتم المرور إلى مرحلة التصوير. عندما يرغب في إبداء ملاحظة تخص طريقة تأدية الممثل لدوره ينفرد به ويشرح له وجهة نظره بأدب، بعيدا عن أنظار الآخرين. إنه فنان مرهف الإحساس وذو أخلاق عالية يحترم الممثلين ويوفر لهم ظروفا ملائمة لكي يبدعوا في تشخيصهم للأدوار المسندة إليهم والعمل معه فيه متعة واستفادة. ورغم الميزانية المتواضعة التي وضعها بين يديه المركز السينمائي المغربي تحت إدارة قويدر بناني، وهو الجهة المنتجة للفيلم، اشتغلنا في ظروف حميمية وكأننا أفراد أسرة واحدة. لماذا؟ ببساطة لأن جل العاملين في الجوانب التقنية هم زملاء له من الموظفين بالمركز المذكور، فالتصوير كان تحت إشراف الراحل عبد الله بايحيا، والتقاط الصوت أشرف عليه الراحل يحيى بو عبد السلام، والملابس والديكور والماكياج كلفت بهم زوجته الراحلة نعيمة السعودي… إلخ.. زد على ذلك أن مشخصي الأدوار الرئيسية كانوا من وجوه المسرح البارزين آنذاك وهم الراحلون محمد الحبشي ومحمد سعيد عفيفي وعبد الله العمراني إلى جانب فاطمة الركراكي ومصطفى منير وعبد ربه…

حدثنا بعض الشيء عن مكانة الراحل البوعناني في حقلنا السينمائي وبعض ذكرياتك معه..
كانت علاقتي به علاقة احترام متبادل، فعندما أراد السفر هو وزوجته إلى باريس لتقديم الفيلم هناك ترك ابنتيه تودة والباتول مع أسرتي إلى حين عودته إلى أرض الوطن، ومن ثمة ظلت علاقتنا مع بعض طيبة. الرجل من طينة الكبار له بصمته الخاصة في المونطاج، مجال تخصصه، وله أيادي بيضاء على الكثير من المخرجين شبابا وكهولا، كما قدم خدمات كثيرة للسينمائيين المبتدئين. ومع كامل الأسف لم تستفد سينمانا الوطنية من قدراته الإبداعية بالشكل المطلوب بسبب المضايقات التي تعرض لها، خصوصا في سنوات الرصاص، وما مورس عليه من إقصاء وتهميش أثناء مزاولته لعمله كموظف بالمركز السينمائي. لقد عانى الكثير منذ صغره، حيث قتل والده وهو في سن المراهقة، وماتت إبنته البكر الباتول وشب حريق في شقته بالرباط وضاع من جراء ذلك جزء من أرشيفه السينمائي والثقافي، وفي الأخير فضل العزلة في مكان قريب من دمنات ليتفرغ للكتابة. عزاؤنا فيما تركه لنا من أفلام على قلتها ومن كتابات أدبية ورسومات وسيناريوهات صور بعضها من طرف مخرجين آخرين ولا زال البعض الآخر منها ينتظر.رحم الله سيدي أحمد البوعناني.

الممثل الراحل محمد الحبشي كان رائعا وعفويا في تشخيصه لدور السي محمد في الفيلم، كيف كانت علاقتك به آنذاك؟
كانت تربطني بالراحل محمد الحبشي علاقة صداقة من نوع خاص، ولي ذكريات كثيرة وجميلة معه.. هو ممثل بالفطرة تلقى تكوينا رصينا بالمركز المغربي للأبحاث المسرحية بالرباط.. اشتغلنا معا في مجموعة من الأعمال المسرحية والتلفزيونية.. لقد استفدت منه ومن ممثلين وممثلات آخرين من عياره كالراحلين محمد سعيد عفيفي وعبد الله العمراني والكبيرة فاطمة الركراكي وغيرهم.. فهؤلاء كانوا من أعمدة المسرح المغربي في عصره الذهبي. وليس غريبا أن ينال الحبشي سنة 1982 جائزة أفضل تشخيص رجالي عن دوره في فيلم “السراب” بالدورة الأولى للمهرجان الوطني للفيلم بالرباط، في حين فاز أحمد البوعناني بجائزتي الصحافة وأفضل حوار وحصلت زوجته نعيمة السعودي على جائزة أحسن ديكور.

الحبشي كان إنسانا بسيطا ومسالما، له مزاجه الخاص ويبتعد عن كل شخص لا يمكنه التفاهم معه. عانى كثيرا داخل الوسط الفني، وعندما تحسن وضعه المادي بسبب ما خلفه له والده بعد وفاته من أراضي ترك الجمل بما حمل وابتعد نهائيا عن المجال الفني، تاركا وراءه أدوارا خلدت اسمه في تاريخ السينما لعل أقواها دوريه في “السراب” للبوعناني و”حلاق درب الفقراء” (1982) للراحل محمد ركاب.

أجرى الحوار: أحمد سيجلماسي.

The post محمد رزين: أحمد البوعناني من طينة الكبار appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2020/07/13/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b1%d8%b2%d9%8a%d9%86-%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%88%d8%b9%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%b7%d9%8a%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a8%d8%a7/feed/ 0
المخرج عبد القادر لقطع: التحرر الفكري هو الأساس والراحل أحمد ناجي كان من أبرع الممثلين المغاربة https://cine-philia.com/2020/07/11/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%af%d8%b1-%d9%84%d9%82%d8%b7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%83%d8%b1%d9%8a-%d9%87/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%2585%25d8%25ae%25d8%25b1%25d8%25ac-%25d8%25b9%25d8%25a8%25d8%25af-%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%2582%25d8%25a7%25d8%25af%25d8%25b1-%25d9%2584%25d9%2582%25d8%25b7%25d8%25b9-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25aa%25d8%25ad%25d8%25b1%25d8%25b1-%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%2581%25d9%2583%25d8%25b1%25d9%258a-%25d9%2587 https://cine-philia.com/2020/07/11/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%af%d8%b1-%d9%84%d9%82%d8%b7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%83%d8%b1%d9%8a-%d9%87/#respond Sat, 11 Jul 2020 12:32:27 +0000 https://cine-philia.com/?p=5247 عبد القادر لقطع (72 سنة) من المخرجين المغاربة الذين أثارت أفلامهم ولا تزال نقاشا ساخنا داخل المجتمع المغربي وبين النقاد والمهتمين، نظرا لرؤية صاحبها النقدية لمجتمعنا التقليدي المحافظ ومحاولته عبر القضايا والطابوهات التي يتناولها في أفلامه خلخلة بعض الثوابت التي تعوق تحرر الإنسان في علاقته مع ذاته ومع الآخرين. أخرج لقطع لحد الآن، بالإضافة إلى...

The post المخرج عبد القادر لقطع: التحرر الفكري هو الأساس والراحل أحمد ناجي كان من أبرع الممثلين المغاربة appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
عبد القادر لقطع (72 سنة) من المخرجين المغاربة الذين أثارت أفلامهم ولا تزال نقاشا ساخنا داخل المجتمع المغربي وبين النقاد والمهتمين، نظرا لرؤية صاحبها النقدية لمجتمعنا التقليدي المحافظ ومحاولته عبر القضايا والطابوهات التي يتناولها في أفلامه خلخلة بعض الثوابت التي تعوق تحرر الإنسان في علاقته مع ذاته ومع الآخرين.
أخرج لقطع لحد الآن، بالإضافة إلى فيلمين سينمائيين روائيين جماعي طويل (رماد الزريبة) وفردي قصير (نهاية سعيدة) ومجموعة من الأفلام الوثائقية التلفزيونية وغيرها، ستة أفلام سينمائية روائية طويلة هي تباعا: “نصف السماء” (2014) ، “ياسمين والرجال” (2007) ، “وجها لوجه” (2003) ، “بيضاوة” (1998) ، “الباب المسدود” (1998) ، “حب في الدار البيضاء” (1991).
فيما يلي حوار مركز حول أول هذه الأفلام “حب في الدار البيضاء”، الذي كتب له السيناريو وأخرجه وركبه، بمناسبة عرضه من طرف المركز السينمائي المغربي على منصة إلكترونية يومي 9 و10 يوليوز 2020 في إطار أفلام الحجر الصحي:

