كشف الممثل الأميركي أليك بالدوين أنه مرّ بفترة نفسية شديدة القسوة، راودته خلالها أفكار انتحارية، عقب إعادة توجيه الاتهام إليه للمرة الثانية في قضية إطلاق النار المأساوي الذي أودى بحياة مديرة التصوير هالينا هاتشينز أثناء تصوير فيلمه “Rust” عام 2021.
وجاءت تصريحات بالدوين خلال ظهوره في أحدث حلقات بودكاست Dopey: On the Dark Comedy of Drug Addiction، حيث تحدث بصراحة عن الحالة الذهنية الصعبة التي عاشها بعد إعلان الادعاء في ولاية نيو مكسيكو عزمه إعادة محاكمته، قبل أن تُسقط القضية لاحقًا بشكل نهائي، ما حال دون إعادة محاكمته مرة أخرى.
وقال بالدوين إن أكثر ما كان يؤلمه في تلك المرحلة هو الأثر الذي تركته الأزمة على أسرته، مضيفًا أن زوجته وأطفاله كانوا مصدر قلقه الأكبر، إذ كان عاجزًا في كثير من الأحيان حتى عن الحركة، مكتفيًا بالجلوس في زاوية من المنزل. وأوضح أنه عاش لعام كامل تقريبًا في حالة إنهاك نفسي دفعته إلى النوم يوميًا لفترات طويلة هروبًا من الواقع.
وأضاف أن تلك التجربة القاسية استنزفت صحته الجسدية والنفسية، وأثرت على مسيرته المهنية واستقراره المالي وحياته العائلية، معتبرًا أن ما حدث “سلبه ما لا يقل عن عشر سنوات من عمره”. وأكد أن هذه المحنة تركت آثارًا صحية عميقة ما زال يعاني منها منذ تاريخ الحادثة في أكتوبر 2021.
وأشار بالدوين إلى أن الدعم الذي تلقاه من زوجته هيلاريا وعائلته كان عاملًا حاسمًا في تجاوزه تلك المرحلة، رغم سيطرة أفكار مظلمة عليه في بعض اللحظات. واعترف بأنه كان يصل أحيانًا إلى نقطة يفكر فيها بعدم الاستيقاظ في اليوم التالي، لكنه كان يؤجل هذه الأفكار يومًا بعد يوم، مستندًا إلى إيمانه وقناعته بضرورة الصمود.
وفي سياق حديثه عن القضية، عبّر بالدوين عن اعتقاده بأن فريق إنتاج فيلم “Rust” التزم بالقواعد المعتمدة من نقابات هوليوود في التعامل مع الأسلحة، إلا أن المدعين العامين في نيو مكسيكو – بحسب قوله – تجاهلوا تلك القواعد وفرضوا معايير جديدة بأثر رجعي، ما جعله يشعر بالخوف من محاكمة غير منصفة. وذهب إلى أبعد من ذلك باتهام الادعاء بالسعي إلى الظهور الإعلامي، مثمنًا في المقابل قرار القاضي الذي وضع حدًا للإجراءات ووصفها بغير المقبولة.
وخلال الحوار نفسه، تطرق بالدوين إلى تجربته في تجسيد شخصية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في برنامج Saturday Night Live لمدة أربع سنوات، معترفًا بأنه لم يكن يرغب في الاستمرار بهذا الدور كل تلك المدة، لكنه قبله احترامًا لعلاقته بمنتج البرنامج لورن مايكلز. ورأى أن السخرية السياسية في الكوميديا المعاصرة باتت تميل إلى القسوة والتهكم المفرط.
ورغم انتقاداته اللاذعة لترامب، شدد بالدوين على أن الأخير يظل إنسانًا في النهاية، معتبرًا أن طريقة تعاطيه مع الانتقادات والسخرية ساهمت في تعقيد صورته العامة. كما رأى أن السخرية المتكررة من ترامب في البرامج الليلية استنفدت أغراضها، داعيًا إلى تجاوز هذه المرحلة والتركيز على الاستحقاقات السياسية المقبلة بدل الدوران في حلقة السخرية ذاتها.
سينفيليا

