الرئيسيةالسينما العالميةفيلم «الأب» السلوفاكي… رحلة مؤلمة داخل الذاكرة إلى الأوسكار 2026

فيلم «الأب» السلوفاكي… رحلة مؤلمة داخل الذاكرة إلى الأوسكار 2026

فيلم الأب السلوفاكي

يمثل فيلم الدراما العائلية السلوفاكي “الأب” ترشيح بلاده رسميًا لفئة أفضل فيلم دولي في جوائز الأوسكار 2026، بعدما حصد نجاحًا لافتًا في عدد من المهرجانات العالمية. الفيلم، الذي أخرجته تيريزا نيفوتوفا وشارك في كتابته دوشان بودزاك، عُرض لأول مرة في مهرجان فينيسيا، وفاز لاحقًا بجائزة «العين الذهبية» لأفضل فيلم في مهرجان زيورخ، إلى جانب جائزتي أفضل فيلم وأفضل سيناريو في مهرجان ستوكهولم. كما نال مدير التصوير آدم سوزين جائزة «الضفدع الذهبي» لأفضل فيلم أول في مهرجان كاميرإيميدج.

مستوحى من وقائع حقيقية، يقدم الفيلم ميلان أوندريك في دور الأب ميخال، الرجل العائلي المحب الذي تنقلب حياته رأسًا على عقب بعد لحظة فقدان مؤقت للذاكرة تتسبب في مأساة تغيّر كل شيء. يقدم العمل تجربة بصرية وعاطفية مكثفة، من إنتاج Danae Production وMoloko Film وLava Films، ويتناول موضوعات الذاكرة والحب والفقد والذنب والغفران، فيما تتولى Intramovies تسويق الفيلم عالميًا.

تقول نيفوتوفا إن اللغة السينمائية كانت عنصرًا أساسيًا في بناء الفيلم، موضحة أنها شعرت في البداية أن القصة “مستحيلة التصوير” لثقلها الإنساني، لكنها وجدت مدخلًا فنيًا يجعل السرد أكثر قربًا من المشاهد. اعتمدت المخرجة على منظور ميخال بالكامل، لتقديم تجربة غامرة تُشعر المتفرج بأنه يعيش داخل عقل الشخصية، وهو ما دفعها لاستخدام لقطات طويلة تنساب من مشهد إلى آخر كما يحدث في الحياة الواقعية.

يتناول الفيلم ظاهرة تُعرف باسم «متلازمة نسيان الطفل»، وهي حالة لم تكن المخرجة على دراية بها قبل العمل على المشروع. كانت نيفوتوفا تظن مثل كثيرين أن نسيان طفل داخل سيارة يعود للإهمال، إلى أن حدثها بودزاك عن قصة صديقه المقربة، الذي نسي طفله داخل السيارة وتغيّرت حياته بعد المأساة. أدركت حينها أن الظاهرة لا ترتبط بعمر أو جنس أو خلفية اجتماعية، بل بطريقة عمل الذاكرة البشرية، وأنها قد تصيب أي شخص.

وتوضح نيفوتوفا أن الفيلم، رغم مأساويته، يناقش طبيعة الإنسان والوهم الذي نعيشه عن السيطرة على حياتنا. وكان العمل مرهقًا لفريقه الإبداعي، إذ وصف بطل الفيلم دوره بأنه الأصعب في مسيرته. وتُعد مشاهد الفيلم الطويلة، ومنها لقطة واحدة تقارب 20 دقيقة، جزءًا من نهج وضع المشاهد داخل ذهن ميخال، حتى حين يسرح بخياله خارج قاعة المحكمة، فتتبع الكاميرا تدفق أفكاره.

ورغم صعوبة الموضوع، حافظ الفيلم على تعقيده الإنساني من دون تقديم البطل كضحية أو مذنب، إذ أرادت المخرجة إثارة الأسئلة لا تقديم الإجابات. وقد تلقت نيفوتوفا العديد من الرسائل من مشاهدين أكدوا أن الفيلم أثار نقاشات عميقة لديهم، وهو ما اعتبرته أفضل مكافأة. وتختتم قائلة إنها تختار القصص التي تظل عالقة في ذهنها ولا تستطيع تجاهلها، تمامًا كما فعل معها هذا العمل.

سينفيليا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *