انطلاقا من النقاش الحالي الذي تعرفه الساحة السينمائية المغربية حول مسألة الدعم السينمائي، فإننا نرى في “سينفيليا” أن الدعم السينمائي أو التسبيق على المداخيل يجب أن يرتكز على الأعمال المحترمة فنيا وسينمائيا وألا يتم منح الدعم للأعمال التجارية التي يمكن لها أن تُوَزَّع في القاعات وتضمن أرباحها، أفلام كالتي يصنعها فركوس وسعيد الناصري وغيرهما.
إضافة إلى أن المخرج الذي يُمنح الدعم مرة ويثبت أنه غير قادر على إنجاز فيلم جيد لايجب أن يتم دعمه مرة أخرى بعد ذلك، وما نراه يقع الآن هو عكس هذا، إذ تم دعم مشروع الفيلم القادم لفركوس بثلاثة ملايين درهم، وهنالك مخرجون أثبتوا بالملموس أنهم غير قادرين على إنجاز فيلم ذو مستوى فني جيد ومع ذلك يتم دعمهم باستمرار.
“سينما” فركوس وما شابهها يجب أن يتوقف عنها الدعم لأنها “سينما تجارية” جماهيرية قادرة على الاستمرار بأموال ذاتية أو بالبحث عن منتجين خواص وبذلك نكون في طريق بناء صناعة سينمائية تعتمد على إمكانياتها الذاتية وتتطور بدون أن تكون عالة على موارد الدولة التي يمكنها بالمقابل أن تدعم أعمالا تبقى في الذاكرة السينفيلية وتشكل إضافة للمنجز السينمائي المغربي.
هنالك حديث في الكواليس عن فساد في تركيبات لجان الدعم المتتالية، الأمر الذي يستمر رغم توالي اللجان وتغيير الأسماء المكونة لها، إذ هنالك من يكُون عضوا في اللجنة ولا يعرف ميكانيزمات اشتغالها فيما البعض الآخر يُمرِّرُون الدعم في ظروف غامضة وتوضع عليها كثير من علامات الاستفهام.
مع لجنة دعم سابقة تم رفض دعم مشاريع أفلام لمخرجين أمثال فوزي بن سعيدي وداوود أولاد السيد على سبيل المثال فيما تم منح الدعم وفي نفس الآن لمخرجين لا يمكن مقارنتهم إبداعيا نهائيا بهؤلاء، وهنا يجد المهتم نفسه مستغربا مِما يقع ولا يرى أي منطق أو رؤية أو منهج يحدد اشتغال اللجان المتوالية، في حين نرى عضوا باللجنة من المفروض فيه أنه مُلم بالسينما وقضاياها يُبرر دعمه لمشاريع أفلام بكونه يحكم على السيناريو الذي أمامه ولا يهمه الفيلم في صورته النهائية، فيما أن الأمر واضح بحيث لايمكن للمخرج الممنوح أن يصنع فيلما جيدا لأن فاقد الشيء لايعطيه، وهنا لايمكن لنا سوى أن نستغرب أو نظن أن في الأمر شيئا غير مفهوم أو غير منطقي بالمرة .
لقد أثبتت الدورات الأخيرة للمهرجان الوطني للفيلم من خلال الأفلام المعروضة بها أن هنالك خللا واضحا في أسلوب وطريقة الدعم بحيث أن الأغلبية الغالبة من الأفلام المعروضة لم تحمل في طياتها تَمَيُّزا فنيا ولارؤية سينمائية، بل إن طابع أغلبها كان تلفزيونيا ولا يَمُتُّ للسينما بصلة، ولهذا وجب التفكير بجدية في مراجعة أسلوب وطريقة الدعم السينمائي لأن الوقت قد حان لفعل ذلك.