أنهت المخرجة رولا سلبك في أوائل 2023 كتابة سيناريو فيلمها الجديد “الزائر”، وهو عمل رعب مستوحى من الفلكلور الفلسطيني. يروي الفيلم قصة شاب فلسطيني يعيش في القدس، ويجد نفسه مضطراً لإنقاذ عائلته بعدما تصل إلى بلدته “غولة”، وهي شيطانة أنثوية من حكايات جدته الشعبية، وتهدد بيته ومحيطه.
كانت سلبك تأمل أن يجذب السيناريو اهتمام أحد شركات الإنتاج المستقلة الكبرى، وفي الخريف كانت مستعدة لعرض القراءة الأولى له في سوق الأفلام الأمريكي AFM لزيادة الاهتمام بالمشروع. لكن قبل أسابيع من الحدث، قلبت هجمات 7 أكتوبر العالم رأساً على عقب، مما جعلها تتردد بشأن استقبال الناس لفكرة قراءة سيناريو فلسطيني للرعب في هذا الوقت العصيب. وبعد تفكير، قررت المضي قدماً، ووجدت دعماً من بعض الجهات في السوق بعد أسابيع قليلة.
وعلى الرغم من التقدير الذي حصلت عليه من بعض ممثلي الاستوديوهات في AFM، الذين أعربوا عن إعجابهم بالسيناريو، إلا أن التمويل لم يكن متاحاً لأسباب سياسية ومخاوف من ربط المشروع بالنزاع القائم. كما واجهت سلبك تحديات أخرى، بينها انسحاب وكالة CAA من تمثيلها.
وبينما كانت سلبك ناشطة داعمة للفلسطينيين، شعرت بالقلق من أن يبدو التركيز على فيلم رعب ترفياً في وقت يعاني فيه الكثير من الفلسطينيين، لكنها أدركت في النهاية أن قوة القصة تكمن في سرد حكاية شعبها. تقول: “الناس كانوا يستمعون، وكان الوقت مثالياً لرواية قصة شعبي”.
واليوم، بعد عامين من تلك المرحلة، يتحول “الزائر” إلى واقع، حيث من المخطط تصويره على مدار 25 يوماً في الأردن خلال 2026. وانضمت شركة Watermelon Pictures كمنتج تنفيذي لدعم التمويل، بعد أن أطلقت الشركة إنتاجها وتوزيعها في 2024، ودعمت ترشيح فلسطين الأول للأوسكار عن فيلم “من الصفر”، وستتعاون مع شركة Imaginarium الأردنية أثناء التصوير، في حين ستتولى شركة Black Poppy Productions الإنتاج جنباً إلى جنب مع رولا سلبك.
وفيما يخص فريق التمثيل، انضم أحمد شهاب الدين، الحاصل على ترشيح لجائزة إيمي عن حلقة من برنامج “The Stream” عام 2012، كمشارك في الإنتاج، كما انضمت بلاستيا العقاد، مؤلفة مذكرات “عيون غزة: يوميات الصمود” التي أصبحت مؤخراً ضمن قائمة نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعاً، إلى فريق التمثيل.
وعن المشروع، قال منير عطالله، رئيس الإنتاج والاستحواذ في Watermelon Pictures: “رؤية رولا سلبك فريدة تماماً ومرعبة بعمق، وتمثل خطوة جريئة للأفلام الفلسطينية في عالم الرعب. نحن متحمسون للمشاركة وجلب فريقنا الشغوف لهذا المشروع”.
أما سلبك، فقالت عن الفيلم: “الفيلم، في جوهره، يدور حول الإلغاء والاحتياج الإنساني العميق لأن يُرى الإنسان. إنه يجمع بين أفلام النوع والفلكلور الفلسطيني القديم ليكشف الحقيقة المروعة: العيش تحت الاحتلال يمكن أن يكون أكثر رعباً من الوحوش في حكاياتنا الشعبية”.
سينفيليا

