اختتمت أنشطة الدورة 29 لمهرجان فاس لسينما المدينة مساء السبت 22 نونبر 2025 بالإعلان عن الفائزين بجوائز وتنويهات لجنة تحكيم المسابقة الرسمية برئاسة المخرج رشيد بوتونس، حيث جاءت النتائج على الشكل التالي:
الأفلام الروائية الطويلة:
الجائزة الكبرى: فاز بها الفيلم التونسي “ود” من إخراج حبيب المستيري، وذلك (حسب تقرير لجنة التحكيم) تقديرا لجرأته في إعادة قراءة مرحلة سياسية حساسة من تاريخ تونس، ولقدرته على تحويل وجع جيل كامل إلى لغة سينمائية صادقة وعميقة.
ورغم ابتعاده عن عناصر المتعة التقليدية، نجح هذا الفيلم في تقديم رؤية فنية متماسكة، تعتمد على أداء تمثيلي قوي ومعالجة بصرية حساسة وتناول شجاع لقضايا الحرية والإلترام الفكري. إنه عمل يذكر بقدرة السينما على مساءلة الذاكرة وتحويل الألم إلى شهادة فنية تستحق الإختفاء.
جائزة لجنة التحكيم الخاصة: حصل عليها الفيلم المغربي “طحالب مرة” من إخراج إدريس اشويكة، وذلك (حسب نفس التقرير) تقديرا لقدرته على نقل واقع اجتماعي هامشي بصدق وجرأة، ولحساسيته في تصوير معاناة المرأة في القرى الساحلية، حيث نجح هذا الفيلم في الجمع بين قوة الموضوع وعمق المعالجة البصرية. إنه عمل يسلط الضوء على فئة منسية ويحول تفاصيل الحياة اليومية إلى شهادة إنسانية مؤثرة تستحق التقدير.
ولم يفت لجنة التحكيم منح تنويه خاص للفيلم المغربي “دوار العفاريت” من إخراج بوشعيب المسعودي، وذلك دعما لمسار إبداعي واعد يستحق التشجيع والمواصلة، من جهة، وتقديرا لجرأة مخرج الفيلم في خوض تجربة روائية أولى بإنتاج ذاتي، ولقدرته على تقديم عمل صادق يلتقط تفاصيل الجياة اليومية بروح إنسانية، من جهة أخرى.
الأفلام الروائية القصيرة:
الجائزة الكبرى: فاز بها الفيلم اليوناني “من التراب إلى التراب” من إخراج ديميتريس باباثاناسيس، وذلك تقديرا لجرأته في معالجة موضوع الموت من زاوية إنسانية وساخرة في آن واحد، ولقدرته على تحويل فضاء المقبرة إلى مرآة تكشف هشاشة الإنسان وطمعه. فهذا الفيلم، حسب تقرير لجنة التحكيم، يجمع بين سرد متماسك وأداء مؤثر ورؤية بصرية محكمة، مما جعل منه تجربة تجربة عميقة تستحق التتويج.
جائزة لجنة التحكيم الخاصة: حصل عليها الفيلم المغربي “إخوة الرضاعة” من إخراج كنزة التازي، وذلك تقديرا لمعالجته الإنسانية العميقة لقضية الأمومة والهشاشة الإجتماعية، ولحساسيته في استلهام فضاءات مدينة فاس وما تحمله من تاريخ وتقاليد التضامن النسائي. ففي هذا الفيلم، حسب تقرير اللجنة، تم توظيف روح المكان وقيمه لتقديم عمل صادق يعبر عن قوة الروابط الإنسانية خارج رابطة الدم.
ولم يفت لجنة التحكيم منح تنويه خاص للفيلم المغربي “سيدات 18” من إخراج عتيقة العاقل، وذلك تقديرا لشجاعة مخرجته في التطرق لموضوع اجتماعي حساس وضروري، ولما تظهره من رغبة واضحة في التعبير السينمائي. ورغم أن هذا العمل ما زال يفتقر إلى نضج أسلوبي وتكامل سينمائي يحتاج إلى مزيد من الإشتغال، فإن لجمة التحكيم ترى في مخرجته طاقة واعدة تستحق التشجيع.
تجدر الإشارة إلى أن باقي الأفلام القصيرة المشاركة في المسابقة، التي لم يحالفها الحظ في الحصول على جائزة أو تنويه، هي: “خريف العمر” للمغربي بلال طويل، “بدون مقعد ثابت” للفرنسي جاليام برونو هنري، “2617” للمغربي عبد العالي الحراق، “على جانب البحر” للبوركينابي فيصل ليون صورا، “شمعة” للمغربي إسماعيل آيت لحسن، “بيت الأعالي” للمغربي محمد كارة، “بطلة خارج النص” للمغربي عبد الخالق محفوض.
من فاس: أ.س.


