توفي المخرج والممثل الأمريكي الشهير روب راينر، أحد أبرز صناع السينما في هوليوود، عن عمر ناهز 78 عامًا، إلى جانب زوجته ميشيل داخل منزلهما في حي برينتوود بمدينة لوس أنجلوس، في حادث مأساوي هز الوسط الفني الأمريكي. وأكدت مصادر أمنية أن الزوجين وُجدا مصابين بجروح تشير إلى استخدام سلاح أبيض، دون وجود آثار اقتحام للمنزل، فيما لا تزال التحقيقات جارية لكشف ملابسات الوفاة.
وفي بيان رسمي، عبّرت عائلة راينر عن حزنها العميق لفقدانهما المفاجئ، مطالبة باحترام الخصوصية في هذا الظرف الإنساني القاسي. وأفادت تقارير إعلامية أمريكية، نقلًا عن مصادر متعددة، بأن نجل العائلة نيك راينر يُعد المشتبه به في القضية، في حين لم تعلن الشرطة حتى الآن عن توجيه اتهام رسمي أو تحديد مشتبه به نهائي.
ويُعد روب راينر من الأسماء اللامعة في تاريخ السينما والتلفزيون، إذ انتقل من التمثيل في المسلسل الأسطوري “All in the Family” إلى الإخراج السينمائي، حيث صنع أعمالًا خالدة مثل “This Is Spinal Tap”، و”Stand by Me”، و”When Harry Met Sally”، و”The Princess Bride”، و”Misery”، و”A Few Good Men”، التي شكّلت علامات فارقة في الكوميديا والدراما والرومانسية والسينما النفسية.
كما شارك راينر في تأسيس شركة الإنتاج الشهيرة “Castle Rock Entertainment”، التي وقفت خلف أعمال سينمائية وتلفزيونية بارزة من بينها “The Shawshank Redemption” ومسلسل “Seinfeld”، أحد أنجح الأعمال التلفزيونية في تاريخ الشاشة الأمريكية. وتميّزت مسيرته بقدرته النادرة على التنقل السلس بين الأنواع السينمائية المختلفة، مع الحفاظ على بصمة إنسانية واضحة وحس سردي ذكي.
ورغم انشغاله بالإخراج، واصل راينر التمثيل في أفلام ومسلسلات ناجحة، وترك حضورًا لافتًا في أعمال مثل “Sleepless in Seattle” و”The Wolf of Wall Street”. كما عُرف بمواقفه السياسية الجريئة ونشاطه المستمر في قضايا العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، معارضًا لسياسات دونالد ترامب، وداعمًا للمساواة وحرية التعبير.
نشأ راينر في عائلة فنية، فهو نجل الكوميدي الشهير كارل راينر، وتأثر منذ صغره برواد الكوميديا والتلفزيون الأمريكي، ما صقل حسه الفني مبكرًا. وعلى مدار أكثر من خمسة عقود، شكّل روب راينر جزءًا من الذاكرة الثقافية والسينمائية لجمهور عالمي، بأعمال تجاوزت زمنها وتحولت إلى أيقونات خالدة.
برحيله، تفقد هوليوود واحدًا من أكثر صناعها تأثيرًا وتنوعًا، فيما يبقى إرثه الفني شاهدًا على مسيرة استثنائية جمعت بين الجرأة الإبداعية والالتزام الإنساني.
سينفيليا

