نُخَصّص حيزا مهما من صفحات هذا العدد لجديد السينما المغربية، من خلال موعدها السنوي الأهم “المهرجان الوطني للفيلم بطنجة”، والذي نُظِّمت دورته بطنجة مرة أخرى، رغم ماسبق ذلك من قيل وقال، وعن كونه سوف يتم نقله لمُدن أخرى ويعود لنظام التنقل بين المدن كما كان في السابق، قبل أن يستقر بطنجة منذ عشر سنوات خلت.
ومن أهم الملاحظات التي اتفق عليها السينفيليون والنقاد الذين حضروا هذه الدورة، أنها شهدت مستوى فنيا أقل للأفلام المشاركة عن ذلك الذي ميَّز أفلام الدورات السابقة، فحتى الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى لم يحظ بإجماع المتتبعين الذين لاحظوا به كثيرا من الثغرات السردية ولحظات من الضعف الفني، الأمر الذي لم يكن يُأهله للفوز بالجائز الكبرى التي من شروطها توفر العمل الفائز بها بصفة العمل المتكامل فنيا، وهو مالم يكن متوفرا في هذا الفيلم.
الملاحظة الثانية التي أثارت نقاشا مستفيضا هي تطبيق نظام لاختيار الأفلام الطويلة للسنة الثانية على التوالي، بحيث كان الهدف المتوخى من هذا النظام الجديد اختيار أجود الأفلام للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان، الأمر الذي لم يتحقق بحيث أن كثيرا من الأفلام التي يتم اختيارها تكون ذات مستوى ضعيف بل أقل من الأفلام التي تم إقصاؤها أو في نفس مستواها التقني والفني، الأمر الذي يدفع من يتم إقصاؤهم للاحتجاج على لجن الاختيار، التي لاتستطيع تبرير المقاييس التي تعتمدها في عملية الاختيار، هذا إن كانت هناك مقاييس من الأصل!
وعكس نتائج الفيلم الطويل فإن نتائج مسابقة الفيلم القصير شهدت تنويها وإجماعا حولها، إذ كان منتظرا أن يفوز فيلم “مول الكلب” الذي تميز عن باقي الأفلام المشاركة الأخرى التي تفاوتت قيمتها الفنية بين متوسط كثير وجيد قليل.
وتجدون في “ملف العدد” تفاصيل إضافية عن هذه الدورة من المهرجان الوطني للفيلم.