يواصل الفيلم المصري «المستعمرة» للمخرج محمد رشاد حصد نجاحاته في المهرجانات الدولية، بعد تتويجه مؤخرًا بجائزة النجمة البرونزية في مهرجان الجونة السينمائي، إذ يستعد الآن للمشاركة في الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، التي تُقام بين الرابع والثالث عشر من ديسمبر المقبل، ضمن قسم «اختيارات عالمية».
الفيلم الذي استوحى قصته من أحداث واقعية، سبق أن شهد عرضه العالمي الأول خلال الدورة الخامسة والسبعين من مهرجان برلين السينمائي الدولي، كما جاب عددًا من المهرجانات العالمية، من بينها مهرجان فيسكال الإيطالي للفيلم الإفريقي والآسيوي والأمريكي اللاتيني، ومهرجان MiWorld لأفلام الشباب حيث فاز بجائزة الجمهور، إلى جانب مهرجان بولزانو السينمائي في مدينة بوزن الإيطالية.
تدور أحداث «المستعمرة» حول شقيقين، حسام (23 عامًا) ومارو (12 عامًا)، يعيشان في أحد أحياء الإسكندرية المهمشة. بعد وفاة والدهما في حادث عمل، يُعرض عليهما من قبل المصنع المحلي وظائف بسيطة كتعويض عن الخسارة بدلًا من اللجوء إلى القضاء. ومع مرور الوقت، تبدأ شكوكهما في أن وفاة والدهما لم تكن حادثًا عرضيًا كما يُقال.
يضم الفيلم في بطولته مجموعة من الوجوه الجديدة، منهم أدهم شكر، زياد إسلام، هاجر عمر، محمد عبد الهادي وعماد غنيم، ويُشرف على إدارة التصوير محمود لطفي، فيما تولت المونتاج هبة عثمان، التي عرفها الجمهور من خلال الفيلم السوداني الشهير «وداعًا جوليا».
تتولى شركة MAD Distribution توزيع الفيلم في العالم العربي، بينما تتكفل MAD World بالمبيعات العالمية.
ويُعد «المستعمرة» إنتاجًا مشتركًا بين مصر وفرنسا وألمانيا والسعودية وقطر، تقوده المنتجة هالة لطفي عن شركة حصالة بالقاهرة، بالشراكة مع إتيان دو ريكود من شركة كاراكتير في باريس، وقسمت السيد من شركة سيرا فيلمز في برلين، إضافة إلى ART من جدة.
نال الفيلم دعمًا واسعًا من مؤسسات دولية مرموقة، من بينها صندوق برلين السينمائي العالمي، ومبادرة هوبرت بالس لتطوير السيناريو والإنتاج المشترك، إلى جانب معهد الدوحة السينمائي، والصندوق العربي للفنون والثقافة (آفاق)، وصندوق تنمية البحر الأحمر، وصندوق صورة الفرانكوفونية، وصندوق سيني جونة التابع لمهرجان الجونة السينمائي.
محمد رشاد، الذي وُلد بالإسكندرية وتخرّج في كلية الهندسة المدنية، اختار طريق السينما بعد التحاقه بمدرسة الجيزويت الثقافية للسينما. أخرج فيلمين قصيرين هما «من بعيد» (2005) و**«مكسيم» (2007)، ثم عمل مساعدًا للمخرجة هالة لطفي في فيلمها «الخروج للنهار». وفي عام 2016 قدّم فيلمه الوثائقي الطويل الأول «النسور الصغيرة»، الذي عُرض لأول مرة في مهرجان دبي السينمائي الدولي، قبل أن يحصد جوائز من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية ومهرجان مالمو للفيلم العربي**. كما خاض تجربة الإنتاج عبر الفيلم الوثائقي الطويل «الشغلة» للمخرج رامز يوسف.
بهذا العمل الجديد، يواصل رشاد مسيرته في تقديم سينما واقعية جريئة تعالج قضايا المجتمع من الداخل، مستلهمًا من تجارب الناس البسطاء ما يحوله إلى حكايات مؤثرة تتجاوز حدود المكان واللغة.
سينفيليا

