حقق فيلم الرعب «الهاتف الأسود 2» (Black Phone 2) للمخرج سكوت ديرِكسون نجاحاً مفاجئاً في شباك التذاكر، مانحاً المنتج جيسون بلوم نصراً طال انتظاره بعد سلسلة من الإخفاقات المتتالية. إذ حقق الفيلم في عرضه الافتتاحي بالولايات المتحدة نحو 26.5 مليون دولار من 3411 دار عرض، إضافة إلى 15.5 مليون دولار من 72 سوقاً أجنبياً، ليصل إجمالي إيراداته العالمية إلى 42 مليون دولار، وهو رقم لافت قياساً بميزانيته المتواضعة البالغة 30 مليون دولار فقط.
هذا الإنجاز يأتي بعد إخفاق مشاريع أخرى لشركة Blumhouse، أبرزها الفشل التجاري المكلف لفيلم M3GAN 2.0 مطلع العام. غير أن «الهاتف الأسود 2» تمكن من اعتلاء صدارة شباك التذاكر في أميركا الشمالية، متقدماً بفارق كبير على فيلم «ترون: إيريس» (Tron: Ares) من إنتاج ديزني، الذي خسر أكثر من 65% من إيراداته في أسبوعه الثاني. وقد أشاد النقاد بالفيلم لنجاحه في توسيع عالم الجزء الأول وبناء حبكة أكثر نضجاً، فيما منحه الجمهور تقييماً بدرجة B في استطلاع CinemaScore، وهو تقييم جيد جداً لفيلم رعب.
اللافت أن الجمهور اللاتيني شكّل نحو 39% من رواد الفيلم في الولايات المتحدة، ما يعكس اتساع قاعدة متابعيه عبر الفئات المختلفة. وفي الأسواق العالمية، تصدّرت المكسيك القائمة بإيرادات بلغت 4.3 ملايين دولار، وهو رقم ضخم لفيلم من هذا النوع.
يعود النجم إيثان هوك في الجزء الثاني مجسداً شخصية القاتل المتسلسل المرعب ذا غرابر، بينما يؤدي مايسون تيمز مجدداً دور فين. وتدور القصة حول سعي القاتل للانتقام من فين من العالم الآخر، عبر مطاردة شقيقته الصغرى غوين، التي تلعب دورها مادلين ماكغرو.
الجزء الأول من السلسلة، الذي صدر عام 2021 في ذروة تعافي دور السينما من جائحة كورونا، كان قد افتتح بإيرادات بلغت 23.6 مليون دولار محلياً، لينتهي بتحقيق أكثر من 161 مليون دولار عالمياً، قبل أن تبدأ موجة “الإرهاق من أفلام الرعب” في الأسواق.
أما فيلم «ترون: إيريس» فحلّ في المركز الثاني بإيرادات محلية بلغت 11.1 مليون دولار، ليصل مجموع ما جمعه خلال 10 أيام إلى 54.6 مليون دولار داخل أميركا، و103 ملايين دولار حول العالم، في مقابل ميزانية إنتاج ضخمة بلغت 180 مليون دولار، ما ينذر بخسائر مالية كبيرة لديزني.
في المقابل، فشل فيلم الكوميديا «الحظ السعيد» (Good Fortune) من إخراج عزيز أنصاري في تحقيق انطلاقة قوية رغم تقييماته الإيجابية وطاقمه النجومي الذي يضم سيث روغن وكِكي بالمر وساندرا أوه وكيانو ريفز، إذ جمع 6.2 ملايين دولار فقط في أسبوعه الأول.
أما فيلم «معركة تلو الأخرى» (One Battle After Another) من إنتاج وارنر براذرز وإخراج بول توماس أندرسون، فقد تجاوز حاجز 100 مليون دولار في الأسواق العالمية بإجمالي 162.5 مليون دولار، بينما واصل فيلم الجريمة الكوميدي «روفمان» (Roofman) من ميراماكس تحقيق نتائج متواضعة مع 16.4 مليون دولار عالمياً.
الدراما التاريخية «الحقيقة والخيانة» (Truth & Treason) من إنتاج Angel Studios افتتحت سادساً محققة 2.7 مليون دولار، لكنها كانت الوحيدة بين الإصدارات الجديدة التي نالت تقييم A من الجمهور.
في السينما المستقلة، واجه فيلم «بعد الصيد» (After the Hunt) إخفاقاً نسبياً رغم مشاركة جوليا روبرتس وأندرو غارفيلد وآيو إديبيري، إذ حصد تقييماً ضعيفاً C- عند توسيع عروضه.
في المقابل، شهدت القاعات الأميركية عرضاً محدوداً لفيلم المخرج الإيراني جعفر بناهي «كان مجرد حادث» (It Was Just an Accident)، الذي افتتح في ثلاث صالات فقط وحقق أعلى معدل دخل لكل صالة في الأسبوع بنحو 22,674 دولاراً. الفيلم الذي نال السعفة الذهبية في مهرجان كان هو أول عمل لبناهي منذ الإفراج عنه من السجن، ويمثل دخولاً قوياً في سباق الأوسكار القادم.
أما فيلم «العقل المدبر» (The Mastermind) من المخرجة كيلي رايخارت، فحقق ثاني أعلى متوسط إيرادات لكل صالة في الولايات المتحدة، في انطلاقة وُصفت بأنها الأقوى في مسيرتها المهنية. الفيلم مستوحى من عملية سرقة فنية حقيقية في سبعينيات القرن الماضي، ويؤدي بطولته جوش أوكونور وهوپ ديفيس، ومن المتوقع أن يتوسع عرضه خلال الأسبوع المقبل.
هكذا، يواصل موسم الخريف السينمائي رسم ملامح جديدة لتوازنات شباك التذاكر، حيث تتصدر أفلام الرعب والمستقلين المشهد بينما تتراجع عناوين هوليوود الضخمة التي كانت تراهن على الأسماء اللامعة والميزانيات الهائلة.
سينفيليا