يشارك المغرب في أقسام مختلفة من الدورة 76 لمهرجان كان السينمائي بأربعة أفلام، وهي فيلما “كذب أبيض” لأسماء المدير و”القطعان” لكمال الأزرق في قسم “نظر ما”، وفيلم “الثلث الخالي” لفوزي بن سعيدي في فقرة “نصف شهر المخرجين”، وفيلم “القمر” لزينب واكريم في مسابقة المدارس السينمائية. إضافة لمشاركة المخرجة مريم التوزاني كعضوة لجنة التحكيم في اللجنة الرسمية لمسابقة الفيلم الطويل.
بنسعيدي يعود
فوزي بن سعيدي الذي كان قد حضر بفيلمه القصير الأول في مهرجان كان في قسم “نصف شهر المخرجين” سنة 2000 حيث فاز بجائزة آنذاك، والمتعود على حضور هذا الموعد السينمائي الهام يقول ل”سينفيليا” في لقاء معه : “حاولت في كل أفلامي أن أدخل تجربة جديدة ، ففيلمي ماقبل الأخير كان عبارة عن إقتباس عن مسرحية للتشيكوف، الأمر الذي لم أكن قد فعلته قبلا، أنا الذي أعشق التصوير في فضاءات خارجية دخلت تحديا مع نفسي أن أخرج فيلما كل أحداثه تدور في فضاء مغلق”. أما بخصوص فيلمه “الثلث الخالي” الذي يشارك به في الدورة 76 لمهرجان كان فيقول عنه بنسعيدي “هو تجربة جديدة أيضا خصوصا فيما يتعلق بطريقة الحكي، إذ يتغير مسار الفيلم داخل الفيلم، بحيث أتَخلَّى عن قصة وأشرع في حكي أخرى، ثم أعود لنسج بعض من أصداء تجمع بين القصتين، وهي المرة الأولى التي أُجَرِّب فيها مثل هذه الأشياء، وعموما ما يهمني هو مساءلة اللغة السينمائية. كانت عودة لي للفضاءت الواسعة والشاسعة التي صورتها في فيلمي الروائي الطويل الأول “ألف شهر” إضافة للرجوع للشكل الحداثي الذي قاربته في فيلمي “ياله من عالم جميل”. عموما فأنا أحاول أن أتقدم في كل عمل، مخاطرا في كل مرة ومحاولا عدم تكرار نفسي والنوم فرحا بما حققته سابقا، ليكون كل فيلم لي مغامرة سينمائية جديدة أخوضها”.
وعن تزامن وتقارب خروج فيلميه “أيام الصيف” الذي عرض في الدورة الأخيرة لمهرجان مراكش السينمائي وفيلمه “الثلث الخالي” الذي يعرض حاليا بمهرجان كان، يقول فوزي بن سعيدي “كان لفترة التوقف الطويل بسبب وباء كورونا تأثير على تزامن خروجهما، لكن رغم ذلك بينهما فترة طويلة نسبيا، إذ اشتغلت عليهما من حيث الكتابة منذ سنة 2016 ليصدر فيلمي “وليلي” سنة 2017 في مهرجان البندقية والذي وزِّع في الصالات السينمائية بعد ذلك، ومنذ ذلك الحين إلى الآن كان من المفروض أن يكون لدي فيلمان طويلان وهذا هو إيقاعي منذ بداياتي، ثلاث سنوات بين فيلم وآخر، وأتمنى أن يظل إيقاعي في إخراج الأفلام على هذا المنوال، أو ربما أنا داخل على فترة جديدة في الإشتغال، لأنني أنجزت أيضا في نفس الفترة ثلاث أفلام قصيرة” .
بخصوص الطفرة الحالية للجيل الجديد من المخرجين والمخرجات السينمائيين المغاربة الذين أصبحوا يحضرون في أهم المواعيد السينمائية العالمية يقول فوزي بن سعيدي ل”سينفيليا” “أخيرا هناك جيل من السينمائيين والسينمائيات ليس وليد اليوم لكن طلائعه ظهرت منذ بضع سنوات، أسماء كإسماعيل العراقي الذي صنع فيلمه الطويل الأول “زنقة كونتاكت” وحضر به في “مهرجان البندقية” وعادل الفاضلي ومريم بنمبارك وصوفيا علوي وأسماء المدير وكمال لزرق إضافة لأسماء قادمة أخرى أنجزت أفلاما قصيرة متميزة، ويجب أن نفتح لهؤلاء أذرعنا ونستقبلهم بسعادة وبحب، ونحتفل بهذا الحضور المغربي القوي في كان”.
أسماء المدير: كارما السينما
بخصوص مشاركتها الأولى في مهرجان كان قالت أسماء المدير ل”سينفيليا” أنها تعتبرها فوزا في حد ذاته إذ “بعد جهد دام أكثر من عشرة سنوات أظن أن فقرة (نظرة ما) هي المكان الأنسب لفيلمي، وأشكر اللجنة التي لمست في الفيلم ما يستحق أن يكون حاضرا بمهرجان كان، كل مخرجة أو مخرج يحلم بعرض فيلمه بمهرجان كان وكنت من بين هؤلاء الحالمين”.
وتضيف أسماء قائلة ” (كذب أبيض) هو أول أفلامي السينمائية، بدأت كتابته أيام الدراسة وكبرنا معا، لطالما حكيت قصص الآخرين بحكم إلمامي بمدرسة الوثائقي واليوم أجدني أحكي جانبا مني، كما حكاها تاركوفسكي يوما: (السينما فن معقد وعلينا أن نقدم ذواتنا قربانا لهذا الفن)، أظنه كان على صواب”.
وبخصوص مشاركة السينما المغربية في مهرجان كان هذا العام تقول أسماء المدير ل”سينفيليا” “هذه السنة نحن محظوظون، زادنا من الأفلام يكفي ليملأ كل صفحات جرائد العالم، هذا ماكنت أطمح إليه كمخرجة أن أرى بلدي المغرب ينتفض فنيا وسينمائيا، في كل أنواع السينما وأشكالها ولو أنه في نظري هناك سينما واحدة كونية يفهمها الإنسان أو قد لا يفهمها، لكنني أقصد أن كارما السينما قد رُدَّت لأهلها. المغرب يستحق هذا النجاح، إنه يصرف على السينما أكثر من أي بلد مغاربي آخر”.
وتختم أسماء تصريحها قائلة “لم يحصل فيلمي (كذب أبيض) على أي دعم من المركز السينمائي المغربي لكن أتكلم بصفة عامة، المغرب يستحق أن يكون حاضرا سينمائيا في كل مهرجانات العالم لأنه بلد لديه طاقات سينمائية”.
عبد الكريم واكريم