الرئيسيةالسينما العالميةرحيل ديان لاد… أسطورة السينما التي صنعت المجد بثلاث ترشيحات للأوسكار

رحيل ديان لاد… أسطورة السينما التي صنعت المجد بثلاث ترشيحات للأوسكار

Diane Ladd

في خسارة فنية مؤثرة لهوليوود، رحلت الممثلة الأمريكية ديان لاد عن عمر ناهز 89 عاماً، بعد مسيرة حافلة بالنجاح والإبداع تركت خلالها بصمة لا تُنسى في تاريخ السينما العالمية. أكدت ابنتها، النجمة الحائزة على الأوسكار لورا ديرن، خبر الوفاة في بيان مؤثر قالت فيه: “رحلت والدتي الحبيبة وأنا إلى جانبها في منزلها بمدينة أوخاي بولاية كاليفورنيا. كانت أعظم أم وجدة وفنانة وروحاً مفعمة بالحب والعطاء، ونحن كنا محظوظين بوجودها بيننا.”

ولدت لاد، واسمها الحقيقي روز ديان لانير، عام 1935 في ولاية ميسيسيبي الأمريكية، ونشأت في أسرة متواضعة حيث كان والدها طبيباً بيطرياً ووالدتها ربة منزل. بدأت مسيرتها الفنية بعد تخرجها من المدرسة الثانوية وهي في السادسة عشرة من عمرها، وفضلت التمثيل على دراسة القانون بعد حصولها على منحة جامعية. انتقلت إلى نيو أورلينز حيث التحقت بالمسرح المحلي وبدأت أولى خطواتها في عالم الفن قبل أن تنتقل إلى نيويورك وتعمل كراقصة في ملهى “كوباكابانا” الشهير.

سطع نجمها في هوليوود عندما جسدت شخصية “فلو”، النادلة الجريئة ذات اللسان السليط في فيلم مارتن سكورسيزي الشهير Alice Doesn’t Live Here Anymore عام 1974، وهو الدور الذي منحها أول ترشيح لجائزة الأوسكار، بعد أن أظهرت قدرة فريدة على المزج بين الجرأة والعفوية والعاطفة. وقد وصفها الناقد روجر إيبرت بأنها “خلقت لحظات سينمائية خالدة بخفة ظلها وصدقها الإنساني”.

واصلت لاد تألقها بأداءات مدهشة، أبرزها في فيلم Wild at Heart عام 1990 بإخراج ديفيد لينش، حيث لعبت دور الأم المهووسة والعاطفية لابنتها (التي جسدتها لورا ديرن). هذا الدور أثبت براعتها في تقديم شخصيات مركبة تجمع بين الهوس والحنان، ونالت عنه ثاني ترشيحاتها للأوسكار. بعد عام واحد فقط، حصدت ترشيحها الثالث عن فيلم Rambling Rose، لتصبح واحدة من القلائل الذين نافسوا على الجائزة ثلاث مرات في مسيرة واحدة.

لم يقتصر عطاؤها على السينما فحسب، بل امتد إلى التلفزيون، حيث شاركت في عشرات المسلسلات الشهيرة مثل Grace Under Fire وDr. Quinn, Medicine Woman، كما تألقت في مسلسل Chesapeake Shores في السنوات الأخيرة. حصلت على عدة ترشيحات لجوائز “إيمي” و”غولدن غلوب”، وكتبت وأخرجت فيلمها الخاص Mrs. Munck عام 1995، في خطوة أثبتت طموحها المتجدد حتى في مراحل متقدمة من حياتها.

تزوجت ديان لاد ثلاث مرات، أولها من الممثل بروس ديرن والد ابنتها لورا، ثم من رجل الأعمال ويليام شيا جونيور، وأخيراً من روبرت هانتر حتى وفاته. كما فقدت tragically ابنتها الأولى “ديان إليزابيث” في حادث غرق وهي لا تزال طفلة.

ودّعها بروس ديرن بكلمات مؤثرة قائلاً: “كانت ديان ممثلة عظيمة، ولكن ما جعلها استثنائية هو روحها الدافئة وذكاؤها وحسها الإنساني العميق. كانت شريكة مثالية في الحياة والفن، وأماً مذهلة لابنتنا العبقرية لورا، وسأبقى ممتناً لها إلى الأبد.”

برحيلها، تخسر هوليوود واحدة من أكثر نجماتها تنوعاً وصدقاً، فديان لاد لم تكن مجرد ممثلة، بل كانت رمزاً للمرأة القوية التي واجهت الحياة والفن بعزيمة وجمال نادرين.

سينفيليا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *