الرئيسيةالسينما العالميةالسينما العالمية تودّع ديفيد كيغلي.. مهندس الصورة العملاقة

السينما العالمية تودّع ديفيد كيغلي.. مهندس الصورة العملاقة

وفاة ديفيد كيغلي رائد آيماكس وصانع السينما العملاقة عن 77 عاماً

توفي ديفيد كيغلي، أحد رواد السينما ذات الشاشات العملاقة في شركة “آيماكس” وأول رئيس لجودة الإنتاج فيها، عن عمر ناهز 77 عاماً بعد صراع مع سرطان البروستات العصبي الصماوي. وأكد نجله، الإعلامي جيف كيغلي، أن والده فارق الحياة يوم الخميس في مركز “ميموريال سلون كيترينغ” بنيويورك.

على مدى أكثر من نصف قرن، ارتبط اسم كيغلي ارتباطاً وثيقاً بعالم “آيماكس”، حيث لعب دوراً محورياً في نقلها من عرض الأفلام التعليمية والمؤسساتية إلى إعادة صياغة كبرى إنتاجات هوليوود لتعرض على الشاشات العملاقة، مما منح الجماهير حول العالم تجربة بصرية فريدة. الرئيس التنفيذي لشركة آيماكس، ريتشارد جيلفوند، وصفه بأنه “التجسيد الإنساني لآيماكس” الذي لم يتوقف عن السعي لتقديم صور ملهمة تأسر الجمهور. وأشار إلى أن كيغلي ظل يعمل حتى أيامه الأخيرة، إذ أنهى مراجعة مشاهد فيلم “الأوديسة” الذي يخرجه كريستوفر نولان، ليكون ذلك بمثابة تتويج لمسيرة استثنائية.

وُلد كيغلي في تورونتو عام 1946، وبدأ رحلته في صناعة السينما عام 1972 مع زوجته وشريكته باتريشيا بتأسيس شركة DKP 70MM المتخصصة في معالجة الأفلام الكبيرة. وفي العام نفسه شاركا في إخراج فيلم “Catch the Sun” المخصص للعرض بتقنية آيماكس، قبل أن تتوسع مساهماتهما لتشمل مئات الأفلام. لاحقاً، استحوذت آيماكس على شركتهما لينضما رسمياً إلى صفوفها.

أشرف كيغلي على ما يزيد عن 500 فيلم بتقنية آيماكس، بدءاً من الوثائقيات الطبيعية الرائدة وصولاً إلى أضخم أفلام هوليوود. وعلى مدى 15 عاماً أخيرة، شغل منصب رئيس الجودة في آيماكس، حيث تعاون بشكل وثيق مع كبار المخرجين الذين تبنوا كاميرات الشركة وتقنياتها المتطورة.

كريستوفر نولان، الذي يعتبر من أبرز المدافعين عن السينما التقليدية، قال عنه: “كان ديفيد صديقي وملهمي في آيماكس لأكثر من 20 عاماً، ومن خلاله تمكنت من استخدام كاميرات آيماكس لأول مرة، ما فتح أعين هوليوود على قوة هذا الأسلوب البصري”. وأكد أن الفضل في استمرار صناعة الأفلام على مقاس الشاشات الكبيرة يعود بالأساس إلى إصرار كيغلي وجهوده.

أما المخرج ريان كوغلار، صاحب فيلم “Sinners”، فتذكر أول لقاء جمعه بكريستوفر نولان حيث أبلغه أن كيغلي يراجع بالفعل كل مشهد من لقطات الاختبارات حتى قبل حصولهم على الضوء الأخضر الرسمي. وأضاف: “كل من انبهر يوماً بصورة على شاشة آيماكس مدين لذلك الرجل”.

جيمس كاميرون بدوره، أشاد بمسيرته الطويلة معه، خصوصاً منذ بدايات تجربة الأبعاد الثلاثية في آيماكس قبل أكثر من 25 عاماً، مؤكداً أنه كان شريكاً مخلصاً في تقديم تجربة سينمائية قصوى للجمهور. أما دينيس فيلنوف، مخرج سلسلة “Dune”، فقال: “بعض الأشخاص لا يمكن تعويضهم، وديفيد كيغلي أحدهم. السينما اليوم فقدت أحد أعظم أساتذتها التقنيين”.

نال كيغلي عضوية أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، وكان جزءاً من لجنة جوائزها العلمية والتقنية، وعضواً في الجمعية الأمريكية للمصورين السينمائيين، كما حصل على جائزة الإنجاز الخاص الأولى من جمعية قاعات الشاشة العملاقة.

وإلى جانب إرثه المهني الكبير، ترك كيغلي وراءه زوجته باتريشيا، وأبناءه الثلاثة جيف وكريس وجنيفر، إضافة إلى أحفاده سام وإيلي، الذين سيحملون ذكرى رجل كرّس حياته لرفع معايير الصورة السينمائية إلى آفاق جديدة.

سينفيليا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *