نواصل الصدور في “سينفيليا” بهذا العدد الرابع في محيط لايشجع على صدور مجلة سينمائية متخصصة ولا استمرارها، وما التجارب المغربية المُماثلة التي سبقتنا والتي كان التوقف مصيرها سوى دليل على مانقول، الأمر الذي نحاول جاهدين ألا نصل إليه.
غياب الدعم سوى من وزارة الثقافة المغربية وغياب الإشهار من بين الأسباب التي تجعل مجلة مثل مجلتنا تواجه صعوبات مادية، لكن أيضا انعدام ثقافة سينفيلية مثل تلك التي نجدها في دول عريقة في الميدان السينمائي، والتي يُرافق فيها الصناعة السينمائية في خط متواز إعلام متخصص يَعلم المهنيون ألا غنى للصناعة عنه.
نواصل الصدور وهاجسنا خدمة السينما في بلد مازال فيه صُناعها يتلمسون الطريق الصحيح نحو صناعة حقيقية تَحتكم لشباك التذاكر كما تحتكم لآراء المهتمين والنقاد، ومتمنياتنا أن نرى منتجين خواص قد تحمسوا للاستثمار في هذا القطاع المُربح، لأن دعم الدولة فقط لن يضمن لأي صناعة سينمائية الإستمرارية…
نواصل الصدور والسينما المغربية تستمر في إنتاج ما يفوق العشرين فيلما سنويا عُرض البعض القليل مما أنتج منها هذه السنة في مهرجانات سينمائية و كان الصدى حول ثلاثة منها جيدا على العموم رغم أن الإجماع شيء يُنشد ولا يُنال إلا قليلا، ففيلم “البحر من ورائكم” لهشام العسري الذي كان عرضه الأول في مهرجان دبي السينمائي كتب عنه النقاد العرب الحاضرون كلمات جميلة تطمئننا شيئا ما وتجعلنا نرى نورا في نهاية النفق. أما فيلما “جوق العميين” لمحمد مفتكر المعروض ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش السينمائي و”نصف السماء” لعبد القادر لقطع المعروض بفقرة “خفقة قلب” بنفس المهرجان فرغم تفاوت آراء المهتمين حولهما إلا أن لا أحد تجرأ ليصفهما بالرداءة، بل كانت الملاحظات حولهما تتناول بالنقاش تصورات فنية فقط يمكن الاختلاف حولها.
وبما أن إصدار هذا العدد من “سينفيليا” تزامن مع أحداث فنية وسينمائية وبما أن لكل حدث حديث فقد خصصنا صفحات لمهرجان مراكش السينمائي الذي مازال رأينا فيه لم يتغير، وهو رأي يتقاسمه معنا الجسم السينمائي المغربي، كون المشرفين الفرنسيين على هذا المهرجان يتعمدون إقصاء المهنيين المغاربة وإهانتهم…ويجد القارئ بالعدد أيضا محورا خاصا ب”السينما والشعر” وصفحات تأبينية لفقيد السينما والفن بالمغرب الفنان الكبير محمد بسطاوي…
ولأننا نعشق السينما ولأن عشاق السينما معنا، لذلك نصدر وسنواصل الصدور حتما…
موعدنا في العدد الخامس من “سينفيليا”