دعت الممثلة البلجيكية فيرجيني إيفيرا والممثلة الفرنسية-الإيطالية كيارا ماستروياني، أمس الأحد بمراكش، إلى تبني سينما حرة ومستقلة بعيدًا عن هاجس الربح المالي.
وجاءت تصريحات الفنانتين خلال استضافتهما ضمن برنامج “حوارات” في إطار الدورة الـ22 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث شددتا على أهمية سينما تتسم بالابتكار والجرأة، تتيح للممثلين الانغماس في أدوار قد لا تعكس شخصياتهم الحقيقية، وتغوص في أعماق اللاوعي.
وأعربت إيفيرا وماستروياني عن أسفهما لما أصبحت الأصالة في السينما تخيف أحيانًا بسبب التركيز المفرط على المردودية المالية، معتبرتين أن قيمة العمل الفني تكمن في قدرته على استكشاف التناقضات الإنسانية، مثل الضحك والبكاء، الواقع والأحلام.
كما شددت الفنانتان على أن الأسرة تشكل موضوعًا غنيًا للسينما، إذ توفر فضاءً لا ينضب من الصراعات والحب والمسكوت عنه والمصالحة، وهو عالم يمكن لكل متفرج أن يجد فيه جزءًا من ذاته. وأكدتا على ضرورة التوازن بين التفكير والإخراج، مع الحفاظ على مساحة للخيال واللاوعي، لأن فهم الفيلم يخلق صلة عميقة بين المشاهد والمخرج حتى ولو لم تكن مشاعر الإعجاب مصحوبة دائمًا بالفهم الكامل للعمل.
ويستضيف برنامج “حوارات” هذا العام عددًا من أبرز الشخصيات في السينما العالمية، من بينهم المخرج الكوري بونغ جون هو، الحائز على السعفة الذهبية وأربع جوائز أوسكار عن فيلمه “طفيلي”، والمخرج والمنتج المكسيكي غييرمو ديل تورو، الحائز على ثلاث جوائز أوسكار عن أفلام “شكل الماء” و”بينوكيو”.
كما يشارك في البرنامج المخرج الأسترالي أندرو دومينيك، والممثل والمخرج الأمريكي لورانس فيشبورن، والممثلة والمخرجة الأمريكية جودي فوستر، الحائزة على جائزتي أوسكار، والسيناريست والمنتج الهندي كاران جوهر، أحد أبرز صناع السينما في بوليوود.
يوفر برنامج “حوارات” منصة فريدة للتفكير في قضايا السينما وسرد القصص بشكل مختلف، حيث يتبادل صناع الأفلام رؤاهم الفنية ويستعرضون التزامهم تجاه الفن السابع. وتجمع هذه اللقاءات بين الحميمية والصرامة الأكاديمية، لتكون نوافذ مفتوحة على عملية الإبداع والقوى التي تحرك عالم السينما اليوم، مع استكشاف دور الحدس والتفكير في كل المسارات المتعلقة بالتصوير والإخراج والتمثيل والإنتاج والكتابة ومواكبة الأعمال الفنية.
سينفيليا