تتمحور قصة الفيلم حول ثلاث شخصيات رئيسية رجلان وامرأة، يجد كل من عبد الجليل ونجيب في سلوى ملاذا للخروج من الوحدة وإشباع الرغبة الجنسية، كما تجد هذه الأخيرة في كل منهما نفس الملاذ والرغبة. إلا أن العلاقات بينها وبينهما ستعرف توترات خصوصا بعد اكتشاف أن عبد الجليل هو أب نجيب، لماذا اخترت أن يكون عشيقها الأول هو أب عشيقها الثاني؟
كنت قد لاحظت في الثمانينات تصرفاً شاذاً أصبح آنذاك نوعاً من “الموضا”، ويتعلق الأمر بمحاولة رجال كهول التربص لتلميذات السلك الثانوي لمحاولة إغرائهن قصد إشباع رغباتهم الجنسية. لذلك اخترت شخصية عبد الجليل لأعبر من خلالها عن هذا الواقع. أما كون سلوى تتعلق بعبد الجليل ثم بابنه نجيب فهذا راجع إلى رغبتي في تأزيم الموضوع ليتأثر المتفرج ويدرك عمق الكبث الذي تعاني منه الشخصيات. رغم هذه الوضعية، حاولت أن أجعل من سلوى فتاة صادقة ترغب في اكتشاف الحياة بدون آراء مسبقة.

نعرف من خلال الحوارات أن أم سلوى انتحرت بسبب معاملة زوجها (أي والد سلوى) السيئة لها، كما أن الفيلم ينتهي بانتحار نجيب، لماذا هذا الاختيار المأساوي؟
أظن أن المجتمع التقليدي والمحافظ لم يكن يسمح، كما هو الأمر الآن، بالحوار بين الأجيال خصوصاً في ما يتعلق بالمواضيع الحساسة كالعلاقات العاطفية أو الجنسية بين الشاب والشابة، الشيء الذي لم يسمج لنجيب مثلاً بأن يتجاوز صدمته وتشاؤمه.

هناك وجوه مسرحية شابة اخترتها، وهي في بداية مشوارها السينمائي، لتشخص أدوارا في الفيلم من بينها منى فتو ورشيد الوالي ومحمد فوزي زهير ومحمد خويي، كيف جاء اختيارك لها؟
كان هدفي منذ البداية أن أتعامل مع ممثلين مبتدئين وغير معروفين. كنت أبحث عن صفحة بيضاء لأرسم عليها تصوري الشخصي. في هذا الإطار يرجع الفضل إلى الصحافية خديجة العلوي التي عرفتني على محمد زهير الذي عرفني من جانبه بمنى فتو ومحمد خويي، أما منى، فهي التي قدمت لي رشيد الوالي. بالنسبة لأحمد ناجي فقد تعرفت عليه سابقاً بمناسبة تصوير “رماد الزريبة” في منتصف السبعينات.

الممثل الراحل أحمد ناجي، كان أداؤه في الفيلم جيدا، وهذه ثاني مرة تشتغل معه كممثل بعد تجربة فيلم “رماد الزريبة” الجماعية، حدثنا عن علاقتك بهذا الممثل الكبير الذي لفه النسيان نسبيا، ولماذا استبدلت صوته بصوت الممثل الراحل عبد الله العمراني؟

كان أحمد ناجي من أبرع الممثلين المغاربة، لكن وجوده خارج المغرب جعل الساحة الفنية تنساه. أما فيما يخص استبدال صوته بصوت عبد الله العمراني فذلك راجع إلى ظروف شخصية لم تسمح له بأن يسجل صوته في الوقت المناسب، الشيء الذي تأسفت له آنذاك رغم أن مردودية العمراني كانت جيدة.

فيلم “حب في الدار البيضاء” هو ثمرة مجهودات جماعية من خلال شركة منفذة للإنتاج ” السينمائيون المتحدون”، بماذا تتميز هذه التجربة الجماعية الثانية مقارنة مع تجربة “رماد الزريبة” سنة 1976؟
التجربة الجماعية التي أنجزت “رماد الزريبة” كانت تطمح أن تساعد كل المخرجين الذين شاركوا فيها أن يخرج كل واحد منهم فيلمه الشخصي، لكننا لم نستطع تحقيق هذا المشروع وذلك لأسباب تتعلق بأزمة الإنتاج آنذاك. لذلك تطورت الرؤية وأصبح كل واحد منا مسؤولاً لوحده عن مشروعه الخاص. ورغم هذا التحول فقد استمر التضامن بيننا مدة طويلة.

رغم أن الناس يعيشون قصص حب متنوعة، فالحديث عن الحب في مجتمعنا لا يزال من الطابوهات. فعبد الجليل مثلا، رغم تفتحه الفكري، ليست له الجرأة للتعبير عن حبه للشابة سلوى أمام الناس نظرا ربما لفارق السن بينهما.. فمرة يدعي أنها ابنته، وأخرى أنه عمها، ألا يمكن اعتبار هذا الموقف تكريسا للنفاق الاجتماعي؟
هذا ما حاولت التعبير عنه. فليس غريباً أن يلجأ عبد الجليل إلى النفاق للحفاظ على أمنه أو طمأنينته، لأن المجتمع التقليدي الزاخر بالطابوهات كان، في نظره، يفرض عليه هذا التصرف. وهو تصرف يجعلنا في الواقع نشك في صدق علاقته بسلوى و نتهمه بالجبن.

