أكد بيل كرامر، المدير العام لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، خلال مشاركته في فقرة “حوارات” ضمن فعاليات الدورة 22 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن المهرجان يشكل منصة فريدة تحتضن التنوع السينمائي العالمي وتفتح المجال أمام ظهور مواهب شابة واعدة. وعبّر عن إعجابه بالأفلام المعروضة في المسابقة الرسمية، لاسيما الأعمال القادمة من إفريقيا والشرق الأوسط، موضحا أن هذه المناطق تساهم بنسبة مهمة من الأفلام المتقدمة لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي، إذ يجري سنوياً تقييم نحو 80 عملاً، من بينها 14 فيلماً من هاتين المنطقتين.
وأشاد كرامر ببرنامج “ورشات الأطلس” الذي يحتضنه المهرجان، معتبراً أنه مساحة فعالة تمنح المخرجين الصاعدين فرصة لصقل مهاراتهم تحت إشراف مهنيين بارزين، كما أنه يجسر العلاقة بين الشباب ورواد الصناعة السينمائية، ويهيئ جيلاً جديداً يدخل عالم الإبداع السينمائي بثقة. ودعا الطلبة والمهتمين إلى مشاهدة أكبر عدد من الأفلام خلال فعاليات المهرجان، مؤكداً أن ترشيح هذه الأعمال لجوائز الأوسكار يمنحها انتشاراً جماهيرياً واسعاً عبر العالم، وأن مستقبل السينما “يبشر بالكثير”.
وأضاف كرامر أن حضوره في المغرب يأتي في سياق انفتاح الأكاديمية على السينمائيين في مختلف الدول، موضحاً أنها باتت مؤسسة عالمية تضم أكثر من 11 ألف عضو يمثلون مدارس وثقافات متعددة. وأبرز أن دور الأكاديمية لا يقتصر على تنظيم جوائز الأوسكار، بل يشمل برامج داعمة للسينما، وتكوينات لفائدة الطلبة، فضلاً عن متحف السينما الذي تحتفظ فيه المؤسسة بمواد أرشيفية نادرة تشمل أفلاماً وملابس وإكسسوارات تعكس تاريخ الصناعة. ووجّه نصائح لصناع الأفلام الشباب بضرورة التعلم من التجارب الناجحة، معتبراً أن اللحظات المؤثرة في حفلات الأوسكار تمثل مصدر إلهام يمكن أن يعيشوه يوماً ما.
وفي ما يتعلق بالتمويل، شدد كرامر على أهمية تنويع مصادر الدعم وتقليل المخاطر لضمان تنفيذ مشاريع سينمائية مستقلة بنجاح، مشيراً إلى أن الدورة القادمة من جوائز الأوسكار ستشهد لأول مرة تكريم مديري اختيار الممثلين، فيما ستضاف سنة 2028 فئة جديدة لأفضل مصمم لمشاهد المجازفة. كما تطرق إلى تأثير تقنيات البث الرقمي على تجربة المشاهدة، مؤكداً ضرورة الحفاظ على توازن يضمن استمرار دور العرض السينمائي. ودعا إلى الاستثمار في تأهيل القاعات وتشجيع الجمهور على العودة إليها، مشدداً على أن السينما فن قادر على تحدي الزمن. وأوضح أن الأكاديمية لا تمارس أي رقابة على خطابات الفائزين خلال الحفل، باعتبارها لحظات شخصية تعبر عن آرائهم بحرية. ويشغل بيل كرامر منصبه الحالي منذ 2022، حيث يشرف على برامج الأوسكار ومتحف الأكاديمية ومبادرات دعم المواهب وحفظ التراث السينمائي.
سينفيليا