أمتعتنا كاميرا عبد الكريم الدرقاوي بمشاهد ولقطات جميلة لفضاءات الدار البيضاء ومعالمها العمرانية في مطلع التسعينات من القرن الماضي، كيف جاء اختيارك للمقاطع الموسيقية المصاحبة لهذه المشاهد واللقطات، الخارجية والداخلية؟
بكل صراحة، في غياب إمكانيات كافية لم أستطع التعامل مع ملحن مغربي فاعتمدت على ذاكرتي وعلى الأسطوانات الموجودة عندي آنذاك والتي اخترت منها ما اعتبرته مناسبا لدراما الفيلم، متفادياً التبسيط أو الطابع الفولكلوري. أما بالنسبة لأفلامي الأخرى، فقد تعاملت مع موسيقيين لهم تجربة في الميدان، الشيء الذي سمح لي بإغناء عملي السينمائي.

الفيلم ينتقد، عبر بعض الحوارات، نظرة المجتمع المحافظ للمرأة. فهذه الأخيرة إما مغلفة بالملابس أو بالتقاليد والعادات، ولا تملك جرأة الاحتفاء بجسدها وجماله، لا في الصور ولا في السينما. وهو من الأفلام المغربية الأولى التي تعاملت مع الجسد بشكل متحرر نسبيا، حيث شاهدنا جسد سلوى وجسدي عبد الجليل ونجيب عارية، فهل يمكن حصر التحرر في هذا المستوى؟ ألا ينبغي أن يطال هذا التحرر المواقف الفكرية والسلوكات المجتمعية وغير ذلك؟
منى فتو ومحمد زهير في لقطة من الفيلم.
طبعاً، التحرر الفكري هو الأساس وبدونه تبقى علامات التحرر الأخرى مجرد مظاهر سطحية.

ماذا عن مشاريعك الحالية والمستقبلية؟
لي مشروع فيلم طويل تدور أحداثه في القرن التاسع عشر، لكنني لم أنته من كتابته بعد.

 

أجرى الحوار أحمد سيجلماسي.

The post المخرج عبد القادر لقطع: التحرر الفكري هو الأساس والراحل أحمد ناجي كان من أبرع الممثلين المغاربة appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2020/07/11/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%af%d8%b1-%d9%84%d9%82%d8%b7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%83%d8%b1%d9%8a-%d9%87/feed/ 0
محمد عهد بنسودة: غايتي من الفيلم هي إثارة نقاش حول ظاهرة التحرش الجنسي بالمرأة. https://cine-philia.com/2020/07/08/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d9%87%d8%af-%d8%a8%d9%86%d8%b3%d9%88%d8%af%d8%a9-%d8%ba%d8%a7%d9%8a%d8%aa%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d9%87%d9%8a-%d8%a5%d8%ab%d8%a7%d8%b1/?utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d9%2585%25d8%25ad%25d9%2585%25d8%25af-%25d8%25b9%25d9%2587%25d8%25af-%25d8%25a8%25d9%2586%25d8%25b3%25d9%2588%25d8%25af%25d8%25a9-%25d8%25ba%25d8%25a7%25d9%258a%25d8%25aa%25d9%258a-%25d9%2585%25d9%2586-%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%2581%25d9%258a%25d9%2584%25d9%2585-%25d9%2587%25d9%258a-%25d8%25a5%25d8%25ab%25d8%25a7%25d8%25b1 https://cine-philia.com/2020/07/08/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d9%87%d8%af-%d8%a8%d9%86%d8%b3%d9%88%d8%af%d8%a9-%d8%ba%d8%a7%d9%8a%d8%aa%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d9%87%d9%8a-%d8%a5%d8%ab%d8%a7%d8%b1/#respond Wed, 08 Jul 2020 10:07:49 +0000 https://cine-philia.com/?p=5240 عرض فيلم “خلف الأبواب المغلقة” لمحمد عهد بنسودة، يومي 5 و6 يوليوز 2020، على منصة إلكترونية من طرف المركز السينمائي المغربي، في إطار الدفعة الثالثة من أفلام الحجر الصحي، وبمناسبة هذا العرض الجديد حاورنا مخرج الفيلم حول موضوعه (التحرش الجنسي بالمرأة) وطريقة معالجته وأمور أخرى. تجدر الإشارة إلى أن فيلموغرافيا محمد عهد بنسودة تتضمن، بالإضافة...

The post محمد عهد بنسودة: غايتي من الفيلم هي إثارة نقاش حول ظاهرة التحرش الجنسي بالمرأة. appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
عرض فيلم “خلف الأبواب المغلقة” لمحمد عهد بنسودة، يومي 5 و6 يوليوز 2020، على منصة إلكترونية من طرف المركز السينمائي المغربي، في إطار الدفعة الثالثة من أفلام الحجر الصحي، وبمناسبة هذا العرض الجديد حاورنا مخرج الفيلم حول موضوعه (التحرش الجنسي بالمرأة) وطريقة معالجته وأمور أخرى.
تجدر الإشارة إلى أن فيلموغرافيا محمد عهد بنسودة تتضمن، بالإضافة إلى مجموعة من الأفلام القصيرة والأعمال التلفزيونية، ثلاثة أفلام سينمائية روائية طويلة هي تباعا: “موسم لمشاوشة” (2009) و”خلف الأبواب المغلقة” (2013) و”البحث عن السلطة المفقودة” (2016).

فيما يلي نص الحوار:

موضوع التحرش الجنسي بالنساء مسكوت عنه في مجتمعنا، كيف جاءتك فكرة الاشتغال عليه في فيلمك “خلف الأبواب المغلقة”؟
أولا، أنا جد سعيد بمبادرة المركز السينمائي المغربي المتمثلة في انتقاء وعرض مجموعة من الأفلام المغربية المهمة والمختلفة شكلا وموضوعا، وذلك لتقديم صورة عامة عن السينما المغربية وتنوعها.
ثانيا، فيما يتعلق بموضوع المرأة أنت تعرف أن الحاجة ليست إلى فيلم واحد فقط بل إلى مجموعة من الأفلام، فهذا الموضوع بالنسبة لي تزامن مع التطور الذي لحق بمدونة الأسرة، حيث جاءتني فكرة الاشتغال عليه بعدما لاحظت أن هناك أشياء كثيرة يتم السكوت عنها في مجتمعنا ولاسيما ما تتعرض له المرأة والفتيات من تحرشات في الشارع وأماكن الشغل.
فمشكل التحرش تعاني منه المرأة بشكل كبير، أنتم تعلمون أنها تتعرض لمضايقات كثيرة في الشارع وأماكن العمل وغيرها من الأماكن العمومية، فكان من الضروري بالنسبة لي التطرق لهذا الموضوع بطريقة تخدم القضية وتوفر فرجة سينمائية في نفس الوقت.. أنتم تعرفون أنه في الوقت الذي أنجز فيه الفيلم لم يكن هناك مع الأسف قانون يحمي المرأة من التحرش، بل كانت هناك فقط مجموعة من الأفكار المتناثرة لا تدعو إلى معاقبة المتحرشين ولا تخدم قضية المرأة بشكل عام.. فطرح قضية التحرش ومعالجتها في الفيلم ما هي إلا انطلاقة فقط أو جس نبض قضايا أخرى تهم المرأة بصفة عامة في المجتمع المغربي. إذن وفقنا والحمد لله في إنتاج وإخراج هذا الفيلم انطلاقا من سيناريو كتبه الأستاذ عبد الإله الحمدوشي وتعاونت معه فيه وكانت غايتي من كل هذا إثارة نقاش حول ظاهرة التحرش الجنسي، وهذا ما تم بالفعل خصوصا بعد تكاثف جهود الجمعيات النسائية وتكتلها حول هذا الموضوع، وقمنا بتنظيم مجموعة من العروض للفيلم في القاعات السينمائية وضمن بعض الأنشطة الجمعوية المتخصصة في الموضوع، وترك الفيلم صدى طيبا في أوساط النساء، كما احتل المرتبة الأولى في شباك التذاكر، وحصل على جوائز في الهند والولايات المتحدة الأمريكية وأروبا، وهذا دليل على أن الفيلم لقي إقبالا كبيرا في الأوساط الاجتماعية لأنه فيلم عائلي يمكن للأب والأم والأبناء أن يشاهدوه جميعا بدون أي حرج. أما الجائزة الكبرى التي حصل عليها الفيلم داخل المغرب، في اعتقادي، فهي بلورة الحكومة المغربية لمشروع قانون التحرش والمصادقة عليه من طرف البرلمان. وفي الأخير أعتقد أن هذه هي السينما التي نحن في حاجة إليها.

الممثلة زينب عبيد كانت مقنعة في تشخيصها لدور سميرة في الفيلم، في حين كان أداء باقي الممثلين والممثلات عاديا، ما هي معايير اختيارك للممثلين؟ ولماذا كان لبعضهم حضور أمام الكاميرا وخلفها في آن واحد، أشير هنا إلى حالتي عبد الله فركوس وعمر العزوزي على سبيل المثال؟
فيما يتعلق بالممثلين كانت زينب عبيد في الفيلم بمثابة اكتشاف جميل لممثلة موهوبة، وهي الآن تشق طريقها بثبات وتطور في السينما والتلفزيون. لكن لا ينبغي نسيان أن كل الممثلين والممثلاث في الفيلم كانوا مقنعين إلى حد كبير في تشخيصهم لأدوارهم، فيكفي للتدليل على ذلك أن بطل الفيلم كريم الدكالي حصل على جائزتين دوليتين كبيرتين في التشخيص عن دوره في الفيلم: الأولى بمهرجان كان للسينما الإفريقية بفرنسا والثانية بمهرجان سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية. لقد أدى بطل الفيلم وبطلته دوريهما كما رسمناهما لهما بحيث استطاعا تبليغ رسالة الفيلم بطريقة واقعية ومقنعة بعيدا عن النمطية التي تعودنا ملاحظتها في أداء الكثيرين من ممثلينا بسبب غياب إدارة حقيقية لهم. يمكنني أن أخطأ في أشياء أخرى، لكن الخبرة المتواضعة التي راكمتها كمدير كاستينغ على امتداد سنوات تساعدني في اختيار الممثلين المناسبين.. فعبد الله فركوس مثلا كان جميلا وقام بدوره على أحسن ما يرام، في المشاهد التي شكلت متنفسا فرجويا تم من خلاله الانفتاح على الناس البسطاء والنساء المشتغلات بالمنازل ومعاناتهن مع التحرش.. عمر العزوزي أيضا كان قمة في تشخيصه لدور مدير الشركة التي تشتغل فيها البطلة ورئيسها المباشر في الشغل.. نفس الأمر بالنسبة لباقي الممثلين والممثلات كأحمد الساكية وزبيدة عكيف وأمال عيوش وعز العرب الكغاط وبشرى أهريش ونجاة الوافي ونفيسة الدكالي ونجاة خير الله وغيرهم…
أما فيما يتعلق ببعض العناصر التي اشتغلت في الطاقمين الفني والتقني معا، أي أمام وخلف الكاميرا، فأنت تعرف أنها ظاهرة عادية ومعمول بها في كثير من الأفلام.. فعبد الله فركوس وعمر العزوزي مراكشيان وكل من أراد أن يصور بمراكش في ظروف جيدة عليه أن يتعامل مع هذان الشخصان نظرا لخبرتهما وشبكة علاقاتهما.. عمر العزوزي بالإضافة إلى كونه ممثلا فهو أيضا مدير إنتاج، وكذلك فركوس فقد أفادنا كثيرا بعلاقاته الشخصية داخل المدينة وخارجها.

لاحظت في حوارات الفيلم طغيان الفرنسية على الدارجة المغربية، ما هي دواعي ذلك من وجهة نظرك؟
حضور اللغة الفرنسية ضروري داخل الفيلم، هذا من جهة التسويق أو نظرة المنتج لمستقبل توزيع الفيلم، ولذلك عرض الفيلم في القاعات السينمائية بالمغرب وفرنسا وبلجيكا ودول أخرى، كما عرض على بعض القنوات التلفزيونية بسبب حضور هذه اللغة، وحتى الترجمة (أوالسترجة) التي قمنا بها للحوارات من الدارجة إلى الفرنسية لم تتطلب وقتا طويلا. ومن جهة ثانية يرجع حضور اللغة الفرنسية بكثافة إلى واقعية الفيلم التي تجعلك تقدم نظرة واقعية لهذه المؤسسات الدولية التي يتم داخلها الحديث بالفرنسية. لقد احترمنا جيدا نسبة الفرنسية داخل الفيلم لأن هذا أمر واقعي.
لقد اجتمعت بالأستاذ الحمدوشي كاتب السيناريو بالعربية وتعاونا لإعادة الكتابة وجعل الفيلم ينتقل من صبغته المحلية إلى صبغة دولية عبر تطعيم جانب من حواراته باللغة الفرنسية، ولعل هذا التطعيم هو الذي فتح للفيلم أسواقا أكثر رحابة، خصوصا السوق الفرانكوفونية، هذا مع العلم أن من بين مدعميه المنظمة الدولية للفرانكوفونية.

أهديت الفيلم في الجنريك إلى بناتك الأربع آية ويسرا وجنات وميمنة، هل في هذا الإهداء تعاطف مع المرأة ومساندة لها في محنة التحرش الجنسي، كما هو الشأن بالنسبة لزوج سميرة بطلة الفيلم؟
بالفعل، أهديت الفيلم لبناتي الأربع ومن خلالهن لجميع الفتيات والنساء عبر العالم. لماذا؟ لأنني أنجزته متمنيا ألا يصطدم الجيل القادم بمشاكل من هذا النوع، التحرش الجنسي وغيره، وليبقى الفيلم كذكرى جميلة للتاريخ وكوثيقة مصورة شاهدة على أن جيلي من الفنانين حاول معالجة هذا الموضوع بطريقة ذكية.
ما أثلج صدري سنة 2019 هو حصول هذا الفيلم على جائزة التميز للمرأة المغربية في حفل بهيج احتضنه مسرح محمد الخامس بالرباط، وفي هذا اعتراف من الحكومة المغربية، عبر رئيسها وبعض وزرائها المعنيين، بأهمية موضوع الفيلم وبالمجهود المبذول في تناوله فنيا.
صحيح أن فيلم “خلف الأبواب المغلقة” سبق له أن فاز بجوائز عدة خارج الوطن، من قبيل جائزة لجنة التحكيم بالمهرجان الدولي للسينما بهيوستن في نسخته السادسة والأربعون، إلا أنني أعتبر حصوله على جائزة التميز داخل وطني بمثابة أفضل جائزة لي ولمن عمل معي فيه.

“نساء لسن للبيع”، هل هو عنوان ثان للفيلم تم اختياره لأسباب ترويجية؟
أنت على حق، فهذا العنوان الثاني تم اختياره لدواعي ترويجية، فموزعة الفيلم إيمان المصباحي هي التي اقترحت هذا العنوان بحكم خبرتها بالسوق وتجربتها الميدانية، وذلك لأنه أكثر جذبا من الناحية التجارية. وأنت تعرف أنها من أفضل وأهم موزعات الأفلام بالمغرب وأيضا بالعالم العربي، ومن الضروري والمفيد الاستفادة من اقتراحاتها العملية الصائبة. هذا العنوان مثير للنقاش، فبعد عرض الفيلم على قناتنا “f7ac” منذ سنتين فقط شاهده أكثر من مليون متفرج ومتفرجة، هذا ناهيك عن عروضه المختلفة عبر منصة اليوتوب ومشاهدته من طرف ملايين الناس بعد تعرضه للقرصنة من طرف العديد من المواقع الإلكترونية.
إن نجاح الفيلم يرجع إلى تكامل المجهودات المبذولة فيه كتابة وإخراجا وتشخيصا وإنتاجا وتصويرا وتركيبا وغير ذلك، ولعل هذا ما جعله يعرض بنجاح في القاعات السينمائية الوطنية وفي القنوات التلفزيونية المغربية والفرنسية وغيرها.. إنه فيلم يتميز بتناوله لظاهرة مجتمعية بطريقة إخراجية تتماشى مع طبيعة هذه الظاهرة.

لاحظت أن معالجتك لهذا الموضوع المسكوت عنه تمت بطريقة مباشرة نوعا ما، هل هذه المباشرة مرغوب فيها لتبليغ رسالة لأكبر عدد ممكن من المشاهدين المغاربة وغيرهم؟
يمكن أن نقول عن المعالجة أنها مباشرة، لكن أنا لي تحفظ على مفهوم “مباشرة”، فما المقصود به؟ بالنسبة للمتلقي ينبغي أن يفهم الموضوع بصفة مباشرة وسريعة، أما فيما يتعلق بمشاهد التحرش فأنا لم أكن مباشرا فيها.. مجموعة من المشاهدين كانوا ينتظرون ذلك، لكن خاب أملهم.. أنا لا أومن بالمشاهد الإباحية، لذلك اخترت أن يكون تناول موضوع التحرش في الفيلم بذلك الشكل لكي يصل إلى أكبر عدد من الناس بطريقة سريعة.. فكل العائلة يمكنها مشاهدة الفيلم دون حرج: الأم، الأب، الأخت… بل جميع الشرائح الاجتماعية.

فضاءات التصوير وزعت على ثلاث مدن هي الرباط ومراكش والدار البيضاء، ألم يكن ممكنا تصوير كل مشاهد الفيلم في مدينة واحدة أم أن دخول أطراف عدة في عملية الإنتاج هو الذي فرض هذا الاختيار؟
بطبيعة الحال الفيلم فيه جملة من الديكورات تنتمي إلى مدن مختلفة، وهذا مقصود لأن غايتنا كانت هي إعطاء صورة جديدة للمغرب. لقد صورنا الفيلم سنة 2013 وعندما تمت مشاهدته من طرف نقاد وصحافيين وجمهور متنوع داخل الوطن وخارجه فوجئ الجميع بالصورة الإيجابية التي يقدمها عن المغرب. لماذا؟ ببساطة لأنهم كانوا متعودين دوما في جل الأفلام المغربية على مشاهد البؤس ودور الصفيح والفضاءات التقليدية وما تحبل به من مشاكل اجتماعية وغيرها.. وحتى الأفلام التي صورت الجانب العصري من المغرب كانت تظهر ذلك من منظور سوداوي.. لقد حاولنا ما أمكن في هذا الفيلم إظهار المجتمع المغربي بطريقة معاصرة وجميلة وأعتقد أننا وفقنا في ذلك والحمد لله.
أغلب مشاهد الفيلم، الداخلية والخارجية، لا يعيرها المتلقي اهتماما بالغا.. فمدخل الشركة مثلا صور بالرباط، والديكورات الداخلية صورت بمراكش. أما مكتب المدير فصور بالدار البيضاء. لقد تم اختيار هذه الفضاءات برؤية احترافية غايتها التنويع وتفضيل الأجمل، المكتب الجميل لم يكن متوفرا لنا بمراكش فصورناه بالدار البيضاء، وعثرنا على منظر خارجي مناسب بالرباط فصورناه هناك، وهكذا… كل هذا داخل رؤية شمولية لمغرب متعدد ومتنوع الفضاءات.. وأعتقد أننا وفقنا في اختيارنا لفضاءات التصوير واستطعنا أن نقدم صورة إيجابية عن المغرب، فكفانا من الصور السلبية لبلدنا التي ترجع بنا إلى الوراء.

ماذا عن مشاريعك الحالية والمستقبلية؟
هناك فيلم وثائقي جاهز حول موضوع الحضانة، سيتم عرضه بعد ارتفاع الحجر الصحي والخروج من حالة الطوارئ وعودة الحياة إلى مجراها الطبيعي. وهناك سلسلة تلفزيونية مغربية إفريقية بعنوان “القوات الخاصة الإفريقية”، هي عبارة عن إنتاج مشترك بين المغرب والقناة الفرنسية “كنال بلوس”، أنا الآن بصدد إخراج جزئها الأول. صورنا مجموعة من المشاهد بالمغرب والسينغال والكاميرون، وينتظرنا تصوير باقي المشاهد بالكوت ديفوار والسينغال. لقد اضطرتنا ظروف الحجر الصحي إلى إيقاف التصوير.
أما بالنسبة للمشاريع السينمائية فنحن بصدد الاشتغال على موضوع مهم جدا يتعلق بظاهرة الطلاق.. قدمنا السيناريو للجنة الدعم فمنحتنا السنة الماضية دعما لإعادة الكتابة، فأعدنا كتابته آخذين بعين الاعتبار ملاحظات اللجنة. نأمل أن يحظى مشروعنا هذه السنة بدعم يمكننا من تصويره كفيلم سينمائي يعالج مشكل الطلاق بطريقة تخدم القضية وتوفر فرجة سينمائية، وذلك في إطار اشتغالنا الدائم والوفي لموضوع المرأة في المغرب والعالم العربي.

أجرى الحوار: أحمد سيجلماسي

The post محمد عهد بنسودة: غايتي من الفيلم هي إثارة نقاش حول ظاهرة التحرش الجنسي بالمرأة. appeared first on موقع سينفيليا.

]]>
https://cine-philia.com/2020/07/08/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d9%87%d8%af-%d8%a8%d9%86%d8%b3%d9%88%d8%af%d8%a9-%d8%ba%d8%a7%d9%8a%d8%aa%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d9%87%d9%8a-%d8%a5%d8%ab%d8%a7%d8%b1/feed/ 0